الأمير عبد القادر.. شخصية عسكرية فذة

  • PDF

ملتقى وطني بوهران في ذكرى مبايعته
الأمير عبد القادر.. شخصية عسكرية فذة

ن. أيمن
أبرز مشاركون في ملتقى وطني حول سياقات معارك الأمير عبد القادر نظم أمس الأحد بوهران أن الأمير عبد القادر أبان من خلال استراتيجيته الحربية عن شخصية عسكرية فذة فيما شدّد وزير المجاهدين على ضرورة حماية مآثر الأمير عبد القادر وأمثاله من العظماء حفاظا على الذاكرة الوطنية وإيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة.
وأكد الباحثون المشاركون في الملتقى المنظم من قبل مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم لجامعة وهران 1 أحمد بن بلة بمناسبة الذكرى 190 للمبايعة الأولى للأمير عبد القادر أن المعارك التي خاضها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ضد الجيش الاستعماري الفرنسي وانتصر في عدد كبير منها أكدت قدرته الكبيرة على وضع الخطط والنظم العسكرية وفق إستراتيجية واضحة.
وأشار الدكتور جيلالي بلوفة عبد القادر من جامعة وهران 2 محمد بن أحمد أن الأمير عبد القادر اعتمد في البداية على طرق التجنيد الحديثة لتشكيل جيش المقاومة فأنشأ جيشا نظاميا وأخر من المتطوعين كما رفع تعداد الجيش بشكل كبير في فترة زمنية قياسية لينتقل من 12 ألف عنصر سنة 1834 إلى قرابة 60 ألف عنصر في 1838 ثم إلى 100 ألف عنصر سنة 1840.
وأضاف ذات المتحدث أن الأمير عبد القادر اعتمد على جميع التكتيكات العسكرية حسب الحاجة وحسب تأثير سير المعارك بداية من المعارك الكلاسيكية إلى الحرب المتحركة وهو ما جعل الجيش الاستعماري الفرنسي يفشل في القضاء عليه فلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة بداية من سنة 1843.
من جهتها أكدت الدكتورة سيفو فتيحة من كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة أن الأمير عبد القادر كان رائد التجديد والإصلاح العسكري وتمكن من نقل خبرته العسكرية إلى الأجيال من خلال إلهام مستشاره عبد القادر بن الروينة بتأليف كتاب وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمدي الغائب سنة 1839 ضمنه رؤية الأمير عبد القادر العسكرية وطريقة تنظيمه للجيش من مختلف الجوانب بما فيها الرتب والترقيات والمعاشات والتكفل بصحة عناصره.
وحسب ذات المتحدثة فإنّ قيادات جيش التحرير الوطني خلال ثورة أول نوفمبر 1954 استلهموا من التنظير العسكري للأمير عبد القادر في تنظيم جيش التحرير الوطني وفي التخطيط لعدد من المعارك الكبرى التي خاضها هذا الأخير ضد جيش المستعمر الفرنسي.
كما نوهت رئيسة قسم التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية الدكتورة صوافي الزهرة من جهتها بأهمية دراسة التاريخ العسكري للأمير عبد القادر وتدريسه للأجيال باعتباره جزءا من عبقرية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي برع في كل المجالات واستطاع مواجهة جيش استعماري يفوق جيش المقاومة من حيث التعداد والتجهيز. 
وأبرز الأستاذ دحو فغرور عميد كلية العلوم الإنسانية والعلوم السلامية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة القيم الإنسانية والحضارية للأمير عبد القادر وجعلته محط أنظار ساسة وقادة العالم والتي كان يسعى إلى إرسائها كقيم عالمية فكان يقول إن لم تكن أخي في الدين فأنت أخي في الإنسانية .
وأشار ذات المتدخل إلى التزام الأمير عبد القادر بالقيم الدينية والإنسانية في كل الأوقات حتى أنه لم تغب عنه القيم التي تربى عليها منذ الصغر حتى وهو يحارب أعداءه الذين اغتصبوا أرضه.
وقدمت خلال هذا الملتقى الوطني 14 مداخلة لأساتذة وباحثين من جامعات وهران 1 أحمد بن بلة ووهران 2 محمد بن أحمد ومعسكر وغليزان والشلف.


وزير المجاهدين يؤكد ضرورة حماية مآثر الأمير 
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة يوم السبت بالجزائر العاصمة ضرورة حماية مآثر الأمير عبد القادر وأمثاله من العظماء حفاظا على الذاكرة الوطنية وإيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة.
وقال السيد ربيقة خلال إشرافه على ندوة تاريخية حول مبايعة الأمير عبد القادر: من واجبنا اليوم أن نعزز العمل على حماية مآثر الأمير عبد القادر الجزائري وأمثاله من عظماء هذا الوطن الشامخ ونحافظ على ذاكرتهم ونسهر على إيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة .
و شدد على ضرورة إحياء ذكراهم في كل مناسبة ونشر أعمالهم من خلال الدراسات الأكاديمية العميقة وتجسيد أعمال كبرى حول هذه الشخصيات .
وفي هذا الإطار أشار الوزير إلى مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون المتعلقة بإنجاز عمل سينمائي بمواصفات عالمية حول الأمير عبد القادر مبرزا أن هذا الإنجاز يدخل في إطار العناية الخاصة التي يوليها الرئيس تبون لكل المسائل المرتبطة بذاكرتنا الوطنية المجيدة .
وبالمناسبة تطرق السيد ربيقة إلى مسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة مشيرا إلى أن المناضلين والمجاهدين تمسكوا بمبادئه وساروا على نهجه في التضحية والفداء إبان ثورة التحرير المباركة التي حررت الشعب من أغلال الظلم والاستبداد واسترجعت السيادة الوطنية .
وأضاف أن الأمير عبد القادر كان رائدا في الجهاد والمقاومة ورمزا في الفكر والثقافة وقطبا في التصوف والعلم .
و بمناسبة هذه الندوة التي احتضنها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 تزامنا وإحياء الذكرى الـ190 لمبايعة الأمير عبد القادر تم تكريم المجاهد والمؤرخ الراحل يحيى بوعزيز وكذا زهور بوطالب ممثلة عن مؤسسة الأمير عبد القادر.