كنوز قرآنية مقاصد سورة الفرقان

  • PDF


 كنوز قرآنية
مقاصد سورة الفرقان   
سورة الفرقان هي السورة الخامسة والعشرون بحسب ترتيب المصحف العثماني وهي سورة مكية بالإجماع وعدد آياتها سبع وسبعون آية.
*تسميتها
اسمها سورة الفرقان وليس لها اسم غيره وهذا الاسم مأخوذ من قوله سبحانه في أول آية من هذه السورة: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} (الفرقان:1) و(الفرقان) مصدر فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما وسمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل. أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقاً مفصولاً بين بعضه وبعض في الإنزال. قال البقاعي: وتسميتها بالفرقان واضح الدلالة على ذلك فإن الكتاب ما نزل إلا للتفرقة بين الملتبسات وتمييز الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة. ويحيى من حي عن بينة فلا يكون لأحد على الله حجة ولله الحجة البالغة .
*مقاصد السورة
قال القرطبي: مقصود هذه السورة ذِكْرُ موضع عِظَم القرآن وذِكْرُ مطاعن الكفار في النبوة والرد على مقالاتهم فمن جملتها قولهم: إن القرآن افتراه محمد وإنه ليس من عند الله . يشير القرطبي بقوله هذا إلى أن {القرآن} ذُكِرَ في هذه السورة لفظاً أو إشارة في عدة مواضع.
وقال الرازي: اعلم أن الله سبحانه وتعالى تكلم في هذه السورة في التوحيد والنبوة وأحوال القيامة ثم ختمها بذكر صفات العباد المخلصين الموقنين ولما كان إثبات الصانع وإثبات صفات جلاله يجب أن يكون مقدماً على الكل لا جرم افتتح الله هذه السورة بذلك فقال: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}. يشير الرازي بقوله هذا إلى آيات التوحيد والتنزيه التي تضمنتها هذه السورة.
أما ابن عاشور فقد قال: اشتملت هذه السورة على الابتداء بتمجيد الله تعالى وإنشاء الثناء عليه ووصفه بصفات الإلهية والوحدانية فيها. وأدمج في ذلك التنويه بالقرآن وجلال منزله وما فيه من الهدى وتعريض بالامتنان على الناس بهديه وإرشاده إلى اتقاء المهالك والتنويه بشأن النبي صلى الله عليه وسلم.