هذه قصة التابعي الذي ألقي في النار ولم يحترق

الثلاثاء, 28 مارس 2017




هو تابعي من سادة التابعين ومن خير القرون أسلم في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه لم يره إلا أنه رأى الرعيل الأول من كبار الصحابة الكرام وقدم إلى المدينة المنورة من اليمن في خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقابل سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اعتنقه ورحب به.
ولهذا التابعي قصة عجيبة وكرامة كبيرة أثبتها العلماء في كتبهم وهي أنه بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظهر رجل في اليمن يدعي (الأسود العنسي) وادعى النبوة ودعا الناس إليه فتصدى له هذا التابعي الجليل وجهر بتكذيبه وقال له أمام الجميع إنك كذاب.
وكان الأسود العنسي شديد البطش وقبيلته من أكبر القبائل فأمر أتباعه أن يشعلوا نارًا كبيرة ليلقي فيها هذا التابعي العابد المؤمن أمام الناس وخيره قبل إلقاءه إما بالإقرار بنبوته أو أن يرمى في النار ولكن هذا التابعي الجليل كان ثابتًا على الحق قابضًا على إيمانه فألقوه في النار وظل يذكر الله سبحانه وتعالى ويدعوه ويقال إنه صلى في النار فأيده الله سبحانه وتعالى بالكرامة وحماه من الاحتراق فخرج من النار ولم يصبه شئ وسط ذهول الناس ومدعي النبوة الأسود العنسي والذي أمر بإخراجه من اليمن حتى لا يفقد ولاء أتباعه.
إنه التابعي العابد أبو مسلم الخولاني والذي ذكر كرامته تلك وقصته عدد من العلماء الثقات وتلقوها بالقبول ومنهم الإمام البيهقي في (دلائل النبوة) وابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) والإمام ابن حبان في صحيحه والإمام القرطبي في كتابه (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) والإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء والإمام ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق وغيرهم الكثير.
وخرج التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني من اليمن إلى المدينة المنورة ودخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي هناك بجوار سارية من سواري المسجد فرآه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: من أين الرجل؟ قال: من اليمن فقال له عمر: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره؟ قال له أبو مسلم: ذاك عبد الله بن ثوب. قال عمر: نشدتك بالله عز وجل أنت هو؟ قال: اللهم نعم. 
فقبل الفارق عمر بن الخطاب أبو مسلم الخولاني ما بين عينيه ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.