ابن تيمية.. شيخ الإسلام

  • PDF


 قصة أحد أبرز العلماء
ابن تيمية.. شيخ الإسلام
تحل هذه الأيام ذكرى وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو أحد أشهر علماء الدين وإليه يرجع في الكثير من الأمور الدنيوية بفضل ما وهبه الله من غزارة في العلم وكثرة في التدوين.
امتاز شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه أحد أعلام الإسلام فقد جاهد في سبيل الحق طوال حياته حتى انتهت إليه الإمامة في كثير من مسائل العلم فاشتهر بها وهو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري.


*ابن تيمية ولقب شيخ الإسلام:
لقب شيخ الإسلام هو مصطلح اصطلح عليه أهل العلم والقصد منه الثناء على علم ودين من أطلق عليه ويحتمل معاني عدّة حسنة والمشهور في الاستعمال: أنّ من لقب به يعدّ قد تحققت فيه أوصاف الإمامة في الدين من رسوخ العلم بالوحي والعمل به والدعوة إليه فيستحق أن تجتمع عليه جماعة المسلمين فيما ينوبهم من أمور دينهم والأصل في المصطلحات الإباحة إن لم تخالف حكما شرعيا ومصطلح شيخ الإسلام لا يظهر فيه منهي إذا أطلق على من يستحقه من غير مبالغة ولا كذب كما نشر موقع سؤال وجواب.
من الذين يطلق عليهم شيوخ الإسلام:
يقول ابن ناصر الدين رحمه الله تعالى: لفظة شيخ الإسلام تحتمل وجوها من معاني الكلام:
منها: أنه شيخ في الإسلام قد شاب وانفرد بذلك عمن مضى من الأتراب وحصل على الوعد المبشر بالسلامة: أنه ( من شاب شيبة في الإسلام فهي له نور يوم القيامة ).
ومنها ما هو في عرف العوام: أنه العُدة ومفزعهم إليه في كل شدة.
ومنها: أنه شيخ الإسلام بسلوكه طريقة أهله قد سلم من شر الشباب وجهله فهو على السّنة في فرضه ونفله.
ومنها: شيخ الإسلام بالنسبة إلى درجة الولاية وتبرك الناس بحياته فوجوده فيهم الغاية.
ومنها: أن معناه المعروف عند الجهابذة النقاد المعلوم عند أئمة الإسناد: أن مشايخ الإسلام والأئمة الإعلام هم المتبعون لكتاب الله عز وجل المقتفون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تقدموا بمعرفة أحكام القرآن ووجوه قراآته وأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه والأخذ بالآيات المحكمات والإيمان بالمتشابهات قد أحكموا من لغة العرب ما أعانهم على علم ما تقدم وعلموا السنة نقلا وإسنادا وعملا بما يجب العمل به اعتمادا وإيمانا بما يلزم من ذلك اعتقادا واستنباطا للأصول والفروع من الكتاب والسنة قائمين بما فرض الله عليهم متمسكين بما ساقه الله من ذلك إليهم متواضعين لله العظيم الشأن خائفين من عثرة اللسان لا يدّعون العصمة ولا يفرحون بالتبجيل عالمين أن الذي أوتوا من العلم قليل.
فمن كان بهذه المنزلة: حكم بأنه إمام واستحق أن يقال له: شيخ الإسلام.
*ابن تيمية ليس وحده من أطلق عليه شيخ الإسلام:
وهذا اللقب وإن اشتهر به شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728 هــ بحيث إذا أطلق ينصرف إليه ولو لم يذكر معه اسمه إلا أنه لم يختص به فقد أطلق هذا اللقب على جملة من أهل العلم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبعده.
فقد ذكر السخاوي رحمه الله تعالى قال الذهبي في الكاشف عن ابن المبارك: وناهيك به شيخ الإسلام وشيخُ الإسلام إنما هو أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه الذي ثبَّت الزكاة وقاتل أهل الردَّة فاعرفه. واشتهر بها أبو إسماعيل الهروي واسمه عبد اللَّه بن محمد الأنصاري صاحب كتاب منازل السائرين و ذمِّ الكلام وكان حنبليًّا وأبو علي حسان بن سعيد المنيعي الشافعي وأبو الحسن علي الهكّاري قال ابن السمعاني: كان يقال له: شيخ الإسلام وكان شافعيًّا أيضًا. وكذا لُقِّب به مِنَ الحنفية: أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السِّجْزي المتوفى بعد السبعين وثلثمائة وأبو القاسم يونس بن طاهر بن محمد بن يونس البصري ذكره ابن مَنْدَه ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السَّعدي المتوفى في سنة إحدى وستين وأربعمائة وربما لُقِّبَ ركن الإسلام أيضا وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد الصاعدي قال فيه الذهبي: أحد من يُقال له: شيخ الإسلام مات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة وعلي بن محمد بن إسماعيل بن علي الإسبيجابي مات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وتلميذه صاحب الهداية برهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفَرْغاني مات في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ومحمد بن محمد بن محمد الحُلْمِي والعماد مسعود بن شيْبة بن الحُسين السِّندي وأبو سعد المطهِّر بن سليمان الزَّنْجانِي وسديد بن محمد الحنَّاطي.
وقد وصف الإمام المبجل أحمد بن حنبل -وناهيك بورعه وتحرِّيه- أبا الوليد الطيالسي وأحمد بن يونس بمشيخة الإسلام ولم يكن لهما سوى فن الحديث ولم تنحصر مشيخته في واحد منهما رحمهم اللَّه وإيانا ..
*مؤلفات ابن تيمية:
وقد ترك ابن تيمية للمكتبة الإسلامية بمختلف فروعها الكثير من التصانيف المهمة التي لا تزال حتى الآن عمدة في بابها ومن هذه المؤلفات: كتاب الْإِيمَان الأوسط فِي مُجَلد
كتاب الاستقامة فِي مجلدين
كتاب تلبيس الْجَهْمِية فِي تأسيس بدعهم الكلامية فِي سِتّ مجلدات
كتاب دَرْء تعَارض الْعقل وَالنَّقْل أَربع مجلدات
كتاب العُبُودِيَّة مجلد واحد
كتاب الْجَواب عَمَّا أوردهُ كَمَال الدّين الشريشي على كِتَابه تعَارض الْعقل وَالنَّقْل
منهاج السّنة النَّبَوِيَّة فِي نقض كَلَام الشِّيعَة والقدرية أَربع مجلدات
الرسالة التدمرية بحث فِيهَا فِي حَقِيقَة الْجمع بَين الْقدر وَالشَّرْع
الفتوى الحموية سِتُّونَ ورقة كتبهَا بَين الظّهْر وَالْعصر
كتاب جَوَاب الاعتراضات المصرية على الْفتيا الحموية فِي أَربع مجلدات
كتاب الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح فِي مجلدين
الْفرْقَان بَيَان أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان نَحْو سِتِّينَ ورقة
الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول
اقْتِضَاء الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الرَّد على أَصْحَاب الْجَحِيم
دفع الملام عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مُجَلد
السياسة الشَّرْعِيَّة في إصْلَاح الرَّاعِي والرعية
وبعد فإن ابن تيمية وإن كان أحدمن أطلق عليه هذا اللفظ إنه أشهر من وصف به .. رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له العطاء.