كلاسيكو القرن بين الفقراء والأغنياء بعيدا عن الأرجنتين

الأحد, 09 ديسمبر 2018


إياب نهائي كأس ليبرتادوريس بين الريفير وبوكا 
كلاسيكو القرن بين الفقراء والأغنياء بعيدا عن الأرجنتين


يقام سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة ونصف بملعب سانتياغو بيرنابيو المباراة المجنونة بين  ريفير بلايت وبوكا جونيور الأرجنتينيين في إياب نهائي كأس ليبرتادوريس (بطولة كرة قدم دولية سنوية تقام تحت رعاية اتحاد أمريكا  الجنوبية لكرة القدم) بعد تعادل بهدفين لمثلهما في سوبر كلاسيكو متجدد تأجل مرتين بسبب اشتباكات جرت بين جمهور الناديين الأرجنتينيين أسفرت عن إصابة عدد من لاعبي بوكا جونيورز واعتقال 29 مشجعًا في أعمال شغب تشير إلى  صراع مرّ عليه أكثر من قرن لم يتوقف فقط على طبيعته الرياضية  المحمومة وإنما حمل جوانب اجتماعية لنادي المليونيرات ونادي الفقراء و الخنازير !.


بوكا.. نشأ فيه الفريقان ثم تحولا إلى خنازير و دجاج !
من حي واحد في العاصمة الأرجنتينية بيونيس أيرس يُسمى لابوكا   تأسس الفريقان ريفر بلايت وبوكا جونيورز قبل أكثر من قرن من الزمان فمع مطلع القرن العشرين وتحديدًا في  25 ماي1901 جاء تأسيس ريفر بلايت إثر دمج فريقي سانتا روسا وروساليس وبدأ النادي مسيرته الاحترافية عام 1931.
ومنذ بدايات تأسيسه بدت علامات الغنى  على النادي إذ انتقل النادي من حي لا بوكا البسيط الذي نشأ فيه إلى حي نيونييز الراقي بدعم من أغنياء الأرجنتين ورجال الأعمال الذين شجعوا النادي وجلبوا له صفقات باهظة الثمن لشراء اللاعبين ليُعرف ريفر بلايت بنادي الأغنياء أو نادي المليونيرات .
وفي المقابل وبعد  أربع سنوات من تأسيس ريفر  بلايت أسس عدد من المهاجرين الإيطاليين الذين يعملون بالقرب من حي لابوكا نادي بوكا جونيورز في 3 أفريل 1905 وأتت كلمة بوكا في اسم النادي من اسم الحي الذي نشأ فيه وعلى عكس ريفر  بلايت بدأ بوكا جونيورز بإمكانيات محدودة واعتبر مشجعوه أن انتقال ريفر بلايت إلى حي راق بدعم من أثرياء جعل منه نادي الأغنياء أما نادي بوكا جونيورز فهو نادي الفقراء المدعوم من الطبقات البسيطة في المجتمع.
واستمرت تلك الجدلية الطبقية بين الناديين منذ تأسيسه وحتى الآن ومع زيادة الاستقطاب والتنافس بين الفريقين بدأ يُطلق مُشجعو كل فريق  ألقابًا مُسيئة على الفريق الآخر فيُطلق مشجعو ريفر  بلايت على بوكا جونيورز اسم نادي الخنازير أو جامعي السماد أو منظفي روث الفيلة للتقليل من شأنهم الاجتماعي وطبيعة منطقتهم.
وفي المقابل يُطلق مشجعو بوكا جونيورز على نادي ريفر  بلايت لقب الدجاج في إشارة إلى الجُبن تعطي معنى أن ريفر  بلات أثرياء ولكن جبناء والأمر لا يتوقف فقط على إساءة متبادلة بين مشجعي كل فريق بل تصل أحيانًا تلك الألقاب المُسيئة إلى  اللاعبين أنفسهم على أرضية الملعب.
وفي مثال على ذلك التقى الفريقان  على ملعب  ريفر بلايت  (المونومينتال) يوم 17 جوان 2004 في إياب نصف نهائي كأس ليبرتادوريس وفي الدقيقة 89 سجل كارلوس تيفيز هدف التعادل والحسم لفريقه واحتفالًا بالهدف خلع تيفيز قميصه واستفز جمهور ريفر  بلايت وأساء لهم بتلاعبه بذراعيه مثل الدجاجة ليقابله الحكم ليس ببطاقة صفراء فقط وإنما بكارت أحمر وطرده من المباراة بسبب حركة الدجاجة تلك.
وهو طرد حوّل حسرة جمهور ريفر  بلايت بالهدف إلى فرحة بطرد تيفيز وتمكن بعدها ريفر  بليت من إحراز هدف ليلجأ بعد ذلك الفريقان لركلات الترجيح ويفوز بوكا جونيورز ليُلاقي أونس كالادس الكولمبي في النهائي ويفوز الأخير بثنائية نظيفة ويحسم اللقب لصالحة بعد غياب تيفيز عن النهائي.


