هكذا كان الصحابة يحبون رسول الله

  • PDF

في رياض حب النبي المصطفى
هكذا كان الصحابة يحبون رسول الله
حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا لا يوصف وندر أن يوجد لقد فدوه بأرواحهم وأنفسهم وأموالهم وما يملكون كونه جاء دفاعًا عن الحق الذي جاء النبي مرسلاً به.
وهناك صور كثيرة جدًا تدل على حرص الصحابة على إرضاء رسول الله والدفاع عنه من هذا موقف الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وله في هذا مواقف كثيرة منها موقفه مع عروة بن مسعود حيث عروة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه... الحديث.
وهذا ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان شديد الحب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغيَّر لونه يعرف الحزن في وجهه فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما غيَّر لونك؟ ) فقال: يا رسول الله ما بي مرض ولا وجع غير أنّي إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أني لا أراك لأنك تُرفَع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا فنزلت قول الله تعالى: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا } النساء: 69 .
ومن صور حب شباب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( بينما أنا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبِرْت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا قال: فتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال مثلها. قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه فقال: أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء ) رواه البخاري