كـم مِـن سـراج أطفأتـه الريـاح!

الجمعة, 19 أبريل 2019


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكَهم . رواه مسلم.
قوله: أهلكَهم جاءت بفتح الكاف على أنه فعل ماض بمعنى كان سببا في هلاكهم باعتلاله عليهم وسوء الظن بهم وتيئيسهم من روح الله تعالى.
وجاءت بضم الكاف أيضا أهلكُهم والمعنى أشدّهم وأسرعهم هلاكا بغروره وإعجابه بنفسه واتهامه لهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه وظنه أنه خير منهم.
روى البيهقي في الآداب:
قال إسحاق فقلت لمالك ـ رحمه الله ـ: ما وجه هذا؟
قال: هذا رجل حقر الناس وظن أنه خيرا منهم فقال هذا القول فهو أهلكهم أي أرذلهم. وإما رجل حزِن لما يرى من النقص من ذهاب أهل الخير فقال هذا القول فإني أرجو أن لا يكن به بأس.
ألا إن العُجب سيئة تحبط كل حسنة ومذمة تهدم كل فضيلة فيا هذا إن كان في نفسك شيء من هذا فأنت لا شيء فكم من سراج أطفأته الرياح!!.
عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلان فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنِّي لا أَغْفِرُ لِفُلان قَدْ غَفَرْتُ لِفُلان وَأَحْبَطْتُ عَمَلَك رواه مسلم.
فيا بؤس المُعجب بنفسه وهو يرى عمله الذي بذل فيه جهده قد أُحبط!!.
فيا أيها المعجب بنفسه:
ارجع إلى نفسك فإذا ميَّزت عيوبها فقد داويت عجبك ولا تمثّل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوبا منها فتستسهل الرذائل.
أعاذني الله وإياك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. وجعلني وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. والحمد لله رب العالمين..


بقلم: الشيخ خليفة/ إمام بسيدي بلعباس