ترسيخ محبة الرسول في نفوس الأطفال

  • PDF

في رياض حب النبي صلى الله عليه وسلم
ترسيخ محبة الرسول في نفوس الأطفال
هناك أسباب كثيرة تدعو المسلم لحب النبي صلى الله عليه وسلم. منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم ناصح أمين لأمته فعلى يديه استقبل الناس الوحي الذي هو نجاة لهم من الظلمات وطريق لهم للنور.
قال تعالى: لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ومنها: كمال رأفته ورحمته بأمته وحرصه على هدايتها فقد قال الله تعالي واصفا هذه الرأفة والرحمة بقوله: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم: 
وقد أوجب الله على المسلمين محبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته وجعل طاعة الرسول من تمام طاعة الله تعالى فقال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله: وقال أيضا: من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً: وعندما سمع الصحابة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..)). 
أحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم حبًّا ملأ عليهم أفئدتهم وحبهم له ليس كحبهم لأنفسهم بل أشد من حبهم لأنفسهم فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه: عن عبد الله بن هشام: كنا مع النبي وهو آخذ بيده عمر فقال عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك قال عمر: فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال: الآن يا عمر)). 
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون أبنائهم من الصغر حب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينشأ الطفل وهو يحمل حب النبي صلى الله عليه وسلم: وتنشئة الأطفال على حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون على عدة طرق يذكرها فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:
1 – أن نقص على أطفالنا ما ورد من قصص أطفال الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم وقتالهم لمن يؤذيه وسرعة استجابتهم لندائه وتنفيذ أوامره وحبهم لما يحبه صلى الله عليه وسلم وحفظهم للأحاديث النبوية:
2 – أن يحاول الوالدان أن يحفّظوا أولادهم ما تيسر من الأحاديث ويكافؤهم على الحفظ ومما ورد في ذلك قول الزبيري: كانت لمالك بن أنس ابنة تحفظ علمه – يعني الموطأ – وكانت تقف خلف الباب فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه:
وعن النضر بن الحارث قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال لي أبي: يا بُني اطلب الحديث فكلما سمعتَ حديثاً وحفظتَه فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا:
3 – أن يشرحوا لهم ما يناسب إدراكهم من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومغازيه وسير الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم حتى ينشأوا على حب هؤلاء الصفوة ويتأثروا بسلوكهم ويتحمسوا للعمل والإخلاص في سبيل تقويم أنفسهم ونصر دينهم:
ولقد حرص الصحابة والسلف على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقينها لأطفالهم حتى إنهم لَيُقرئونها مع تعليم القرآن لأنها الترجمان لمعاني القرآن مع ما فيها من إثارة العاطفة ومشاهدة الواقع الإسلامي ولما لها من تأثير عجيب في النفس ولما تحمل في طياتها من معاني الحب والجهاد في إنقاذ البشرية من الضلال إلى الهدى ومن الباطل إلى الحق ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام:
ولابد أن ينتقي الأب أو الأم وهما يقصان على الأطفال من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم ما يثير وجدانهم مثل: طفولته صلى الله عليه وسلم وبعض حياته عند حليمة السعدية وكيف أغدق الله تعالى الخير والنعم على حليمة وأسرتها بسبب صلى الله عليه وسلم وليلة الهجرة كيف أغشى الله أبصار المشركين وغير ذلك من الجوانب التي تظهر العناية الربانية به فيمتلأ قلب الطفل أو الطفلة بحب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحبذا لو خصص الوالدان لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاً مناسباً من درس الأسرة اليومي يقوم فيه الأطفال بالقراءة من الكتب المبسطة أو ينتقي منها الأب أو الأم ما يلائم سن الأطفال: