الدعوة إلى حماية الموقع الأشولي بوادي الرايح بمستغانم

الثلاثاء, 25 يونيو 2019


تحول إلى مفرغة للرمي العشوائي للنفايات
الدعوة إلى حماية الموقع الأشولي بوادي الرايح بمستغانم


دعا باحثون ومهتمون بالآثار إلى ضرورة حماية الموقع الأشولي (ما قبل التاريخ) بوادي الرايح ببلدية سيدي علي  (شرق ولاية مستغانم) من مخاطر الردم بسبب الرمي العشوائي للنفايات الهامدة وقال رئيس فريق حفرية الموقع الدكتور عبد القادر دراجي من جامعة الجزائر في  
تصريح لوكالة الانباء الجزائرية في ختام الحفرية الدورية المنظمة بين 13 و25 جوان الجاري أن ردم الموقع في كل مرة بسبب الرمي العشوائي للنفايات الهامدة يؤثر سلبا على هذا الموقع الآثري الأهم بالساحل الجزائري وعلى البيئة المجاورة له . 
وأكد الدكتور دراجي أن الحفرية الأخيرة جرت بملكية خاصة لأحد المواطنين المجاورين للموقع الذي يعود للفترة الأشولية (ما بين 800 ألف ومليون سنة قبل الميلاد) لكن باقي أجزاء الوادي يعرف عمليات متكررة لرمي الأوساخ كالبلاستيك والمطاط وبقايا الهدم والنفايات الهامدة ومن جهته ذكر الباحث والمهتم بالتراث ورئيس جمعية النادي الفكري المستغانمي نور الدين ولد الباي في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية أن قلقنا اليوم يكمن في الخوف على الموقع  من الاندثار بسبب رمي النفايات الصلبة التي تم وضعها مؤخرا بمدخل هذا الموقع . 
وأبرز السيد ولد الباي أن هذه النفايات لا تهدد الموقع فحسب بل تشوه المنظر  وتدمر النظام البيئي للوادي واصفا هذا العمل بـ الجريمة الثقافية والبيئية في حق هذا الميراث الإنساني وداعيا السلطات المحلية إلى التدخل العاجل وزيارة الموقع وحمايته وإنقاذه . وتم العام الماضي تسجيل موقع الرايح ضمن الممتلكات الثقافية لولاية مستغانم  بهدف حماية الموقع والحفاظ عليه وفقا لأحكام المادتين 28 و29 من قانون 98-04  الخاص بحماية التراث الثقافي. 
ويقع هذا الموقع في منطقة زراعية مفتوحة تبعد بكيلومترين غرب مدينة سيدي علي وبالتحديد بين ضفتي وادي بوكراع الذي يبلغ طوله 800 متر وهو يتكون من تراكمات رملية حمراء وترسبات طينية تعود لفترة الميوسين وتم العثور في هذا الموقع الآثري منذ انطلاق الحفرية المنظمة لجامعة الجزائر قبل 18 سنة على كم هائل من الأدوات التي كان يستعملها الإنسان الأشولي وخصوصا ذات الوجهين والفؤوس الصغيرة والنويات والشظايا والحصى المقصبة كما أشير إليه.