هدي النبي في المدح وآداب الممادحة

  • PDF


هدي النبي في المدح وآداب الممادحة
مدح النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حضوره فقال: ما رآك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك وهذا من جملة المدح لكنه لما كان صدقًا محضًا وكان الممدوح يؤمن معه الإعجاب والكبر مدح به ولا يدخل ذلك في المنع ومن جملة ذلك الأحاديثُ المتقدمة في مناقب الصحابة ووصف كل واحد منهم بما وصِف به من الأوصاف الجميلة .
ولا يخلو التمادح والثناء على الناس من فوائد ففيه استنهاض للهمم وتذكير بحق الله بالحمد والشكر على نعمة الذكر الحسن والشهادة الصادقة من المؤمنين فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تلك عاجل بشرى المؤمن .
قال النووي: قال العلماء: معناه هذه البشرى المعجلة له بالخير وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه إلى الخلق... هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم وإلا فالتعرض مذموم .
وهكذا فإن مدح الإنسان في وجهه جائز إذا أُمنت غائلة هذا المدح وانضبطت بالضوابط التي وضعها النبي صلى الله عليهوسلمي والتي تجنب هذه الظاهرة ما تستخره من الفتنة والغرور وفساد قلبه.
وقد استحب العلماء لمن مُدح أن يتواضع لله وأن يستشعر ضعفه وتقصيره حتى لا يغلب عليه الكبر والعجب وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا أُثني عليهم يقولون: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرًا مما يظنون وقال بعض السلف: اللهم إنَّ هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني .