ملايين المتظاهرين يهتفون لجزائر موحدة

الجمعة, 22 مارس 2019

واصلوا المطالبة بالتغيير الشامل للجمعة الخامسة على التوالي

ـ مسيرات ضخمة رغم الأمطار والثلوج

س. إبراهيم
شهدت الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة وغيرها من مدن القطر الوطني في خامس جمعة منذ انطلاق المسيرات السلمية توافد أعداد كبيرة من المواطنين المطالبين بإحداث التغيير الجذري والالتزام بنص الدستور وهتف المتظاهرون لجزائر موحدة مبدين رفضهم التام بعض النداءات والدعوات الشاذة والخبيثة التي حاول أصحابها الترويج لـ تقيم البلاد بحجة إقامة نظام فيدرالي . 
ورغم الأمطار والثلوج التي ميّزت العديد من مناطق القطر الوطني رسم ملايين الجزائريين صورا مشابهة لما عرفته أيام الجمعة المنصرمة منذ 22 فيفري الفارط شرع المواطنون القاطنون بالعاصمة وآخرون قدموا من ولايات أخرى من الوطن في التجمع تدريجيا منذ الصباح الباكر خاصة على مستوى البريد المركزي وساحة أول ماي التي اتشحت بالألوان الثلاثة للعلم الوطني الذي رفع على أغلبية البنايات والواجهات رافعين لشعارات تنادي بالتغيير الجذري ومجددين رفضهم للقرارات المعلنة من قبل رئيس الجمهورية وتمديد العهدة الرئاسية الرابعة. 

أنا جزائري..
ورغم تهاطل الأمطار الغزيرة على العاصمة انطلقت المسيرات لتجوب شوارعها الكبرى كساحة موريس أودان وشارعي العقيد عميروش وحسيبة بن بوعلي وتحدثت بعض المصادر عن خروج ما لا يقل عن مليوني متظاهر في العاصمة وحدها ورُفعت شعارات تصب في خانة الحفاظ على الوحدة الوطنية مثل: أنا قبائلي شاوي ترقي وعربي لكنني جزائري خاصة والتمسك بمبادئ بيان نوفمبر على غرار من أجل جزائر نوفمبرية وكان واضحا وعي الجزائريين وإدراكهم لخطورة وخبث بعض الدعوات التي تزعم أنها تريد الخير للجزائر من خلالها المرافعة لإقامة نظام فيدرالي في الوقت الذي يرفع البعض رايات غير الراية الوطنية قد تُستغل لإثارة الفتنة حيث ناشد كثير من النشطاء بضرورة الاكتفاء برفع علم الشهداء .. الراية الرسمية للجزائر.
وردّد المتظاهرون شعارات عديدة تنادي بالتغيير العاجل وترفض تمديد عهدة بوتفليقة الرابعة وأخرى تشدد على ضرورة احترام الدستور.  
ومن جهتها عرفت الولايات الأخرى للوطن مسيرات سلمية مشابهة شارك فيها المواطنون من شتى الأعمار والشرائح حملت هي الأخرى نفس المطالب المنادية بالتغيير وتكريس الديمقراطية وتمكين الجيل الجديد من تسيير شؤون البلاد والذهاب نحو ارساء الجمهورية الثانية. 
للتذكير كان رئيس الجمهورية كان قد أعلن عن عدة قرارات من بينها تأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم ترشحه لعهدة جديدة وتنظيم ندوة وطنية جامعة تكون مفتوحة لمختلف فعاليات وكفاءات المجتمع.

إشادة بالحراك ودعوات للحوار والحكمة
أشاد كل من المجلس الإسلامي الأعلى والنقابة الوطنية للصحفيين يوم الخميس بالحراك الشعبي وطابعه السلمي والذي انطلق في الثاني والعشرين من شهر فيفري الماضي من أجل المطالبة بإصلاحات عميقة وتغيير النظام داعين مختلف الأحزاب إلى تبني الحوار والحكمة من أجل اخراج الجزائر من الوضع الذي آلت إليه. 
وأكد المجلس الإسلامي الأعلى في بيان له ضرورة تسريع تسوية الوضع من خلال تبني حوار بناء وشامل بهدف تجاوز الأزمة التي يعيشها البلد داعيا إلى تغليب منطق الحكمة والمصلحة السامية للأمة. 
كما شدد في هذا الصدد على وجوب الحفاظ على الوحدة الوطنية رافضا رفضا تاما لكل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد. 
وأكد المجلس أيضا على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية في إطار الاحترام الصارم للثوابت الوطنية. 
من جهتها أعربت النقابة الوطنية للصحفيين عن اعجابها بالحراك الشعبي السلمي مشيرة أنها ترى فيه الأمل من أجل مستقبل أفضل في جزائر ديمقراطية تسود فيها قيم التضامن الوطني والانفتاح على العالم . 
وأوضحت النقابة في بيان لها أن البلاد تمر بمرحلة تاريخية غير مسبوقة يميزها منذ 22 فيفري الماضي زخم شعبي استثنائي وعام وذو طابع سلمي أبهر من في الجزائر والعالم مضيفة أن هذا الحراك المناهض لعهدة جديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة والمنادي بتغيير النظام أثار اعجاب الجميع وأملهم في تحقيق مستقبل أفضل في كنف جزائر ديمقراطية تسود فيها قيم التضامن والانفتاح على العالم والشمولية العالمية . 
وفي هذا الصدد تعتبر النقابة أن النضال من أجل حرية الصحافة والتعبير هو مسار وخيار أساسي تتبناه بكل قناعة ولا يمثل البتة اعادة تموقع باستغلال الظرف الحالي . 
من جهة أخرى نظم القضاة والمحامون يوم الخميس أمام محكمة عبان رمضان (الجزائر العاصمة) وقفتين للتضامن مع الحراك الشعبي رافعين شعارات تنادي باستقلالية العدالة.

شيوخ الزوايا يدعون إلى تغليب مصلحة الوطن
دعا شيوخ الزوايا بالجزائر في بيان لهم إلى تغليب مصلحة الوطن والدخول في أقرب الآجال في حوار بناء لتجاوز الظرف الحالي التي تمر به البلاد. 
ودعت الزوايا السلطات والشعب على حد سواء إلى الحرص على أن يكون الانتقال إلى النظام السياسي الذي يرتضيه الجزائريون انتقالا مؤسساتيا وليس انتقالا فوضويا حتى نجنب وطننا مخاطر الفوضى . 
كما حث شيوخ الزوايا ايضا على تقديم التضحيات المطلوبة لصالح الوطن مبرزين أن الجزائر قبل كل شيء وهي بحاجة إلى سواعد أبنائها جميعا دون إقصاء ولا تمييز من أجل مواصلة بنائها مطالبين بالحفاظ على وحدة المجتمع وانسجام نسيجه في إطار الثوابت الوطنية و رفض أي تدخل أجنبي من شأنه أن يمس بالسيادة الوطنية. 
وفي ذات السياق اشاد شيوخ الزوايا بالمواقف الثابتة للجيش الوطني الشعبي الذي ما فتئ يحفظ للجزائر سلامة ترابها ووحدتها وبالاحترافية العالية لأسلاك الأمن التي رافقت هذه الأحداث مشيدين بالجو السلمي والهادئ الذي طبع المسيرات الشعبية مما أعطى للعالم صورة مشرفة عن الجزائر.