بُحيرة تيلامين بوهران في حاجة إلى مخطط إنقاذ

  • PDF

تحظى بأهمية دولية وتُعدّ من أهم المناطق الرطبة في غرب البلاد
بُحيرة تيلامين بوهران في حاجة إلى مخطط إنقاذ

تواجه بحيرة تيلامين بوهران التي تستقبل كل سنة مئات الآلاف من الطيور المهاجرة العديد من التهديدات البيئية تستلزم برأي أخصائيين مخطط إنقاذ واستغلال التساقطات المطرية الأخيرة حتى لا تجف.

ي. تيشات
تعتبر بحيرة تيلامين الواقعة على بعد عشر كيلومترات من مدينة وهران من أهم المناطق الرطبة في غرب البلاد حيث أنها مصنفة كمنطقة ذات أهمية دولية ضمن اتفاقية رامسار لكونها نقطة تجتمع فيها مئات الآلاف من الطيور المهاجرة على غرار النحام الوردي الذي يضفي عليها مناظر رائعة تسر عشاق الطبيعة غير أن هذه السنة يسجل لأول مرة منذ فترة طويلة تراجع كبير لمستوى المياه بهذه المنطقة الرطبة التي تغطي مساحة لا تقل عن 2400 هكتار مما حال دون تواجد الطيور المهاجرة خاصة النحام الوردي كما يكتشف المار بطريق بلدية قديل التي تقع على بعد 25 كلم شرق وهران الحالة التي ألت إليها البحيرة نتيجة الجفاف الذي أثر سلبا على منسوب المياه.
وأظهر احصاء الطيور المهاجرة الذي تقوم به محافظة الغابات لولاية وهران كل شتاء أن أعداد النحام الوردي ببحيرة تيلامين انخفضت هذه السنة حيث تم احصاء 1500 فقط مقابل 30000 في الاعوام الماضية حسب ما أفاد به رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بالمحافظة محمد شامي الذي أكد أن المحافظة تقوم بإحصاء الطيور المهاجرة كل سنة في الفترة ما بين 10 و30 جانفي التي لا تخرج الطيور فيها من الماء لتجديد ريشها.

أعداد النحام الوردي تتناقص
ويأتي العديد من الزوار من مصورين وأخصائي طيور من المحترفين والهواة إلى هذه المنطقة الرطبة لملاحظة وتصوير الطيور البرية خاصة النحام الوردي الذي تتوهج ألوانه في موسم التزارج ويقوم برقصات مميزة لجذب الإناث وهو مشهد يتسابق المصورون لالتقاطه مشيرا إلى أن أعداد النحام الوردي تناقصت بشكل كبير هذه السنة بسبب تراجع مستوى الماء وكذا استقبال البحيرة لمواد ملوثة مبرزا بأنّ الطيور المهاجرة فضلت قضاء فصل الشتاء بمناطق رطبة مجاورة على غرار سبخة وهران.
وتشكل هذه البحيرة مع مناطق رطبة أخرى بغرب البلاد حسب الموقع الالكتروني لمنظمة رامسار مجمعا ومحطة عبور للطيور المهاجرة تضاف إلى العديد من الروابط التي تجمع منطقة البحر الابيض المتوسط حسب نفس المصدر الذي ذكر النحام الوردي الذي عادة ما يتواجد بأعداد كبيرة في بحيرة تيلامين التي تصب فيها
كمية 10000 متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي من عدة مناطق على غرار بلديات بن فريحة وحسيان طوال وحاسي بن عقبة وحاسي مفسوخ وقديل إضافة إلى ما تطرحه منطقة الصناعية لحاسي عامر من مياه مستعملة.

الرمي العشوائي للنفايات الهامدة يُهدّد الموقع وطيوره
أكد مدير الموارد المائية لولاية وهران عز الدين فلفلي أن مشكل المياه القذرة بهذه المنطقة الرطبة سيجد حلا قريبا بفضل مشروع انجاز محطة لتصفية المياه المستعملة بقديل بطاقة معالجة 50000 متر مكعب يوميا كما تشير وثيقة صادرة عن خلية الاتصال لمديرية الوكالة الوطنية للتطهير إلى أن إجراءات تقييم العروض المتعلقة بهذا المشروع قد انطلقت دون الإفصاح عن موعد انطلاق الأشغال وآجال استلامها.
وتضاف إلى التلوث مشاكل أخرى تهدد الموقع وطيوره على غرار الرمي العشوائي للنفايات الهامدة وانتشار الكلاب الضالة والصيد غير المرخص وهي مشاكل تسعى السلطات المحلية لوضع حد لها مدعومة بعدة جمعيات تنشط في المجال البيئي يأتي ذلك في الوقت الذي تنظم محافظة الغابات من وقت لأخر حملات لرفع النفايات. كما تم تشكيل لجنة ولائية لمكافحة الصيد غير المرخص وحماية الاصناف المحمية من الطيور حسب رئيس جمعية شفيع الله لحماية البيئة والطيور المهاجرة التي لها عضوية في هذه اللجنة إلى جانب مديرية البيئة ومحافظة الغابات والدرك الوطني.

موقع لتعشيش النحام الوردي
علاوة على الاتفاق لتصنيف بحيرة تيلامين كموقع تقضي فيه الطيور المهاجرة فصل الشتاء جاءت دراسة من مركز بحث تابع لجامعة قالمة لتثبت أن هذه المنطقة الرطبة تشكل أحيانا موقعا لتعشيش هذه الطيور ما يراه المختصون عاملا إضافيا لحماية البحيرة كما تؤكد هذه الدراسة التي أجريت سنة 2015 من طرف مركز المحافظة على المناطق الرطبة لجامعة قالمة أن طيور النحام الوردي تتكاثر ببحيرة تيلامين.
وأشار البروفيسور بوزيد عبد الكريم باحث من جامعة ورقلة ينتمي إلى نفس المركز حيث شارك في الدراسة المذكورة وقام بعدة زيارات إلى بحيرة تيلامين خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2019 (الزيارات بسبب أزمة كوفيد-19) إلى أنه حضر تجربة تعشيش ناجحة وحيدة سنة 2015 وأن تجارب في السنوات الموالية باءت بالفشل بسبب انتشار الكلاب الضالة.
وأبرز الباحث في هذا الصيد أن النحام الوردي طير جد حساس يغادر العش ويتخلى عن البيض لمجرد توجسه خطرا مبديا في نفس الوقت تفاؤلا حيث يأمل أن يأتي يوم يضع فيه حلقة تتبع لطيور نحام مولودة ببحيرة تيلامين كما سبق له وأن جرب ذلك مع طيور ولدت بمناطق رطبة بعين مليلة بشرق البلاد وورقلة والمنيعة بالجنوب الشرقي في اطار نشاطاته بمركز البحث المتوسطي للمناطق الرطبة.