هكذا باع الصحابي أبو الدحداح دنياه بآخرته..

  • PDF


مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
هكذا باع الصحابي أبو الدحداح دنياه بآخرته..
لم يكن الصحابة رضوان الله تعالى أجمعين كغيرهم من عموم الناس فقد باعوا دنياهم بآخرتهم ورضوا بما عند الله وما عند الله خير وأبقى.
ومما يدلل على رغبة الصحابة رضوان الله عليهم في رضا الله وحرصهم على الفوز يوم العرض ما فعله الصحابي الجليل أبو الدحداح فمن أبو الدحداح وماذا فعل؟
*اسم أبو الدحداح ونسبه:
اشتهر هذا الصحابي بهذه الكنية بين الصابة فو أبو الدحداح وقيل: أبو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري وقال أبو عمر: لا أقف على اسمه ولا نسبه أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم. وقيل: ثابت بن الدحداح هو أبو الدحداح الأنصاري ولما توفي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي فقال: هل كان له فيكم نسب؟ قال: لا فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن المنذر.
*أبو الدحداح والبستان:
روي عن أنس أنَّ رجلاً أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إن لفلان نخلة وإن قوام حائطي بها فأمره أن يعطيني إياها حتى أقيم بها حائطي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى فأتى أبو الدحداح الرجل فقال: بعني نختلك بحائطي ففعل فأتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إني ابتعت النخلة بحائطي فاجعلها له فقد أعطيتكها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارًا فأتى أبو الدحداح امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فقد بعته بنخلة في الجنة فقالت: ربح البيع ربح البيع أو كلمة تشبهها.
وقد نزل في هذه الصحابي الجليل هذه الآيات من سورة البقرة فعن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية: {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} قال أبو الدحداح الأنصاري: وإنَّ الله ليريد منا القرض قال: نعم يا أبا الدحداح قال: أرني يدك يا رسول الله قال: فناوله رسول الله يده قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي قال: وحائطه له فيه ستمائة نخلة.
*استشهاد أبو الدحداح:
كان الصحابي الجليل صاحب مواقف رائعة حتى في اللحظات الأخيرة من حياته فقد روى الواقدي عن عبد الله بن عامر قال: قال ثابت بن الدحداح يوم أحد والمسلمون أوزاع: يا معشر الأنصار إليَّ إليَّ إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فأنفذه فوقع ميتًا وقتل من كان معه.