سكان الصفيح بعين بنيان يطالبون بالترحيل الفوري

  • PDF

مئات العائلات تنتظر التفاتة والي العاصمة
سكان الصفيح بعين بنيان يطالبون بالترحيل الفوري
فجرت عملية الترحيل الجارية بولاية الجزائر غضب مئات العائلات من سكان الصفيح بالعديد من البلديات بعد أن تبخرت أحلامهم بالظفر بسكنات جديدة خلال هذه المرحلة فيما تركوا يواجهون مصيرا مجهولا في أكواخ الموت وهو الحال بعين البنيان وبالضبط في الحي القصديري 11 ديسمبر أين تصاعد لهيب غضب العائلات التي احتجت عن إقصائها من الاستفادة من الترحيل واستكمال العملية التي مست الموقع خلال الفترة الماضية..
مليكة حراث
تعيش مئات العائلات على أعصابها بالحي القصديري 11 ديسمبر ببلدية عين البنيان بسبب المخاطر التي تحدق بهم من كل جهة والتي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة والتي رافقت حياتهم طيلة 50 سنة قضوها في تلك البيوت القصديرية دون أن تلتفت السلطات المحلية والمعنية إليهم من اجل انتشالهم من تلك الوضعية الكارثية التي تتفاقم يوميا والعمل على ترحيلهم إلى سكنات لائقة خاصة أنهم وحسب ما أعربوا عنه في اتصال لهم بـ أخبار اليوم فالوضع لم يعد يحتمل في ظل انعدام معنى لحياتهم ورغم تلك الشكاوي التي تقدم بها هؤلاء المواطنون للسلطات الولائية من أجل النظر في قضيتهم والعمل على إيجاد حل ينهي غبنهم وينجيهم من حياة الذل التي يعيشونها إلا أن هذه الأخيرة لم تبذل أي مجهود فيما يخص تلك العائلات بل اكتفت بتقديم وعود لدى اقتراب كل حملة انتخابية دون أن تعرف تلك الوعود طريقا لتجسيدها في الواقع.
وعن معاناتهم التي قمنا بتسجيلها عبر أصوات هؤلاء المواطنين أعربوا أنهم عانوا مرارة العيش في تلك الظروف والبيوت التي قالوا أنها لا تليق بالجنس البشري خاصة وقد مرّ عليها عقد من الزمن فقد شيدت في العهد الكولونيالي على حد تعبيرهم مما جعلها آيلة للسقوط في أية لحظة وهو الأمر الذي زاد من مخاوف هؤلاء القاطنين بالحي.
وعن شروط الحياة أكد لنا هؤلاء المواطنون أن بيوتهم تفتقر لمياه الشروب مما يجعلهم في رحلة يومية من أجل البحث عن قطرة ماء لدى الأحياء المجاورة والأماكن العمومية كما تعاني منازلهم مشكل الرطوبة التي تسببت في تعرضهم لأمراض مزمنة جرائها زيادة على ذلك فهؤلاء السكان محرمون أيضا من الغاز الطبيعي وهو المشكل الذي أرهق كاهلهم وجيوبهم.
مشاكل الحي لا تنتهي عند هذا الحد بل تتعدى لتشمل بذلك مشكل الطرقات باعتبار أن الحي لا يحتوي على طريق رئيسي بل كلها عبارة عن أزقة ضيقة مهترئة تجعلهم في مشقة السير فيها يوميا وتتأزم أوضاع تلك الأزقة في فصل الشتاء أين تصبح عبارة عن برك للمياه القذرة والأوحال خاصة في ظل انسداد البالوعات التي قاموا بإنجازها وبطرق عشوائية مما يؤدي إلى تسرب المياه القذرة وانتشار الروائح الكريهة وذلك بسبب انتشار الفضلات خارج تلك القنوات.
وكباقي البيوت القصديرية التي تصنع ديكور بعض أماكن بالعاصمة يعاني حي 1 ديسمبر بعين البنيان من مشكل انعدام الإنارة العمومية الذي أصبح فرصة للشباب البطال من أجل ممارسة كل أنواع الانحرافات في تلك الأماكن في الفترات الليلية حيث يعتمدون السرقة من أجل كسب قوتهم اليومي والتي يمارسونها بكل الطرق ناهيك عن تجمعهم في أركان الحي من أجل السهر لساعات متأخرة من الليل في شرب الخمر والتدخين وتعاطي كل أنواع المخدرات.
وأمام إستمرار معاناة هؤلاء مع تلك الظروف الكارثية والتي جمعت السكان على مطلب واحد والمتمثل في ترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري بدل تلك البيوت القصديرية الهشة والآيلة للسقوط التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق على -حد تعبيرهم- رفع هؤلاء السكان مطالبهم وناشدوا السلطات الولائية بغية التدخل من أجل إنصافها والعمل على ترحيلهم في أقرب وقت ممكن من أجل تفادي وقوع كوارث بشرية لا يحمد عقاها.