هذه ثمرات الصبر على هموم الدنيا

  • PDF


إمام وخطيب المسجد النبوي:
هذه ثمرات الصبر على هموم الدنيا
هموم الدنيا اختبار ألهي للعبد المؤمن لقياس مدي إيمانه وثباته وطاعته لربه حيث يشكل الصبر على هذه الهموم دليلا على صبر المؤمن على اختبار ربه وبل مؤشر على عديد من النعم التي سيهبها الله لعبده وفي مقدمتها إزالة الهموم وتفريج الكروب ورفع الدرجات في يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم .
الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي تطرق لثواب الصبر على الهموم في الدنيا بالقول إن من صبر على هموم الحياة اختياراً لا إكراهاً واحتسب الأجر كافأه الله خيراً على ما أصابه وأخلفه الرضا.
*هذا جزاء الصبر على الهموم في الدنيا
خطيب المسجد النبوي الشريف خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة أن الهمّ والغمّ والكرب ابتلاء قد يصيب المرء في حياته فإن صبر واحتسب ولزم طاعة ربّه يقيناً برحمته جلّ وعلا فرّج الله همّه ودفع عنه ما يضّره ورفع درجته وأثابه خيراً في دنياه وآخرته.
ومضي للقول: إن الحياة المادية بلغت أوجها لكنها لم تشف غليل النفس ولم تشبع رغباتها المتناسقة مع طبيعتها التي خلقها الله عليها فتزعزعت النفس وقسا القلب وانحسر معنى التوكل واليقين والرضا وتسلّل إلى النفس الهم والقلق وخيّم عليها الحزن .
الشيخ الثيبيتي قال في خطبته: هذه الهموم إذا تمكّنت من المرء فإنها تعيق انطلاقه وتشتّت أفكاره وتشلّ حركته وتنخر في جسده وتفسد عليه ابتهاج حياته وتحشره في نفق الكآبة والاكتئاب فتحيل حياته ضنكاً وعيشه نكداً وإذا اتّسعت مساحة الهمّ فإنه يكسر من النشاط في الطاعة ويقبض من عنان جواد سعي المسلم إلى مراضي الله عزّ وجل.
وأشار إلى أن الصلاة يناجي فيها المهموم ربّه ويسكب بين يديه همومه ويبثّ شكواه ففوق العرش رحمن رحيم أرحم بالعبد من نفسه يسمع نجوى المهموم وأنين المكلوم ويستجيب الدعاء قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ .
*كيف تصبر على الهموم في الدنيا؟
ونبه إلى أن من صبر على هموم الحياة اختياراً لا إكراهاً واحتسب الأجر كافأه الله خيراً على ما أصابه وأخلفه الرضا قال سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
وأشار إلى أن المسلم المبصر يقي نفسه من آفات الهموم وآلام الغموم بالإحسان في الصدقات ورفع كرب المكروبين من الفقراء والضعفاء والمساكين فإن من فرّج كربة مسلم فرّج الله كَرْبه قال تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
وعاد خطيب المسجد النبوي للقول: إن من صبر على هموم الحياة اختياراً لا إكراهاً واحتسب الأجر كافأه الله خيراً على ما أصابه وأخلفه الرضا لافتاً إلى أن الحياة المادية بلغت أوجها لكنها لم تشف غليل النفس ولم تشبع رغباتها المتناسقة مع طبيعتها التي خلقها الله عليها فتزعزعت النفس وقسا القلب وانحسر معنى التوكل واليقين والرضا وتسلّل إلى النفس الهم والقلق وخيّم عليها الحزن .
واستطرد قائلا: هذه الهموم إذا تمكّنت من المرء فإنها تعيق انطلاقه وتشتّت أفكاره وتشلّ حركته وتنخر في جسده وتفسد عليه ابتهاج حياته وتحشره في نفق الكآبة والاكتئاب فتحيل حياته ضنكاً وعيشه نكداً وإذا اتّسعت مساحة الهمّ فإنه يكسر من النشاط في الطاعة ويقبض من عنان جواد سعي المسلم إلى مراضي الله عزّ وجل.
هذه الجوائز الكبرى التي وعد الله الصابرين على الهموم في الدنيا بها تشجع المسلم على التماسك والرضا على ما ابتلاه الله به من هموم وأزمات باعتبار ان فضيلة الصبر هنا ستكون مقدمة لرفع البلاء وتفريج الكروب وإزالة الهموم وصولا إلى نيل رضا الله والحصول على مقام كريم في جنة الخلد.