هيا بنا نؤمن ساعة..

  • PDF

* الشيخ محمد حسان
أولاً: جدد إيمانك.
ثانيـاً: قسوة القلوب وقلة الخوف من علام الغيوب.
ثالثـاً: إلى أين المصير؟!
وأخيراً: متى ستتوب؟!!
فأعيروني القلوب والأسماع والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولى الألباب.
أولاً: جدد إيمانك.
أخى الحبيب: إن الإيمان قول وعمل الإيمـان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان والزلات قال جل وعلا : ] هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ [ [ الفتح : 4 ].
وفي الحديث الذى رواه (( ما من القلوب إلا وله سحابة كسحابة القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم فإذا تجلت عنه أضاء
فإذا تراكمت سحب المعاصي على القلب حجبت السحب نور الإيمان في القلب كما تحجب السحابة الكثيفة نور القمر عن الأرض فإذا انقسعت السحب ظهر نور القمر لأهل الأرض مرة أخرى كذلك إذا انقشعت سحب المعاصي والذنوب عن القلب ظهر نور الإيمان في القلوب فلا بد من تعهد القلب ولابد من تجديد الإيمـان في القلب وزيادته من آن لآخـر وذلك بتعويض القلب بمواد تقوية الإيمان بالله جل وعلا ومن هذه المواد المقوية للإيمـان قراءة القرآن وذكر الرحمن والصـلاة على النبى عليه الصلاة والسلام والاستغفار وزيارة القبـور وزيارة المرضى والمحافظـة على الصلوات في جماعة بالمساجد والإنفاق على الفقراء والمساكين والإحسان إلى الأرامل واليتامى والمحرومين .
هذه بعض الأعمال التي تقوى وتجدد الإيمـان في القلب فإن القلب هو الملك والأعضاء والجـوارح هم جنوده ورعاياه فإن طاب الملك طابت الجنود والرعايا وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا .
كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير أن البشير النذير صلى الله عليه وسلم   قال (( …إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )) 
فلابد من تعهد حال الإيمـان في القلب .. ولابد من تجديد الإيمان في القلب . ووالله الذي لا إله غيره لا أعلم زمان قست فيه القلوب وتراكمت فيه الذنوب على الذنوب وقل الخوف من علام الغيوب كهذا الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز.
ثانياً: قسوة القلوب وقلة الخوف من علام الغيوب.
قال تعالى: ] أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [ [ الحديد : 16 ].
ألم يأن لقلوب من وَحّدوُا الله وآمنوا برسوله صلى الله عليهوسلمل   أن تخضع لعظمة الله تبارك وتعالى وأن تزعن لآمره وأن تجتنب نهيه وأن تقف عند حدوده تبارك وتعالى.
إخوتي الكرام: إن قلة الخوف من الله جل وعلا ثمرةٌ مرةٌ لقسوة القلب وظلمته ووحشته فمنا الآن من يستمع لكلام الرحمن يتلى ولا تدمع عينيه ولا يتحرك قلبه ولا تلين جوارحه ولايقشعر جلده !!! ذلك أن القلوب قست لأن القلوب في وحشة وأن القلوب في ظلمه فقلة الخوف من الله  وإن الخوف من الرحمن ثمرة حلوة للإيمان فعلى قدر إيمـانك بالله وعلى قدر حبك لله وعلى قدر علمك بالله وعلى قدر معرفتك بالله جل وعلا يكون حياؤك وخوفك ومراقبتك لله تبارك وتعالى قف على هذه القاعدة ليتبين كل واحد منا الآن : هل يحمل في صدره قلباً رقيقاً أم قلباً قاسياً وهو لا يدرى؟!!
قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ.
فعلى قدر علمك ومعرفتك بالله يكون خـوفك من الله . فيا من تتجرأ على المعصية يا من ترخى الستور وتغلق الأبواب وتبارز الله جل وعلا بالمعصية وأنت تظن يا مسكين أنه لا يسمعك ولا يراك أحد فاعلم أيها المسكين وكن على يقين أنك لا تعرف الله جل وعلا وعلى قدر علمك بالله يكون حياؤك منه كما قال أعرف الناس بالله رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم   
… أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له … 
وكان النـبي صلى الله عليه وسلم    يصلى ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء وهو الذى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم   خطبـة ما سمعت مثلها قط فقال : (( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )) قال : فغطىَّ أصحاب رسـول الله صلى  الله عليه وسلم   وجوههم ولهم خنين (( الخنين : شبيه بالبكاء مع مشاركة في الصوت من الأنف  .
ورد في مسند الإمـام أحمد وسنن الترمذي بسند صحيح بالشواهـد من حديث أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم   قال: (( كيف أنعم وقد التقم صاحب صاحب القرن القرن وحنا جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ؟ فكأن ذلك ثَقُلَ على أصحابه فقالوا: فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول؟ قال : قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيـل على الله توكلنا وربما قـال : توكلنا على الله .
والله لو وقفت على خوف النبي صلى الله عليه وسلم   من ربه وهو أعـرف الناس به وأتقى الناس له وأخشى الناس منه لرأيت العجب العجاب.