الأسماء المحرمة والأسماء المكروهة في الإسلام

  • PDF

مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْء
الأسماء المحرمة والأسماء المكروهة في الإسلام
الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن . وهناك أيضا أسماء يحرم التسمية بها وأسماء يكره تسمية المولود بها. 
*الأسماء الممنوعة شرعا:
يقول الشيخ محمد صالح المنجد: نعم هناك أسماء ممنوعة شرعاً لا يجوز التسمية بها ومن أمثلـة ذلك: (1)تحرم التسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالى كالخالق والقدوس أو بما لا يليق إلا به سبحانه وتعالى كملك الملوك وهذا محل اتفاق بين الفقهاء. 
وأورد ابن القيم في كتابه (تحفة المودود ) فيما هو خاص بالله تعالى: الله والرحمن والحكم والأحد والصمد والخالق والرزاق والجبار والمتكبر والأول والآخر والباطن وعلام الغيوب. ومما يدل على حرمة التسمية بالأسماء الخاصة به سبحانه وتعالى كملك الملوك مثلاً: ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه – ولفظه في البخاري – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أخْنَعَ اسْم عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأمْلاكِ . 
ولفظه في صحيح مسلم: أغيظ رجل على الله يوم القيامة أخبثه واغيظه عليه: رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله . أما التسمية بالأسماء المشتركة التي تطلق عليه تعالى وعلى غيره فيجوز التسمي بها كعليّ ولطيف وبديع. قال الحصكفي: ويراد في حقّنا غير ما يراد في حق الله تعالى. 
(2)وتحرم التسمية بالأسماء التي لا تليق إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم كسيد ولد آدم وسيد الناس وسيد الكل لأن هذه الأسماء كما ذكر الحنابلة لا تليق إلا به صلى الله عليه وسلم. 
(3)وتحرم التسمية بكل اسم معبد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى كعبد العزى وعبد الكعبة وعبد الدار وعبد علي وعبد الحسين وعبد المسيح أو عبد فلان … إلخ. 
هذا والدليل على تحريم التسمية بكل معبّد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى ما رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد رضي الله عنه قال: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون: عبد الحجر فقال له: ما اسمـك؟ فقال: عبد الحجر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنت عبد الله .
(4)التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله. 
(5)ويحرم التسمية بأسماء الشياطين كإبليس وخنزب وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك. الأسماء المكروهة شرعا: أما الأسماء المكروهة فيمكن تصنيفها على ما يلي:
(1)تكره التسمية بما تنفر منه القلوب لمعانيها أو ألفاظها أو لأحدهما لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء.
(2)ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير كفاتن ومغناج. (3)ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق المجّان من الممثلين والمطربين وعُمَّار خشبات المسارح باللهو الباطل. ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى. 
(4)ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية.
(5)وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة.
(6)التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم. والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها وقد عظمت الفتنة بها في زماننا فيلتقط اسم الكافر من بلاد الغرب وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان. 
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن فهو معصية كبيرة وإثم وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين فهذا على خطر عظيم وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها وتغييرها شرط في التوبة منها.
(7)ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة مثل كلب وحمار وتيس ونحو ذلك. (8)وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام. 
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة فظاهره الحرمة لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله تعالى الله عن قولهم. 
(9)وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم مثل: طه يس حم.. ( وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فغير صحيح ). 
(10)الأسماء التي تحمل تزكية مثل: بّرة وتقي وعابد … روى مسلم في صحيحه عن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم فقالوا: بم نسميها؟ قال: سموها زينب وكانت زينب بنت جحش تسمى برة فسماها صلى الله عليه وسلم زينب.