كيف يتعامل المسلم مع منغّصات الدنيا؟

  • PDF

الداعية راتب النابلسي يجيب:
كيف يتعامل المسلم مع منغّصات الدنيا؟ 
يرى الداعية الإسلامي الدكتور محمد راتب النابلسي أن المسلم ينبغي أن يقضي أيامه كلها وهو يشعر بالرضا والسعادة فكيف له أن يحقق ذلك وسط منغصات عديدة مثل ضيق العيش والمرض والفقد وغيرها من مصائب الدنيا؟
وأضاف النابلسي قائلًا لو أن طالبًا بسنة التخرج وفي اختبار أصعب مادة كتب إجابات تامة وتوقع أن يأخذ علامة كاملة ثم ذهب بعدها إلى مطعم ليأكل وكان الطعام سيئًا فهو لا ينزعج .
وتابع وبالتالي إذا تحققت أهداف الإنسان الكبرى تصبح المشكلات والمنغصات الأخرى لا قيمة لها لأنها تمضي وهذه الحياة عبارة عن منغصات ستذهب .
وأضاف النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لقدْ أُخِفتُ في اللَّهِ وما يُخافُ أحدٌ ولقدْ أُوذِيتُ في اللَّهِ وما يُؤذَى أحدٌ ولقدْ أتَتْ عليَّ ثلاثونَ مِنْ بينِ يوم وليلة وما لي ولِبلال طعامٌ يأكلُهُ ذو كَبِد إلّا شىءٌ يُواريهِ إبْطُ بلال ). ويقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} .
وأوضح إذن علّة وجودنا في هذا الحياة هي الابتلاء والبطولة ليست ألا تُبتلى ولكن أن تنجح في الابتلاء. وعندما يفهم المسلم أن الابتلاء هو قدره في الدنيا فهو يهيىء نفسه أن ينجح فيه ولا يمكن لأي مسلم أن يصل إلى الجنة إلا بعد الابتلاء .
وأردف سُئل الشافعي: ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟ قال (لن تُمكّن قبل أن تُبتلى). إذن الابتلاء هو قدرنا وعلة وجودنا وينبغي على المسلم أن يوطّن نفسه عليه والبطولة أن ينجح فيه .
واستطرد عندما يستقيم المسلم على أمر الله ينشأ له (خط ساخن) مع الله وهذا الخط يسعده وينسيه كل السلبيات في الحياة .