الخشوع.. العبادة الجليلة

  • PDF

وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
الخشوع.. العبادة الجليلة
الخشوع عبادة جليلة تصرف الشيطان ومظهر من مظاهر الإخلاص وهي أول ما يرفع من العبادات.
وقد ذكر الله تعالى أن الخاشعين لهم حال خالص فمدحهم ووعدهم بالفلاح وقد مدح الله في كتابه الخاشعين المنكسرين لعظمته فقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}(الأنبياء/90) وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}الأحزاب/35.
*بُشريات للخاشعين من كتاب الله:
ومن البشريات والفضائل التي اختص الله بها الخاشعين أنهم أُولى المنازل التي يحطُّ فيها الخاشعون رِحالَهم : مغفرةٌ من الله تمحق السيئات وتزيد الحسنات والأجر العظيم. قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}آل عمران/199
ومن البشريات للخاشعين أنهم موعودون بالفلاح قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}المؤمنون/1 2.
والخشوع طريقٌ إلى أعالي الفردوس: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(هود/23) وقال تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}المؤمنون/10 11.)
والخشوع ثباتٌ على منهج الله قال تعالى: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم .
*الخشوع أول ما يرفع من الأرض:
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الخشوع أول ما يرفع فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أول ما يُرفع من الناس: الخشوع وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أول شيء يُرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعـًا ..
وقال حذيفة - رضي الله عنه -: أول ما تفقدون من دينكم: الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم : الصلاة .
*الخشوع قرين التواضع:
ولأن الخشوع يعني الانكسار وهو عمل قلبي فغن ما يظهر منه للناس التواضع لهم ولهذا فيرى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن الخشوع يتضمن معنيين: أولهما: التواضع والتذلل.
والثاني: السكون والطمأنينة يقول: وذلك مستلزم للين القلب ومناف للقسوة فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضاً ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا: التواضع والسكون .
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا تُستجاب .(رواه مسلم).