8 آيات في سورة النساء لأمة محمد..

  • PDF

يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
8 آيات في سورة النساء لأمة محمد..
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا .النساء: 28.
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:
فسبحانه بعد أن قال: {يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} ليبصر و{يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} ليغفر والآن يقول: {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} ليسر وهي ثلاثة أمور هامة. ويقول سيدنا ابن عباس - رضي الله عنه وعن أبيه -: في سورة النساء ثماني آيات لأمة محمد هي خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب:
الأولى قول الحق: {يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} النساء: 26.
والثانية هي قول الحق: {وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} النساء: 27.
والثالثة هي قول الحق: {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]. والرابعة هي قول الحق: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً} النساء: 31.
والخامسة هي قول الحق: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰ إِثْماً عَظِيماً} النساء: 48.
والسادسة هي قوله سبحانه: {وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء: 110.
والسابعة هي قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} النساء: 40.
{مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} [النساء: 147]. هذه هي الآيات الثماني التي لم تؤت مثلها أ] أمة إلا أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
*ما هو ضعف الإنسان؟
ومنها قول الحق: {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً}. وما هو ضعف الإنسان؟. الضعف هو أن تستميله المغريات ولا يملك القدرة على استصحاب المكافأة على الطاعة أو الجزاء على المعصية لأن الذي تتفتح نفسه إلى شهوة ما يستبعد غالباً - خاطر العقوبة وعلى سبيل المثال لو أن السارق وضع في ذهنه أن يده ستقطع إن سرق فسيتردد في السرقة لكنه يقدر لنفسه السلامة فيقول: أنا أحتال وأفعل كذا وكذا كي أخرج.
إذن فضعف الإنسان من ناحية أن الله جعله مختارا تستهويه الشهوات العاجلة لكنه لو جمع الشهوات أو صعد الشهوات فلن يجد شهوة أحظي بالاهتمام من أن يفوز برضاء ولقاء الله في الآخرة.
وقول الحق: {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً} نلحظ فيه أن التخفيف مناسب للضعف والضعف جاء من ناحية أن الإنسان أصبح مختاراً وخاصة في أمور التكليف فالذي جعل فيه الضعف جعله مختاراً يفعل كذا أو يفعل كذا ولكل أمر مغرياته. ومغريات الشهوات حاضرة. ومغريات الطاعة مستقبله فهو يغلب دائماً جانب الحاضر على جانب المستقبل.