سكان الأقبية يستغيثون بالعاصمة

  • PDF

من عين النعجة إلى باب الزوار.. المأساة تتمدد
سكان الأقبية يستغيثون بالعاصمة
بعد طول انتظار خرج سكان الأقبية بعدة بلديات بالعاصمة على غرار عين النعجة عن صمتهم مهددين بالاحتجاج تنديدا عن الأوضاع الكارثية التي يعيشونها داخل زنزانات مظلمة وما أجّج غضب وتذمّر هؤلاء  وأشعل نار الفتنة هو تكفل السلطات المحلية بقاطني القصدير على حسابهم دون التفاتة لمعاناتهم.
مليكة حراث
عبر سكان أقبية معظم العمارات الواقعة بعين النعجة بالعاصمة عن استيائهم وسخطهم إزاء الوضعية المزرية  التي يعيشونها وسط تلك الأقبية منذ سنوات طويلة هروبا من أزمة السكن الخانقة التي تفتك بالعديد من سكان الجزائر العاصمة عائلات كثيرة فضلت الهروب من جحيم العيش في الشوارع عرضة للهواء الطلق وبالبيوت القصديرية لعدم امتلاكها سكنا لائقا لتجد نفسها بين أحضان أقبية عمارات تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم واللائق بل الأسوأ من ذلك وسط المياه القذرة لقنوات الصرف الصحي وكذا وسط الروائح الكريهة والحشرات الضارة والمؤذية لتجد نفسها مع مرور الوقت عرضة للمخاطر والكثير من الأمراض الصدرية والتنفسية بالإضافة إلى الحساسية الجلدية ومختلف الأمراض التي تظهر أعراضها مع مرور الزمن مثلما أكدت ذلك عائلات قاطنة بأقبية العمارات التقيناها ورصدنا شكاويهم أثناء قيامنا بهذا الموضوع.
أضحت مشكلة تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي نحو أقبية عمارات أحياء عين النعجة وباب الزوار شرق ولاية الجزائر العاصمة تشكل هاجساً كبيراً لدى قاطني تلك العمارات حيث بات الوضع لا يطاق في ظل تسربات المياه القذرة والروائح الكريهة والحشرات الضارة والمؤذية دون الحديث عن الحيوانات الخطيرة التي تعبث في البيت فسادا كالجرذان والفئران فبرغم دخول فصل الخريف إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار البعوض والحشرات المؤذية كـ (الناموس) بالعديد من أقبية العمارات الواقعة على مستوى البلديات المذكورة سالفا والبلديات الأخرى الواقعة بولاية الجزائر العاصمة لاسيما عبر بلديات باب الزوار عين النعجة الحراش برج الكيفان والدار البيضاء وغيرها من الأقبية الواقعة بعاصمة البلاد التي لا يزال قاطنوها يعانون من مختلف الظروف القاسية في مقدمتها الأمراض والأوبئة وأكبر المتضررين ذوي الأمراض المزمنة والأطفال.
في السياق ذاته أكدت إحدى العائلات القاطنة بحي 5 جويلية أن الأقبية التي تم تحويلها إلى سكنات ورغم عدم شرعيتها حلت جانباً من المشكل العالق الذي عجزت عن حله المصالح المكلفة مباشرة بذلك قائلاَ إن المواطنين الذين سمح لهم السكان بشغل الفراغات الصحية قاموا بإصلاح قنوات الصرف الصحي التي تعد جزءاً من مساكنهم الواقعة تحت سطح الأرض غير أن ذلك لم يحل مشكل تسربات المياه القذرة بالشكل النهائي. نفس الوضع يعاني منه كل من سكان الأحياء التالية: سوريكال  الجرف الصومام حيث تحولت بها معظم الأقبية إلى مساكن وورشات عمل (تحتية) فيما بقيت أخرى مفرغة عمومية للمياه المستعملة نظرا لعدم امتلاكهم سكنات لائقة من شأنها تعطي معنى وطعم لحياتهم.