5  بطاقات حمراء في مباراة ودية بين الفريقين
71 قتيلًا في مأساة إنسانية كروية
لم تتوقف حكايات التعصب بين الفريقين في الملعب عند هذا الأحد فدائمًا ما يصاحب السوبر كلاسيكو الحماسة والإثارة والعنف والشغب في الملعب والمدرجات فقد شهدت مباراة ودية جمعت بين الفريقين في  جانفي 24 2016 احتفالًا بالموسم الجديد هدفًا وحيد لريفر بلايت و40 خطأ وخمس بطاقات حمراء وتسع بطاقات صفراء نعم كما قرأت تمامًا كانت المبارة ودية احتفالية لكن حصيلة الأخطاء والبطاقات تظهر أن المباراة كانت أقرب لمباراة مُصارعة.
وإن كانت المباراة سالفة الذكر مثالاً على مجرد مباراة ودية فتستطيع أن تتخيل حجم النديّة والتنافس والعنف في المباريات الرسمية التي تجمع الفريقين وفي محاولة لفهم حجم العنف في الملعب بلغة البطاقات الحمراء نرى أن  71 سوبر كلاسيكو جمع بين الفريقين في مباريات رسمية وودية في الفترة بين 15 أكتوبر عام 2000   وحتى أمس خلال أكثر من 18 عامًا شهدت 53 بطاقة حمراء!
وفي المدرجات التي اعتادت على أحداث الشغب وإشعال الألعاب النارية شهد  ملعب المونيمونتال عام 1968 مأساة  إنسانية بمصرع 71 شخصًا بسبب التدافع عن البوابة رقم 12 أثناء محاولتهم الخروج من الملعب في مأساة كانت الأسوأ في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية بضحايا صغار السن قُدر معدل أعمارهم بـ19 عامًا وتباينت أسباب التدافع بين تحميل جمهور ريفر بلايت المسؤولية والعكس أو  الشرطة في تعاملها مع تجاوزات الجماهير.


