داعش يحتضر!

السبت, 16 فبراير 2019

التنظيم الدموي يقاتل في الكيلومتر الأخير بسوريا
داعش يحتضر!
*هذه تفاصيل ثروة داعش 
يدافع تنظيم الدولة بشراسة عن آخر مناطق سيطرته في سوريا في وجه هجوم لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن إذ يتحصن في أنفاق ويشن هجمات انتحارية في أجزاء من بلدة الباغوز الحدودية مع العراق.
ق.د/وكالات
قال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور شرقي سوريا عدنان عفرين إن مقاتلي تنظيم الدولة محاصرون حاليا داخل كيلومتر مربع من المنازل بالإضافة إلى مخيم جنوب بلدة الباغور التابعة لريف دير الزور الشرقي.
وأضاف عفرين أن هناك معارك طاحنة بين مسلحي قوات سوريا وتنظيم الدولة وأن الأخير يبدي مقاومة لا يستهان بها .
وترجح قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- وجود ألف مقاتل لتنظيم الدولة بين رجال ونساء داخل الباغوز من دون توفر معلومات عن عدد المدنيين. وتتقدم القوات المهاجمة ببطء داخل البلدة وأشار عفرين إلى أن وجود أنفاق تجعل تقدم الهجوم بطيئا.
هجمات انتحارية
ولفت عفرين إلى أن هناك الكثير من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا على متن سيارات ودراجات مفخخة وقد تعرضت قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء لهجومين نفذتهما انتحاريتان فجرتا نفسيهما.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد ميداني في مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية أن مقاتلي تنظيم الدولة يقاتلون حتى الموت ويستغلون وجود المدنيين في البلدة من أجل التحرك بين نقاطهم لإبعاد استهدافهم من طائرات التحالف الدولي.
وأضاف القائد الميداني أن مجموعة من مسلحي التنظيم حاولت الاقتراب من الحدود العراقية غير أن مدفعية الجيش العراقي استهدفت تحركهم.
يذكر أن تنظيم الدولة الذي أعلن عام 2014 إقامة دولة للخلافة على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق تكبد خسائر ميدانية كبيرة في العامين الأخيرين.


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر الماضي هزيمة تنظيم الدولة مضيفا أن بلاده ستسحب قواتها من سوريا بعد إنجاز مهمتها. ويقدر عدد القوات الأمريكية ألفي جندي أغلبهم من القوات الخاصة.
داعش يلغم مناطق سورية قبل الهروب
وقد لجأ مسلحو تنظيم داعش المتشدد شمال شرقي سوريا إلى تلغيم مساحات واسعة من المناطق التي فروا منها خلال الأيام القليلة الماضية في وقت سلم العشرات منهم أنفسهم للقوات الكردية بعد تضييق الخناق عليهم.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تقوم بعمليات تمشيط في المناطق التي هرب منها مسلحو تنظيم داعش من أجل نزع الألغام الكثيفة التي زرعها التنظيم.
وفر أفراد التنظيم إلى مزارع بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات ويوجدون حاليا في جيب ضيق هناك بعد أن ضيقت قوات سوريا الديمقراطية الخناق عليهم بدعم من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأفاد المرصد أن أكثر من 240 شخصا من أفراد تنظيم داعش غالبيتهم من جنسيات أجنبية سلموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد التنظيم.
وسُمع دوي انفجارات ناجمة عن استهداف القوات الكردية وقوات التحالف الدولي للمزارع التي يتحصن فيها أفراد التنظيم في محاولة لإجبارهم على الاستسلام.
وتمكن 700 شخص من الفرار من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش شمال شرقي سوريا بمساعدة القوات الكردية خلال اليومين الماضيين غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكر المرصد أن نحو 40 ألف شخص فروا من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ الأول من ديسمبر الماضي حتى الخميس من بينهم سوريون وعراقيون وصوماليون وفلبينيون.
ويأتي هذا التطور في وقت حذر قائد القوات الخاصة الأمريكية الجنرال ريموند توماس الخميس من إعلان النصر على تنظيم داعش الذي لا يزال يدافع عن آخر جيوبه في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد لدى إعلانه في ديسمبر 2018 عزمه على سحب القوات الأمريكية من سوريا والبالغ عددهم ألفي جندي معظمهم من أفراد القوات الخاصة أن واشنطن انتصرت في هذه الحرب.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ سأل سناتور الجنرال توماس عن ماهية الانتصار في سوريا فأجاب: أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف .


ومنذ تصريح ترامب ذاك حرص مسؤولون أميركيون على التقليل من أهمية إعلان النصر النهائي على داعش مشيرين إلى أن التنظيم سيبقى يمثل تهديدا.
*ملايين الدولارات و40 طنا من الذهب
وفي غضون ذلك أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المنطقة التي يتحصن فيها التنظيم بقادته وعناصره يتواجد فيها نحو 40 طنا من الذهب.
ولا يزال مجهولا مصير أطنان من الذهب والثروة المالية التي كانت بحوزة داعش في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق وهي آخر معقل لداعش في منطقة عمليات التحالف الدولي.
كما يحوي الجيب الذي لا يزال داعش يسيطر على أجزاء منه على عشرات ملايين الدولارات وفقا لمصادر المرصد.
ونقل المرصد السوري عن المصادر التي يصفها بـ الموثوقة قائلا إن الذهب الموجود في المعقل الأخير لداعش جرى جمعه من كافة المناطق التي سيطر عليها التنظيم سابقا.
وتقول المصادر إن كميات ضخمة من الذهب نقلها وسطاء أتراك وقادة في التنظيم على صلات وثيقة مع السلطات التركية ومخابراتها من تركيا إلى مناطق سيطرة داعش.
وفي ديسمبر الماضي كشفت مصادر إعلامية أن مسلحي تنظيم داعش في العراق وسوريا وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين.