دُعَاءُ دُخُولِ السُّوقِ

  • PDF


-((لَا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الـحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الـخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ))
- صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وجاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم  ((من دخل السوق فقال:... كَتبَ الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة)).
قوله: ((من دخل السوق)) أي: سوقاً من الأسواق.
قوله: ((يحيي ويميت)) أي: المتصرف في ملكه كيف يشاء تارة بالإحياء وتارة بالإماتة وهو قادر على ذلك ولا يعجزه معجز ولا يمنعه مانع.
قوله: ((وهو حي لا يموت)) يعني: لا يعتريه آفة الموت بل هو حي قيوم أبدي سرمدي لم يزال ولا يزال.
قوله: ((بيده الخير)) من باب الاكتفاء تقديره: بيده الخير والشر لأن الخير والشر كله من الله تعالى ولكن طوى ذكر الشر تأدباً حتى لا ينسب إليه الشر وإن كان في الحقيقة جميع الأشياء منه سبحانه وتعالى.
قوله: ((وهو على كل شيء قدير)) أي: قدير على الإحياء والإماتة والخير والشر وغير ذلك من جميع الأشياء.
قوله: ((كتب له ألف ألف حسنة)) أي: في ديوانه وصحيفته التي بيد الكرام الكاتبين وكذلك مُحِيَ عنه من ديوانه ألف ألف سيئة.
قوله: ((ورفع له ألف ألف درجة)) أي: في الجنة ومعنى رفع الدرجة: هو إعطاؤه من المنازل التي فوق منزلته التي حصلت له قبل هذا القول لأن ارتفاع المنازل والدرجات وزيادتها بارتفاع الأعمال وزيادتها.
والحكمة في حصول هذا الأجر العظيم كأنه لما كان أهل السوق مشتغلين بالتجارات والمكاسب وهم في غفلة عن ذكر ربهم بل أكثرهم مبتلون بالأيمان الفاجرة والكذبات وكان هذا بينهم ممن ذكر الله تعالى واشتغل بأمر الآخرة مخالفة لهم وتعظيماً لربه عز وجل لا جرم حصل له هذا الأجر العظيم وما ذلك على الله بعزيز ويختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم وباعتبار أن هذه الكلمات مشتملة على التهليل والتوحيد والثناء على الله تعالى بالصفات الجميلة.