هكذا يستعد الجزائريون للاحتفال بالمولد النبوي

السبت, 17 نوفمبر 2018

يعتبرونه عيداً دينياً
هكذا يستعد الجزائريون للاحتفال بالمولد النبوي
يحتفل المسلمون بالمولد النبوي الشريف في يوم 12 ربيع الأول كل سنة وهذا حال الجزائريين الذين يحيون هذا اليوم وبإعتباره عيدا من الأعياد الدينية التي ورثها لهم أجدادهم برغم اختلاف وجهات النظر في طريقة الاحتفال إلا أن الهدف واحد في الإحتفال بذكرى ميلاد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وهذا مارصده فريق أخبار اليوم في هذا الريبورتاج الذي ارتحل بنا بين بلديات العاصمة وشاركنا الجزائريين أجواء التحضيرات والإحتفالات.
أبوبكر الصديق موسى
عرفت الأسواق العاصمية من بلدية باب الوادي حركية غير عادية وإقبال هائل من قبل الجزائريين المتوافدين لإقتناء لوازم التحضير للمولد النبوي الشريف من مكسرات وحلويات والشموع ناهيك عن رائحة العنبر المعطرة لأزقة العاصمة فهي فسيفساء جميلة زينتها الألوان الرائعة التي تسحر الناظر وتجذبها إليها من كل حدب وصوب موصلتا لك رائحة زكية تخبرك أن المولد النبوي الشرف على الأبواب أطفال شيوخ ونساء حركاتهم ونظراتهم متجهة كلها نحو طاولات السوق الشعبي بالعاصمة لإقتناء مايستلزم إحياءا للعادة رغم غلاء الأسعار فعندما تلح الحاجة لإحياء مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم لا يعرف الجزائريون كلمة لا أستطيع.
كل منطقة وعاداتها ولا يختلف إثنان على أن أغلب الجزائريين لا زالوا يشترون المفرقعات بكل أشكالها بجامع ليهود طاولات عديدة تباع فيها مختلف أنواع المفرقعات الخطيرة منها الشيطانة وغيرها.. إقتربنا من أحد الباعة أدهشنا بغلاء الأسعار ونوعية المفرقعات الخطيرة والمهددة بحياة الأطفال ونحن نتبادل الحديث تقبل عائلة لشراء كمية من المفرقعات الأدهى الوالد يوصي بالجودة والمفرقعات التي تحدث أصوات عالية ليتباهى بها أبناؤه على جيرانهم في الحي الولد يسأل عن نوع المفرقعات ومحدد إسمها ومبلغها 350 دينار جزائري الكيس امتلئ بجملة من المفرقعات الحربية بثمن إجمالي 9500 دينار جزائري مايعادل نصف راتب موظف عادي السؤال يبقى يطرحه في عز الضائقة المالية أسر جزائرية تصرف أموالها في المفرقعات وهذا كأبسط ثمن إذ تعد هذه الأسرة نقطة ماء من بحر للأسر الجزائرية التي اعتادت على التبذير فبالرغم من مجهودات الدولة والجمارك في منع دخول هذه السلع على الجزائر إلا أن هناك ثغرات تروج هذه السلع وتبقى مهددة لحياة الطفل الجزائري.
الخروج عن المألوف فمنهم من يحرم هذا العادة
رحلتنا لم تنته بعد يقول الإمام سفيان ع على أن نظرة الشرع في هكذا إحتفالات تجزم على أنه لا يجوز ويدرج ضمن خانة التبذير ناهيك عن طرح عادة تحضير العشاء والوجبات هي بمثابة بدعة فالإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يكون بتلاوة القرآن وإرشاد الأطفال بالتحلي بخصال الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال توجيههم لقراءة سيرته فهذا ما يجب أن يغذيه الأهل لعقول أبنائهم خاصة في وقت طغت فيه مواقع التواصل الإجتماعي على عقول الشباب وأدخلتهم في متاهة وعزلة.
الشرع يرى في الإحتفالات أنها تجاوزات وخروج عن المألوف فمنهم من يحرم هذا العادة وبعض الجزائريين يراها عادة وتقاليد من المستحيل التخلي عنها إذ الأمر يجمع بين العائلة ويقوي صلة الرحم.
أجواء روحانية تعرفها الزوايا في مختلف ربوع الوطن بإختلاف مذاهبها في تلاوة القرآن ومدح محمد رسول الله عليه وسلم هذا ماعرفته الزاوية القادرية بولاية ورقلة أين إجتمع حفظة القرآن وطلاب العلم في تلاوة القرآن الكريم وإقامة حلقات ذكر ككل سنة.
الرشتة والشخشوخة على موائد العاصميين
عودة إلى العاصمة حيث تحضر النساء الجزائريات عشاء المولد النبوي الشريف والمتمثل في الرشتة وبعض الأطباق والشخشوخة التي دخلت في السنوات الأخيرة كعادة على العاصميين وباتت من بين الأطباق التي تفضلها بعض العائلات إضافة إلى الطمينة والحنة وكل الحلويات التي تجمع شمل العائلة الجزائرية وبإختلاف التقاليد فمنهم لازال الجد يروي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم على الأحفاد وآخرون يحيون صلة الرحم في حين تجمع النسوة على البوقالات ومحبس المقروط فهذه أجواء البيوت الجزائرية من الداخل عموما. 
والحديث عن الشوارع في الليل ماعليك إلا أن تقول أنها حرب متعددة الألوان يقودوها شباب وأطفال ويدفع خسارتها هم بأيديهم فضحايا المفرقعات لاتعد ولا تحصى المستشفيات في هذه الليلة تستقبل أعداد هائلة من الضحايا على جناح السرعة العين تفقد واليد تحرق والوجه يشوه وإصابات عديدة نأمل أن تتكاتف الجهود من العائلات الجزائرية لإيقاف هذه الظاهرة المأساوية التي عنوانها الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فنأمل أن يكون دائما يوما للفرح والختان والسرور وتتعالى رائحة العنبر والحنة في أرجاء الجزائر وبكلمة زاد النبي نفرح بيه نتمنى مولد نبوي شريف كل عام والأمة الجزائرية بألف خير.