خسائر معتبرة تكبدتها تيبازة في 2020

  • PDF


جراء حرائق غابات غايتها زعزعة استقرار الوطن
خسائر معتبرة تكبدتها تيبازة في 2020
ستبقى ليلة السادس إلى السابع نوفمبر لعام 2020 ذكرى مأساوية أمام هول الحرائق المندلعة في عز الخريف وفي نفس التوقيت عبر 11 ولاية تسببت في خسائر مادية معتبرة وهلاك شخصين بتيبازة يفعل أثبتت التحقيقات القضائية أنه إجرامي يهدف زعزعة استقرار الوطن.


ي. تيشات
سجلت مصالح الغابات بولاية تيبازة في حملة مكافحة الحرائق خلال سنة 2020 أثقل حصيلة خلال العشر السنوات الأخيرة قدرت بـ5000 هكتار من الثروة الغابية فيما سجل بقوراية المنطقة الأكثر تضررا عبر الوطن في ليلة واحدة ليلة السادس إلى السابع نوفمبر الماضي هلاك شخصين حرقا وخسارة تقدر بـ500 هكتار من الغابات والمحاصيل الفلاحية و33.500 شجرة مثمرة فضلا عن تشريد أكثر من 20 عائلة جراء تحطم منازلهم من إجمالي 45 عائلة منكوبة على المستوى الوطني.
وقد اندلعت الحرائق بتيبازة ظهيرة الجمعة من يوم السادس من نوفمبر الفارط بالمنطقة الجبلية مهابة بأعالي قوراية بأقصى غرب الولاية واندلعت أيضا في نفس التوقيت عبر 10 ولايات ساحلية غابية امتدت من غرب إلى وسط البلاد ما جعل فرضية الفعل الإجرامي ترجح بقوة خاصة أنها أول اندلاع حرائق يسجل بالقرب من مناطق آهلة بالسكان وقريبة من المناطق الحضرية مؤشر خطير كما وصفه الوزير الأول عبد العزيز جراد عند زيارته للمنطقة عقب تلك الحرائق وتقديمه التعازي لعائلات الضحيتين مؤكدا أن فرضية الفعل الإجرامي غير مستبعدة معلنا عن فتح تحقيقات قضائية لتحديد ظروف وملابسات اندلاع تلك الحرائق.
وتضامنا مع عائلتي الضحيتين قام الوزير الأول بتكليف والي تيبازة لبيبة وينازبتسليم إعانات مالية بعث بها رئيس الجمهوريةعبد المجيد تبون تعبيرا منه على التضامن والتآزر ووقوف الدولة مع مواطنيها في أوقات المحن كما جندت وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة 50 أخصائيا نفسانيا للتكفل بالفئات الهشة على غرار الأطفال والتخفيف عنهم من هول الصدمة فضلا عن كميات معتبرة من المواد الغذائية والأغطية والأسرة وتجهيزات كهرو منزلية لصالح العائلات المنكوبة.
 
عصابة حاولت زعزعة استقرار الوطن 
وموازاة مع تكثيف التحريات والتحقيقات الأمنية تواصلت مجهودات الدولة من خلال تجنيد جميع مصالحها للتكفل بالعائلات المشردة على مستوى دار الشباب لدائرة قوراية فيما شرع في تنصيب لجان تقنية قصد إحصاء الأضرار والخسائر وتحديد التعويضات التي التزم بها الوزير لأول لصالح الفلاحين سواء في خسارة المحاصيل أو الثروة الحيوانية أو إسكان المنكوبين.
وبتاريخ 16 نوفمبر أي عشرة أيام بعد الكارثة أعلن كمال شنوفي وكيل الجمهورية لدى محكمة شرشال عن توقيف 19 شخصا متورطا في إضرام النيران عمدا بغابات قوراية موزعين على أربعة مجموعات أبرزها مجموعتين متواطئتين الأولى تتكون من ثلاثة أشخاص خططت لهذا الفعل الإجرامي بغرض زعزعة استقرار الوطن بتواطئ أطراف مناوئين من داخل وخارج الوطن مقابل أموال بالعملة الصعبة حيث أثبتت التحقيقات ومعاينة الهواتف المحجوزة كما أوضح وكيل الجمهورية أنه تم تحويل أموال عن طريق وسترن يونيون مع تحديد رسائل قصيرة وصور فوتوغرافية أثناء إشعال النيران.
ووجهت لهذه المجموعة جنايات تتعلق بالأعمال التخريبية والمساس بأمن الدولة ووضع النار بطريقة أدت إلى مقتل شخصين وكذا جناية الأضرار بالأملاك العمومية والخاصة فيما تقرر إصدار أمر بالقبض الدولي على أطراف خارج التراب الوطني وعددهم أربعة إلى جانب تهم أخرى تتعلق بجنايتي التخابر والتآمر على أمن الدولة أما المجموعة الثانية المتواطئة مع الأولى فتضم 8 أشخاص متهمين بتنفيذ المخطط المذكور سابقا من خلال القيام بإشعال النار عمدا.
وإصرارا من الدولة على إعادة بعث الغطاء الغابي بأكثر كثافة وتعويض الخسائر فقد أشرف الوزير الأول عبد العزيز جراد يوم 21 نوفمبر الماضي بسد بوكردان بأعالي تيبازة على حملة تشجير واسعة عبر التراب الوطني ردا على أعداء الوطن والطبيعة مشددا على هامش الحملة التي نظمت بمناسبة اليوم الوطني للشجرة على ضرورة الإسراع في عملية تعويض الفلاحين عن الخسائر الناجمة عن تلك الحرائق.
وبتاريخ 13 ديسمبر أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن توقيع قرار تعويض ضحايا حرائق الغابات بمبلغ يفوق 100مليون دج جزائري عملا بتعليمات الوزير الأول منها74 بالمائة خصصت لتعويض فلاحي ولاية تيبازة ويخص القرار10 ولايات متضررة سيسمحبإعادة إحياء النشاط الفلاحي بعد الأضرار التي سببتها حرائق الغابات تلك.
ومواكبة لتلك المجهودات على المستوى المركزي تواصل اللجان التقنية على المستوىالمحلي عملية إعداد ملفات تعويض الفلاحين عن الخسائر حيث تحصي محافظة الغاباتتجنيد أزيد من 51 مليون دج لتعويض 47 ألف شجرة مثمرة لفائدة الفلاحين على أن تكون التعويضات عينية كما تتكفل مديرية المصالح الفلاحية بتقديم تعويضات عينية أيضا عن الخسائر في مجال الثروة الحيوانية قدرت بقرابة 24 مليون دج.