التاريخ ينحاز للفقراء
مرّ على الفريقين أساطير في كرة القدم الأرجنتينية والعالمية إذ لعب في بوكا جونيوز لاعبين مثل:  الأسطورة ديغو أرماندو مارادونا و غابرييل باتيستوتا وخوان رومان ريكلمي وكارلوس تيفيز ومارتن باليرمو الهداف التاريخي لبوكا جونيورز وسباستيان باتاليا صاحب أكبر عدد بطولات مع النادي الأرجنتيني.
وفي المقابل مر على فريق ريفر  بلايت نجوم مثل: الأسطورة أرييل أورتيغا   والمهاجم الأرجنتيني هرنان كريسبو وخوان سوريين والفرنسي ديفيد تريزيغي وأنخل لابرونا الهداف التاريخي للفريق والأوروجوياني إنزو فرانشيسكولي الهداف الأجنبي التاريخي للفريق وروبرتو بروفومو وألفريدو دي ستيفانو.
وبالرغم من غنى ريفر  بلايت عن بوكا جونيورز فقد كان للأخير الأفضلية في تاريخ المواجهات التي جمعت بينهما فقبل نهائي كأس ليبرتادوريس لهذا العام لعب الفريقان 246 مباراة رسمية فاز بوكا جونيورز في 88 مباراة وسجّل 322 هدفًا فيما فاز ريفر  بلايت بـ81 مبارة وسجّل 289 هدفًا بإجمالي غزير للأهداف للفريقين يبلغ  620 هدفًا بمتوسط 2.5 هدف في المباراة فيما تعادل الفريقان في 77 مباراة أما عن عدد الألقاب الرسمية المحلية والدولية فيبقى التفوق لبوك جونيورز بـإجمالي 67 بطولة مقابل 63 لريفر بلايت.


باستضافته نهائي الليبرتادوريس
السانتياغو بيرنابيو سيحتضن النهائي رقم 45 في تاريخه
يمتلك السانتياغو بيرنابيو تاريخاً حافلاً بالمباريات النهائية في مختلف المسابقات الرسمية المحلية والدولية سواء مع الأندية أو المنتخبات حيث يعتبر أكثر الملاعب إستضافة للنهائيات .
وحسب صحيفة ماركا الإسبانية فإن السانتياغو بيرنابيو منذ تشييده في عام 1947 (أي قبل نحو 70 عاماً) احتضن 44 مباراة نهائية ليكون نهائي الليبرتادوريس النهائي رقم 45 في تاريخ الملعب العريق.
واستضاف السانتياغو بيرنابيو نهائي كأس العالم مرة واحدة ومثلها في كأس أمم أوروبا واربع مرات في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا ومرة واحدة في نهائي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (التي كانت تلعب ذهاباً وإياباً) و36 نهائيا في مسابقة كأس ملك إسبانيا.
وقبل نهائي القرن احتضن ملعب السانتياغو بيرنابيو 44 نهائياً ابرزها كان نهائي كأس العالم لعام 1982 في إسبانيا الذي جمع بين المنتخبين الإيطالي والألماني حيث عاد التتويج لـ الآزوري بثلاثة اهداف لهدف إذ صنف ذلك النهائي من افضل المباريات النهائية في تاريخ كأس العالم.
كما شهد السانتياغو بيرنابيو على إنجاز الثلاثية التاريخية لإنتر ميلان الإيطالي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في عام 2010 عندما احتضن المباراة النهائية في مسابقة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ الألماني والتي انتهت بفوز الطليان بهدفين نظيفين ليضيف لقب صاحبة الاذنين إلى لقبي الدوري والكأس المحليتين.
ويشهد ملعب السانتياغو بيرنابيو على أول إنجازات المنتخب الإسباني في تاريخه عندما توج بلقب بطولة كأس أمم أوروبا لعام 1964 التي اقيمت على الملاعب الإسبانية واختتمت بتتويج الإسبان باللقب القاري بعد تفوقهم على منتخب الاتحاد السوفياتي بهدفين لهدف في النهائي الذي احتضنه الإستاد المدريدي.
ويشهد السانتياغو بيرنابيو كذلك على التتويج الثاني لنادي ميلان الإيطالي بلقب دوري أبطال أوروبا بعدما اختاره الاتحاد الأوروبي (يويفا) ليحتضن النهائي ضد أياكس امستردام الهولندي والذي انتهى بفوز الفريق اللومباردي بأربعة اهداف لهدف.
وبعدها شهد على الإنجاز التاريخي الذي حققه نادي نوتينغهام فورست الإنكليزي عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي في عام 1980 بفوزه في النهائي على هامبورغ الألماني بهدف دون رد.