اللعن.. الآفة العظيمة

  • PDF


 تحذير نبوي للمؤمنين
اللعن.. الآفة العظيمة 
يتساهل البعض في اللعن والسب وهذا ليس من أخلاق الإسلام.. بل على المسلم أن يضبط لسانه وكلامه وألا يصب اللعنات على الناس.
*حفظ اللسان:
فحفظ اللسان من الأمور التي أرشد إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ودعنا إليها الإسلام إذ اللسان يمكن أن يورد صاحبه المهالك فربما كلمة واحدة ترفع صاحبها درجات وأخرى تهبط به دركات ومما يدل على عظم خطورة اللسان قوله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظنُّ أن تبلغ ما بلغت يكتُبُ الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله ما كان يظنُّ أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه .
*تحذير النبي من اللعن:
ومما يورد صاحبه المهالك إطلاق اللعن والتساهل فيه وهو مما حذر منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة من اللعن ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي. قال الطيبي: (ولا اللّعّان) أي الذي يُكثر لعن الناس بما يبعدهم من رحمة ربهم إما صريحا كأن يقول: لعنة الله على فلان أو كناية كغضبه عليه أو أدخله النار . وقال الصنعاني: واللّعّان اسم فاعل للمبالغة بزنة فعال أي كثير اللعن ومفهوم الزيادة غير مراد فإن اللعن محرم قليله وكثيره . وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار) رواه الترمذي.
*لماذا نهينا عن اللعن؟
والنهي عن اللعن له سبب ومنك أسبابه أنه ربما يعود عليك اللعن أنت أيها اللاعن وتكون مطرودا من رحمة الله إن لم يكن ما لعنته من أشخاص أو أشياء أهلا للعن ولهذا فالبعد عن اللعن أولى بكثير يقول ابن عثيمين: يعني لا يلعن بعضكم بعضا بلعنة الله فيقول لصاحبه لعنك الله ولا بغضبه فيقول غضب الله عليك ولا بالنار فيقول أدخلك الله النار كل هذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قدْ يُقال لمن لا يستحقه .
وقد ورد في هذا المعنى ما جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابُها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها) رواه أبو داود.
ومن يتأمل هذا يجد أن وقعه شديد والتحذير منه والبعد عنه أسلم للمرء في دينه ودنياه.
*حفظ اللسان دليل على استقامة القلب:
وعلى المؤمن دائما ان يكن حيث أراد الله وأن يستخدم جوارحه فيما يرضى الله فعن أنس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جارُه بوائقه .
ولهذا فالكلمة في الإسلام لها شأن عظيم ولا يستهان بها بل ولا يمكن لعاقل أن يتجاهل خطورتها فهي مفتاح للجنة أو النار.