هذه أنواع الستر في الدنيا..

  • PDF

حفظ العورات وأسرار وزلات الناس
هذه أنواع الستر في الدنيا..
الستر خلق إسلامي عظيم أمرنا الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالتحلي به وبه يبعد المسلم عن هتك أسرار الآخرين وإفشاء ما وقعوا فيه وتتبع عوراتهم ومن هنا تنتشر الطمأنينة والثقة بين أفراد المجتمع وتكون هناك أمام العاصين فرصة للتوبة إلى الله ومراجعة أنفسهم.
ونتعرف على أنواع الستر وهي نوعان:
النوع الأول: ستر العورات:
المؤمن يستر عورته ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها.
قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} المؤمنون: 5-6.
وهؤلاء وصفهم الله أنهم هم المفلحون: {قد أفلح المؤمنون} وهذه من صفاتهم أنهم يحفظون فروجهم وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عوراتنا ما نأتي منها وما نذر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك فقال الرجل: إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها .
قال السائل: إذا كان أحدنا خاليا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أحق أن يستحيا منه من الناس أبو داود والترمذي وابن ماجة.
هدي نبوي: أقيلوا ذوى العثرات عثراتهم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة .
كما قال صلوات الله وسلامه عليه: من كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته (رواه ابن ماجة) بحسب ما ذكر الشيخ خالد الشيخ في بحث له.
*النوع الثاني: ستر أصحاب الزلات والعثرات
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة البخاري.
وجاء رجل اسمه هزال بماعز الأسلمي ليقام عليه الحد في الزنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: لو سترته بثوبك كان خيرا لك المنذرى وصححه الألباني 7790.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أقيلوا ذوى العثرات عثراتهم رواه أبو داود والنسائي.
عقبة بن عامر كان له كاتب وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر فقال يوما لعقبة إن لي جيرانا يشربون الخمر وسأبلغ عنهم الشرطة ليأخذوهم فقال له عقبة: لا تفعل وعظهم فقال الكاتب: نهيتهم فلم ينتهوا والشرطة عقابهم فقال عقبة: ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءدة (رواه أبو داود).
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان جالسا بين مجموعة من أصحابه منهم جرير بن عبد الله البجلى فأخرج أحد الجالسين صوتا فأراد عمر أن يأمره ليقوم فيتوضأ فقال جرير: أنتوضأ جميعا؟ فسر عمر بمقالته وقال: رحمك الله يا جرير نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام .
النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم
قال عنه عمر: جرير هو يوسف هذه الأمة لجماله وجهه رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخوله عليه: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه .
ومضى الشيخ خالد الشيخ في بحثه قائلاً: قال عبد الرحمن بن عوف: خرجت مع عمر ليلا فبينما نحن نمشى إذ ظهر لنا سراج فانطلقنا نقصده فلما دنونا منه إذا باب مغلق على قوم لهم لغط وأصوات فأخذ عمر بيدي وقال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم يشربون الخمر فماذا ترى؟ قال بن عوف: أرى أن نرجع فالله عز وجل يقول: {ولا تجسسوا} فرجع عمر وتركهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم (صححه الألباني صحيح الجامع 2295) فلا تفضح الناس واستر عليهم يستر الله عليك دنيا وآخرة.
والناس نوعان:
الأول: ذوى الهيئات أو بيوت محترمة وأناس محترمون.
والنوع الثاني: أناس فاسقون فجرة.
الرجل المحترم والسيدة المحترمة العفيفة لو بدر منها أو منه خطأ فاستر ولا تفضح: لا تكن عونا للشيطان على أخيك أو أختك.
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: رأيت فلانا يزنى بفلانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا سترته بثوبك .