الحياة البدائية تحاصر أزيد من 700 عائلة بعين الحمرة

  • PDF

الاعتداءات.. العزلة تطبع يومياتهم ببومرداس 
الحياة البدائية تحاصر أزيد من 700 عائلة بعين الحمرة

مليكة حراث

يعيش سكان حي عين الحمرة الواقعة على مستوى بلدية برج منايل بولاية بومرداس أوضاعا مزرية جراء انعدام أدنى وسائل العيش الكريم والحياة الطبيعية في ظل غياب الهياكل والمرافق الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم وحسب ممثل السكان في اتصاله بـ  ـ أخبار اليوم ـ  أنهم يتكبدون متاعب يومية ويواجهون مشاكل بالجملة على غرارتذبذب الكهرباء وانعدام شبكة الغاز الطبيعي والماء الشروب وغيرها من النقائص التي صعبت معيشتهم وأرقت حياتهم فإلى يومنا هذا لاتزال أزيد من 700 عائلة تقطن بالحي المذكور من دون إنارة كهربائية أو ماء أو غاز وهي الوضعية التي أصبحت هاجسا للقاطنين.
وفي ذات الصدد عبرت تلك العائلات في حديثها لنا عن تذمرها واستيائها من سياسة التهميش العزلة والحقرة التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاه معاناتهم وانشغالاتهم التي طال أمدها حيث يقول هؤلاء إنه بالرغم من تقديم الشكاوي والرسائل العديدة التي بعثوا بها للمصالح المذكورة لإيصال استغاثتهم لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمة أهم الضروريات ويضيف أحد المواطنين أنه لا يعقل في قرننا الحالي لا يزال مواطنون محرومين من الماء الشروب حيث يتزودون بهذه المادة الحيوية من الآبار أو المزارع إضافة إلى ضعف الضغط ما جعل العديد من هؤلاء المواطنين محرومين من التزود بالماء الشروب بكميات كافية وأضاف هؤلاء أن انعدام الماء ليس بالمشكل الوحيد الذي يتخبط فيه قاطنو حي عين الحمرة بل هناك عدة مشاكل أخرى أرقت معيشتهم على غرار انعدام غاز المدينة وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار وقد تساءلوا عن سبب عدم تزويد حيهم بالغاز الطبيعي في حين تم الانتهاء من حفر ووضع أنابيب الغاز بمحاذاة سكناتهم فهم يطالبون المسؤولين بإمدادهم  بالغاز وإنهاء مسلسل معاناة البحث عن قارورات غاز البوتان والتي يصل سعرها في بعض الأحيان إلى 250 دينار سيما في فصل الشتاء أين يكثر الطلب عليها على  ـ حد تعبيرهم ـ  وفي ذات الصدد أضاف محدثونا أن هناك مشكلا يضاف إلى جملة النقائص وهو غياب الإنارة العمومية الذي بات بمثابة كابوس السكان الذين يتعرضون يوميا حسبهم إلى السرقة والاعتداءات على ممتلكاتهم الأمر الذي أدى إلى تخوف السكان أثناء الخروج ليلا أو حتى نهارا وهو مافتح الباب واسعا أمام الآفات الاجتماعية المختلفة التي يمتهنها بعض الشباب المنحرفين على المواطنين جراء الإنارة العمومية المنعدمة في الفترة الحالية بسبب الخلل الذي يصيبها من حين لآخر في ظل نقص الصيانة رغم أهمية الإنارة العمومية بالمنطقة المعزولة  التي تشهد العديد من الاعتداءات والسرقة وعلى هذا الأساس يطالب سكان الحي المذكور السلطات المحلية والولائية بتوفير مركز الأمن على مستوى المنطقة حفاظا على سلامة وأمن القاطنين بها وعلى صعيد آخر يشتكي السكان من الوضع المزري واهتراء شبكة الطرقات التي تعد من بين المطالب التي يرفعها سكان الحي للجهات المعنية فهي تعرف حالة متقدمة من الاهتراء إن لم نقل أغلبها كتل ترابية لم تعرف أية عملية تزفيت منذ نشأة الحي كما أن العدد الكبير للحفر الموزعة على مستوى هذه الطرقات تسبب في إعاقة حركة المرور ونشوب ملاسنات تؤدي أحيانا إلى مشاجرات بين أصحاب المركبات بسبب اختناقات السير التي تحدثها الحالة المتدهورة للطريق أين يضطر السائقون للمرور بحذر شديد ما يسبب غضب البعض خصوصا في فصل الشتاء الأمر الذي أثار حفيظة قاطني هذه المنطقة المنسية وخارج اهتمامات المسؤولين. 
كما أن الوضعية السيئة للطرقات تتسبب من ناحية أخرى في فصل الشتاء في كارثة كبرى أين تتحول هذه الأخيرة إلى مجموعة برك وأوحال يستحيل معها المرور والتحرك وأمام جملة المشاكل والمعاناة اليومية يطالب قاطنو حي الحمرة ببرج منايل بالتدخل الفوري للمسؤولين والتكفل بهذه المنطقة المعزولة والعمل على إطلاق مشاريع تنموية تخرجهم من الغبن الذي يعشونه منذ عقود وهذا بتجسيد طلباتهم على أرض الواقع لأن الوضع حسبهم فاق كل التصورات وأنهم ضاقوا ذرعا من مسلسل المعاناة والعزلة والتهميش.