سكّان حي (بوطان) في خميس مليانة يهدّدون بالاحتجاج

الأحد, 13 مارس 2016

إن لم يتمّ ترحيلهم سريعا
سكّان حي (بوطان) في خميس مليانة يهدّدون بالاحتجاج

مليكة حراث

يترقّب قاطنو حي (بوطان) ببلدية خميس مليانة ولاية عين الدفلى ترحيلهم إلى سكنات لائقة سريعا حيث سبق لـ 200 عائلة وأن قامت بوقفة احتجاجية أمام مقرّ الدائرة والبلدية تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة بسبب أزمة السكن وافتقارهم إلى أدنى شروط الحياة الكريمة.
وقفت (أخبار اليوم) في جولتها إلى المنطقة على حجم المعاناة والعزلة المفروضة على سكّان هذا الحي والتي رصدناها عن قرب حيث وقفنا على الحالة الصعبة والمزرية التي يصارعونها داخل منازل ضيّقة لا تتّسع لأربعة أفراد. والأمر الذي أثار سخط هؤلاء هو أن بعض العائلات استفادت من عملية الترحيل والبقية الأخرى بقيت تنتظر الفرج بعد تطمين السلطات لها بأنها ضمن البرامج المسطّرة لإجلائها إلى سكنات ملائمة خصوصا بعد تحيين ملفاتهم وعملية الإحصاء التي قامت بها اللّجان الولائية خلال سنة 2007 إلاّ أن الصمت المطبق لازال يخيّم على قضيتهم الأمر الذي زرع الشكوك في نفوس هؤلاء خوفا من إقصائهم لسنوات أخرى. وكانت الوعود مجرّد تطمينات مؤقّتة لتهدئة الأوضاع إلاّ أن السكّان يهدّدون بانتفاضة عارمة مهدّدين بقطع الطريق الرئيسي في حال بقي الوضع على حاله.
للإشارة يعدّ هذا الحي من بين الأحياء المنسية والبعيد كلّ البعد عن أعين المسؤولين حيث تعيش أكثر من 200 عائلة في عزلة تامّة فرضها موقعها الجغرافي من جهة وإهمال المسؤولين من جهة أخرى حسب ممثّل السكّان الذي رافقنا في جولتنا والتي حاولنا من خلالها الوقوف أمام ما يتكبّده هؤلاء. ونحن نتوجّه نحو الحي اِلتقينا بأحد القاطنين في البلدية وما إن عرف هويتنا حتى بدأ يسرد علينا قصّة المنطقة التي تحوّلت خلال فترة وجيزة من العشرية الدموية إلى ملاذ كلّ سكّان البلديات المجاورة بفعل النزوح الريفي والهجرة الجماعية هروبا من خطر المجازر وبذلك صارت المنطقة تشهد حالة من الاكتظاظ أكثر ممّا كانت عليه حيث كانت المنطقة ذات طابع فلاحي بالدرجة الأولى غير أن هذا لم يدم بفعل العشرية السوداء وحتى أزمة السكن ساهمت بشكل كبير في الفوضى والاكتظاظ الذي أصبح يميّز المنطقة فهذه البنايات أقلّ ما يمكن وصفها بأنها بنايات منكوبة تنتظر ساعة الفرج).. بهذه الجمل استقبلنا الحاج السعيد أحد قاطني الحي بعدها مباشرة سرد لنا قصّة معاناته في بيت يتكوّن من غرفتين يأوي 11 فردا. وبولوجنا إلى الحي صادفنا مجموعة من السكنات مبنية من الطوب والصفيح واقعة على حافّة منحدر قابل للسقوط في أيّ لحظة بسبب انزلاق التربة حاولنا التقرّب منه غير أن من كانوا يرافقوننا حذّرونا من انزلاق التربة ومن المخاطر التي سنواجهها عند دخولنا إلى تلك السكنات. لكن عملنا الميداني يتطلّب الوقوف عند مثل هذه الصعوبات.
دخلنا إلى الحي رفقة مرافقنا كانت وجهتنا إلى أوّل عائلة وهي عائلة (ب. محمد) التي عانت الكثير من ويلات بطش الإرهاب الذي سفك دم أبنائها باعتبارها كانت مسرحا للأحداث الدموية فبعد هروبها من ويلات الإرهاب وقعت في ويلات الطوب والصفيح الذي قهر حياتها وحوّلها إلى جحيم فخطر الموت يحدق بها في كلّ لحظة خاصّة وأن بيتها يقع على مستوى منحدر مائل قابل للانحراف أو الانهيار. وهذه حالة أكثر من 35 عائلة في نفس الحي تواجه الخطر. ضف إلى ذلك مشكل آخر يهدّد هؤلاء وهو القناة الرئيسية التي تصبّ فيها قنوات الصرف الصحّي للحي والأحياء المجاورة التي تتسرّب مياهها إلى الخارج والتي ساعدت على انتشار الأمراض المزمنة لدى الصغار والكبار والأمراض الجلدية. ضف إلى ذلك أن معظم بنايات السكّان تتواجد تحتها قنوات الصرف الصحّي وفي هذا السياق اشتكت إحدى السيّدات من إصابتها بالربو بعدما تعرّضت قناة الصرف للانفجار في بيتها فضلا عن الروائح المنبعثة في الحي التي أصبحت تنبئ بحدوث كارثة وبائية يكون ضحيتها الفئة الفقيرة التي استنجدت كثيرا بالمسؤولين الذين لم يكترثوا للوضع الذي يدقّ بشأنه ناقوس الخطر ويهدّد الصحّة العمومية.