الاستغفار بركات الدين والدنيا

السبت, 16 فبراير 2019


كنوز ربانية
 الاستغفار بركات الدين والدنيا 
روى أبو بكر الصديق _رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغوى عبادك ما دامت أرواحهم في أجسامهم فقال الله: (وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني) .
فطوبى لمن عرف أنه له غفورا رحيما يقبل عباده إذا أقبلوا إليه نادمين وطرقوا بابه باكين مستغفرين لأنفسهم وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم.
فمن ثمرات الاستغفار وبركاته أنه يكون سببا في أن يمتع الله المستغفرين بالمنافع من سعة الرزق ورغد العيش ولا يستأصلهم بالعذاب كما فعل بالأمم التي عاندت وأصرت على الكفر ولذا حذر الله سبحانه من الإصرار على الشرك بعد الحث على الاستغفار.
ففي شرح آيات دعوة نوح _عليه السلام-: وأمرهم باستغفار الواحد القهار فإنه غفار الذنوب ستار العيوب يقبل من تاب ويرحم من أناب والاستغفار هنا يتضمن التوحيد والتوبة.
ومع الاستغفار يُنزل الله الأمطار لأن الغيث من آثار رحمته سبحانه التي تتنزل على المستغفرين لأن الذنوب تمنع القطر ومع الاستغفار والتوبة يرزقكم الله الذرية الصالحة والأموال الكثيرة والرزق الواسع وينبت لكم الحدائق الغناء والبساتين الفيحاء لتنعموا بفوائد الأشجار والثمار والأزهار ويهيئ لكم العذب الغزير من الأنهار(التفسير الميسر للدكتور الشيخ عائض القرني).
فالاستغفار من أهم وأعظم أسباب الرزق ففي حكاية عن نبيه هود _عليه السلام- يقول تعالى: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (سورة هود: 52) ويا قوم: أسألوا الله أن يغفر ذنوبكم ثم اهجروا الذنوب واندموا على ما سلف من المعاصي فإذا فعلتم ذلك وصحت منكم الإنابة أنزل الله عليكم الغيث المدرار فيكثر الخيرات ويعم الرخاء وتنعمون برغد في العيش ويزدكم قوة إلى قوتكم بصحة الأجسام وكثرة الذرية والأموال وتتابع الأرزاق ولا تعرضوا عن الاستجابة ولا تصروا على الذنوب وتستكبروا عن قبول الحق وفي الآية بركة الاستغفار والتوبة وأنهما أصل كل خير في النفس والجسم والمال والولد.
وقد تمسك أمير المؤمنين عمر _رضي الله عنه- بما جاء في هذه الآيات عن طلبه المطر من الرب _ عز وجل- فقد روى مطرف عن الشعبي أن عمر _رضي الله عنه- خرج يستسقى بالناس فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فقيل له: ما سمعناك استسقيت فقال: طلبت الغيث بمجاديع (مفردها مجدع وهو نجم من نجوم السماء) السماء التي يتنزل بها القطر ثم قرأ: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (التداوي بالاستغفار حسن همام).
وقال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استعطت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن (أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم).