هكذا يتسلل الشيطان بين الزوج والزوجة

  • PDF


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
هكذا يتسلل الشيطان بين الزوج والزوجة 
لا يفوت الشيطان لعنه الله فرصة للكيد وإثارة الضغينة والكراهية بين أبناء المجتمع عموما ودخل الأسرة خصوصا وتحديدا بين الزوجين إلا وقام بها ولم يفوت أي احتمال كي تكون العلاقة بينهما بعيدة عن أجواء الألفة والمولدة باعتبار أن هذه الأجواء المكهربة تكرس الشحناء وتقطع الطريق علي طاعة الله.
الشيخ الدكتور بندر بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام قال إن للشيطان سعيًا دؤوبًا في إثارة النزاعات وإذكاء نار العداوات بين الأحبة خاصة الزوجين انطلاقا من أن في الألفة ووفور المودة مرضاة الرب وصلاح الشأن ولأن صلاح حال الزوجين على طاعة الله مؤذن بالفلاح منوهًا بأنه لمَّا اقتضتْ حِكمةُ أحكم الحاكمين أنْ يجعل في هذه الأرض خليفةً كبُر ذلك على ملائكتِه لكنَّهم سُرعانَ ما استجابوا لأمر ربِّهم مُطيعين مُسلِّمين فسجدوا كلُّهم أجمعونَ لآدمَ عليه السلام.
*لهذا السبب رفض الشيطان السجود لبني أدم 
ومضي الدكتور بلية: وأظهرَ إبليسُ مخبوءَ الحسدِ والكِبْر فأبى السُّجودَ لهذا المخلوق الطِّينيِّ ومنذ ذلك الحينِ نصبَ عدوُّ اللهِ لبني آدمَ عَداوةَ الأبدِ ورفع لواءَ الغَواية والفِتنةِ وأخذ على نفسه العَهدَ أن يتربَّص بهم ويكيدَ لهم وها هو قد جعل من الآدميِّ عدُوًّا له في كلِّ حال منذ الولادة حتى الموت.
خطيب المسجد الحرام مضي للقول الشيطان لا يدعُ مجالا لإيذائه وإغوائه إلا ركِبه يتلوُّن له في شتَّى الحِيَل ويمكرُ به في صور من التَّلبيس في دأَب لا ينقطع وعزم لا يخمُد وطَمَع لا يخبو فأوَّلُ ما يُحاوله من الأذى والكَيد حينَ ولادة الإنسان وخروجه من بطن أمِّه أنْ يطعَنَ في جنبيه بإصبعه فيستهلُّ صارخًا من ذلك.
الدكتور بلية استشهد  بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من بني آدمَ مولودٌ إلا يمَسُّه الشَّيطانُ حينَ يولَد فيستهلُّ صارخًا من مَسِّ الشَّيطانِ غيرَ مريمَ وابنِها مشيرًا إلى أن من خفيِّ كيدِه ومكره: ما يلقيه إليه من الوَساوسِ المخوِّفة وما يبثُّه في رُوعِه من الخواطرِ المُزعجة: في اليقظة والمنامِ وإذا أرادَ الإنسانُ أنْ يُصلِّيَ أفرطَ الشَّيطانُ عليه بكيدِه وأذاه وذلك أنَّ الصَّلاةَ شعارُ المؤمنِ وعنوانُ صلاحِه وفلاحه وأشرفُ ما فيها السُّجودُ الذي هو غايةُ الذُّلِّ لله تبارك وتعالى.
ونبه إلي أن ذلك الذُّلُّ الذي أباهُ إبليسُ في أوَّل أمره فأرغمه اللهُ وكتب عليه الصَّغارَ والحَسرة وجعل سجودَ ابنِ آدمَ لربِّه مثارًا لندمه لهذا كانَ له مع الصَّلاة شأنٌ عجيبٌ فإنَّه يحاوِلُ ابتداءً صدَّ الإنسانِ عن فعلها بتثقيلها عليه وصَرْفه عنها بصوارفِ اللَّهو والمعصية لافتًا إلى أن من مكايِده في الصلاة أيضًا: أنْ يثبِّطَ عزمَ المؤمنَ عن المبادرة إليها ويزيِّنَ له التَّراخي عنها وتأخيرَها ويمنِّيَه بانفساحِ الوقت واتِّساع المُهْلة خداعًا وتلبيسًا و إيقاعُ الوساوِس فيها وتلبيسُ أمرِها على المُصلِّي لكي يَسلُبَ منه الخشوعَ الذي هو روحُها ولُبُّها وأعزُّ ما فيها
*الشيطان ودوره في إثارة الضغائن 
وأشار خطيب المسجد الحرام إلي أن أن للشَّيطانِ سعيًا دؤوبًا في إثارة النِّزاعات وإذكاءِ نار العداوات بين الأحبَّة خاصَّةً الزَّوجين لأنَّ في الأُلفةِ ووفور المودَّة مرضاةَ الربِّ وصلاحَ الشَّأنِ ولأنَّ صلاحَ حال الزَّوجين على طاعة الله مؤذنٌ بالفلاحِ ومن خبيثِ كيده: أنَّه إذا عجَز عن الإفسادِ الأعظمِ لم ييأسْ ممَّا دونه بل هو ماض فيه حريصٌ عليه فإذا عجَز عن إيقاع أهلِ الإيمانِ في الشرك الذي هو أعظمُ مَفسَدة حرَص على أن يحرِّشَ بينهم بالعداوة والبغضاءِ الحالقةِ للدِّين.
وعدد الدكتور بلية مثالب الشيطان بالقول:من عَجيبِ كيدِه ومكرِه: تحسينَ القبيحِ وتقبيحَ الحسنِ فيزيِّنُ للإنسانِ فعلَ المعصية ويُزخرفُها في عينيه حتَّى يراها سلوةً لنفسه وإطلاقًا لبدنه ويقبِّح عنده فعل الطَّاعات ويثقِّلَها حتَّى يراها عذابًا لروحه ولِجامًا لبدنِه فيُريَه العِزَّة والجَسارة في العصيان والذُّلَّ والهوانَ في الطَّاعة تلبيسًا وخداعًا ومن هنا فقد زيَّنَ عدوُّ الله لكثير من بني آدم محبَّةَ التَّعرِّي والكشف عن السَّوءاتِ وما يُستقبح من العورات لإيقاع الفتنة وإيقادِ نار الاشَّهوة وسَلبِ نورِ الإيمانِ وهتك جمالِ السِّتر وتغيير فطرةِ اللهِ وشرعه وأمره وهو كيدٌ قديمٌ كاد به الأبوينِ حتَّى نزع عنهما لباسَهما.
خلال الملتقي الثاني للطلاب الوافدين: وثيقة الأخوة الإنسانية رسخّت بشكل قوي لثقافة الحوار البنَّاء والتعايش السلمي بين جميع الشعوب.
اختتم خطيب المسجد الحرام خطبته بوضع روشتة للخلاص من كيد الشيطان  بالقول لا سبيلَ إلى الخَلاصِ من الكَيد الشَّيطانيِّ والمكر الإبليسيِّ إلا بجملة أمور منها الاستعاذةُ بالله من شرِّه فإنَّ من استعاذ بالله أعاذه والتوكُّلُ على الله في دفع كيده فإنَّ أهلَ التوكُّل في أمان من مكره ومداومةُ الذِّكر المشروع مطلقًا ومقيَّدًا فإنَّ كيدَه ضعيفٌ مردودٌ إلى الوسوسة وإنَّ الوسوسة لتُفَلُّ بذكر الله تعالى لأنَّ الذَّاكر محفوفٌ بمعيَّة الله وإذا ذُكر اللهُ خنَس الشيطانُ وصغُر وذَلَّ ولذلك سمِّي: الوَسواسَ الخنَّاس محذرًا من اتباع الشهوات فإنَّه موكَّلٌ بتزيينها وتسويلها فإذا حاذرها المرء سلم من كيده وشره وإذا واقعها فليسرع إلى محو آثارها بالاستغفار والتوبة وتجديد الطَّاعة فإنَّ ذلك يغيظه ويرغمه ويدفع شرَّه.