آيات بلاغية في القرآن

الثلاثاء, 14 يوليو 2020


آيات بلاغية في القرآن
(حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْم يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) فعندما سمع عتبة بن ربيعة هذه الآيات بهذا الترتيب الرائع فائق الدقة والجمال لم يقدر على وصف هذا الكلام المنزل من قبل الله – عز وجل – وكاد أن يجن من حلاوته فلا هو من الشعر وينسبه إليه ولا من السحر والبلاغة في هذه الآيات أن الله – عز وجل – ينقلنا من موضوع إلى أخر دون أن يتغير نسق الآيات أو يتبدل النغم الرائع الواقع على الأذان ولا يتغير مخاطبة العامة على اختلاف الأزمنة والأمكنة .
قال تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) في البلاغة في هذه الآية تتمثل في النداء  في قولها أيها والتنبيه والأمر والنهي والتخصيص والعموم والإعذار من غير ركاكة في ألفاظ القرآن الكريم ولا تنافر فلا تشعر أنك قد مللت من الألفاظ أو الآيات وأنت تستمع لها رغم كل ما في الآية من أغراض بلاغية .
وفي قصة يوسف -عليه السّلام- قال تعالى : (فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِن لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ) ولم يقل الله – عز وجل – فافترسه الذئب لأن الذئب أن افترسه فقط يعني أنه بقى شئ من جسد نبي الله يوسف – عليه السلام – ولكنه قال فأكله الذئب ليدل على عدم بقاء شيء من أثره .
وفي قصة موسى -عليه السّلام- مع المرأتين قال تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) فلا يجوز أن يقال تسعى على استحياء لأن السعي فيه من السرعة ما يجعله على غير استحياء على عكس المشي .