سكان الصفيح ينتفضون ببراقي

  • PDF

بعد 20 سنة من العيش بين الحفر !
**
هددت العائلات المقصية بحي ديار البركة من السكن من عمليات الترحيل السابقة بانتفاضة عارمة وقطع ملتقى الطرق المؤدي إلى عدة اتجاهات خصوصا الخط الرابط بين البلدية والعاصمة في حال عدم إدراجهم ضمن المستفيدين خلال عملية إعادة الإسكان المقبلة والمتواصلة. معربين عن سخطهم الشديد اتجاه تجاهل السلطات االمعنية لمعاناتهم التي عمرت طويلا دون الإفراج عنهم بسكنات لائقة.
مليكة حراث

تتواصل معاناة سكان حي ديار البركة ببلدية براقي مع مرارة الحياة جراء الوضعية المزرية التي يعيشونها في بيوتهم القصديرية منذ 20 سنة التي آلت إلى حالة من التدهور والاهتراء دون أن يتم الالتفات إليهم من طرف السلطات المعنية من أجل انتشالهم من التهميش والفقر الذي يتخبطون فيه في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة من ماء وغاز وكهرباء وإنارة عمومية ناهيك عن تحويل الحي إلى مفرغة عمومية لانتشار الأوساخ والمزابل التي انجرت عنها مخاطر لا يحمد عقباها من أمراض وأوبئة خطيرة فتكت بصحة العديد من هؤلاء المواطنين وبالرغم من الاحتجاجات المتكررة بقطع الطريق ووضع المتاريس وحرق العجلات  تنديدا على الأوضاع الكارثية التي تتخبط فيها وإيصال أصواتهم للسلطات المعنية إلا أن رجال مكافحة الشغب يتدخلون في كل مرة لتفريق هؤلاء المحتجين دون سماع مطالبهم وتتبخر صرخاتهم في مهدها.     
ومن أجل رفع مطالبهم وإيصال رسالة معاناتهم إلى السلطات المعنية تحدث بعض السكان ممن يقطنون بالحي إلى ـ  أخبار اليوم ـ  التي بدورها ارتأت أن تسجل عبر صفحاتها تلك المعاناة التي قال عنها هؤلاء إنها جعلت حياتهم أشبه بجحيم لا يطاق فالحي حسب شهادة هؤلاء يعاني منذ أزيد من 20 سنة من انعدام أدنى متطلبات العيش الكريم ومشكل انعدام النظافة والتهيئة على مستوى الحي الذي شيد من طرف هؤلاء المواطنين الذين أجبرتهم الظروف للإقامة في حي قصديري بعد أن ذاقوا مرارة أزمة السكن ومخلفات الأزمة الأمنية التي عرفتها بلادنا بطريقة فوضوية من أجل التصدي لتشردهم الذي كان مجبرا لا مخيرا حسبهم.
وما زاد من تذمر هؤلاء السكان هو تهميشهم من طرف السلطات الذي بات هاجسهم اليومي رغم أن هؤلاء قاموا بإيداع ملفاتهم لدى مصالح البلدية بعد سلسلة من الشكاوي التي تتلقى في كل مرة وعودا دون أن تعرف طريقها للتجسيد في الواقع والتي كان من شأنها أن تنهي عليهم الغبن وتعيد المعنى لحياتهم   
وأضاف هؤلاء أن بالرغم من أن المسؤولين على علم ودراية بمأساتهم ومعاناتهم داخل تلك الأكواخ والبيوت القصديرية التي اتخذوها مأوى لهم لا تصلح أن تكون إسطبلات للحيوانات إلا أن تدخلاتهم محتشمة وتصب دائما في السلب ليبقى الحرمان والبؤس يلازمهم فالحرارة غير محتملة صيفا وبرودة قاسية شتاء كما أن تلك العائلات تعيش أزمة حرمان للمياه والكهرباء والغاز مما يجعلهم في رحلات يومية من أجل البحث عن هذه المادة الضرورية ناهيك عن الخطر الذي يحدق بهم جراء قيامهم بإيصال الأسلاك الكهربائية بطريقة عشوائية وغير آمنة والتي تسببت في العديد من المرات في إحداث شرارات كهربائية كادت أن تودي بحياة أناس أبرياء لاذنب لهم غير أن أزمة السكن السبب الرئيسي في تشردهم.
كما أكد في السياق ذاته هؤلاء السكان أن سكناتهم تواجه خطر الانهيار والسقوط جراء تأثرها بالزلزال الذي ضرب في السنوات الماضية وهو الهاجس الذي جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا دون أن ننسى الحديث عن معاناتهم مع الرطوبة العالية التي أصبحت لا تطاق لدرجة أنها تسببت في تعرض هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن منهم إلى أمراض الحساسية والربو وذات المعاناة يعيشها هؤلاء مع مشكل غياب الإنارة الذي يعرضهم لاعتداءات وسرقات تمنع عليهم مغادرة بيوتهم حتى في النهار أما في الليل فحدث ولاحرج. وأضاف محدثونا أنه بالرغم من عمليات الإحصاء المتتالية التي قامت بها المصالح المعنية وتحيين الملفات إلا أنه في كل مرة تسقط قائمتهم من الاستفادة من السكن على غرار الأحياء القصديرية الأخرى التي نالت نصيبها.  
ووسط هذه المعاناة جدد هؤلاء السكان مطالبهم وناشدوا السلطات المعنية والمحلية في مقدمتها والي العاصمة زوخ من أجل إنصافهم وانتشالهم من هذه الوضعية المزرية التي أفقدتهم طعم الحياة وطالبوا منها الالتفات إلى انشغالاتهم والتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة تعيد الاعتبار لهم كبشر وكمواطنين جزائريين.