مع السلف في حفظ الوقت

  • PDF


مواقف مشرقة من حياة السلف
مع السلف في حفظ الوقت
قيل لعمر بن عبد العزيز يوماً: أخّر هذا العمل إلى الغد فقال: ويحكم إنه يعجزني عمل يوم واحد فكيف أصنع إذا اجتمع على عمل يومين؟ . ومن أقواله رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما .
قال داود الطائي: إنما الليل والنهار مراحل ينـزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تقدّم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل فإن انقطاع السفر عن قريب والأمر أعجل من ذلك فتزود لسفرك واقض ما أنت قاض من أمرك .
وقال أحد الصالحين لتلاميذه: إذا خرجتم من المسجد فتفرّقوا لتقرؤوا القرآن وتسبّحوا الله فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق تكلمتم وضاعت أوقاتكم .
وعن موسى بن إسماعيل قال: كان حماد بن سلمة مشغولاً وقته كله إما أن يحدِّث أو يقرأ أو يسبِّح أو يصلي قد قسم النهار على ذلك .
ذكر علماء التراجم في سيرة الجنيد بن محمد أنه حين أتته سكرات الموت أخذ يقرأ القرآن فأتى الناس -قرابته وجيرانه- يحدّثونه وهو في مرض الموت فسكت وما حدثهم واستمر في قراءته فقال له ابنه: يا أبتاه! أفي هذه الساعة تقرأ القرآن؟! . فقال: ومن أحوج الناس مني بالعمل الصالح؟ فأخذ يقرأ ويقرأ حتى قُبضت روحه.
كان معروف الكرخي يعتمر فأتى من يقص شاربه فحلق رأسه ثم قال للقصاص: خذ من شاربي فأخذ معروف يسبِّح الله فقال له القصاص: أنا أقص شفتك اسكت قال: أنت تعمل وأنا أعمل . وذكروا عنه أنه ما رئي إلا متمتماً بذكر الله. ورووا عنه أنه كان إذا نام عند أهله سبّح فلا يستطيعون النوم.
وعن ابن عساكر قال: كان الإمام سليم بن أيوب لا يدع وقتاً يمضي بغير فائدة إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ وكان إذا أراد أن يعدّ القلم للكتابة حرّك شفتيه بالذكر حتى ينتهي من ذلك .