هذه العبادات تحمي من المهلكات والخبائث

  • PDF

يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
هذه العبادات تحمي من المهلكات والخبائث 
إحسان الظن بالله وإحسان العمل والتقرب إلي الله بالفرائض والنوافل والعمل بما يرضي وتجنب نواهيه وتطهير القلب من الأدران من العمل الطاعات التي تقرب العبد من ربه وتنجيه من الشرور والموبقات والمهلكات شريطة أن يكون عمله خالصا لوجه الله.
هذه الطاعات المنجية من المهالك هيمنت علي خطبة الجمعة التي ألقاها من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف حيث أوضح  إن أعمال القلوب أساس عمل الجوارح لذا فإن الصحابة رضي الله عنهم اعتنوا بعمل القلوب مؤكدًا أن عمل الجوارح هو أركان الإسلام الخمسة.
*إحسان الظن بالله والجائزة الكبرى
الحذيفي أوضح كذلك أن الغاية والحكمة من العبادات لله تعالى هي أن الوجود لا يصلح إلا بها فقال الله تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمر الناس بعبادته.
واستشهد خطيب المسجد النبوي بما قال تعالى في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
وأشار الحذيفي إلى أن هذه الآية العظيمة في أول سورة بعد الفاتحة يأمر الله تعالى بعبادته إحساناً من ربنا وكرماً ورحمة وإعداداً للإنسان وإمداداً له ليرقى في درجات الكمال البشري في الدنيا بإصلاحها بسنن الله المرضية التي أرشد إليها عباده الصالحين وليترقى الإنسان في درجات العبادة ليبلغ ما قدره الله له من الكمال بهذه العبادة. 
وعن الكيفية التي يصلح بها الإنسان نفسه أضاف الحذيفي: وليصلح الإنسان نفسه بعبادة ربه التي اشتملت على جميع الأعمال الصالحات وحفظت العبد من الخبائث والشرور والمهلكات وضمنت له نعيم الآخرة في الجنات فقد تكفل الله لمن قام بعبادته بالنجاة في الآخرة من العذاب ذي الدركات ولأن عبادة الله هي التي تحفظ حقوق الله وهي الوسيلة إليه وتحفظ حق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تحفظ حق الوالدين وحق ولي الأمر وحق الأقرباء وحق الخلق على بعضهم.
ونبه خطيب وإمام الحرم النبوي إلي أن جزاء من قام بهذه العبادة ما قال الله عز وجل: يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ* يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب   وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ.
*المؤمنون والأعمال الصالحة
لفت  إلى أن الناس درجات في القيام بعبادات الله درجات بعضها فوق بعض فأعلى الناس درجة في عبادة الله من إذا قام بعمل صالح أراد به رضوان الله وثوابه فهو يجمع بين الأمرين وهذه الدرجة للمهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فقال تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا والناس في مرادهم بالعمل الصالح فضلاً من الله وهو ثوابه ورضوان الله وقال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وقال تعالى: إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي.
ونصح قائلاً: فلحرص على أن تريد رضوان الله أولاً مع رجاء ثوابه لتكون ممن أتبعهم بإحسان والدرجة التي دون الأولى القيام بالعمل الصالح يريد به الثواب من الله ويغفل أحياناً أن يستحضر رضى الله فهو على خير وعمله مجزى عليه الجزاء الأوفى قال تعالى: وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
ولفت الحذيفي  إلى أن الدرجة الثالثة أن يقصر في بعض الأعمال ويغشى بعض المحرمات تقصيراً لا يبطل أعماله ويحبطها فإن مات على ذلك فهو تحت رحمة الله إن شاء رحمه وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه وأقل الدرجات وأخطرها الدرجة الرابعة وهو أن يدخل في العبادة ويخرج منها ويدخل فيها ويخرج فهو على ما مات عليه إن كان خارجاً من العبادة فهو في النار وإن مات وهو داخل في العبادة حاسبه الله على ظلمه لنفسه أو لغيره فهو تحت فضل الله وعدله قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ.
وعاد خطيب الحرم النبوي للقول إن الفائز من عباد الله سبحانه وتعالى وأحسن العمل وظن بربه خيراً مشيرًا إلى أن من قام بالواجبات واجتنب المحرمات ييسر الله سبحانه وتعالى أمره ويقيه المهلكات.
*الأعمال الصالحات والحفظ من الخبائث
واستشهد الحذيفي بما قال الله تعالى  في كتابه العزيز: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وفي الحديث القدسي أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر الناس بعبادته فقال في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
وأضاف أن في هذه الآية العظيمة في أول سورة بعد الفاتحة يأمر الله تعالى بعبادته إحساناً من ربنا وكرماً ورحمة وإعداداً للإنسان وإمداداً له ليرقى في درجات الكمال البشري في الدنيا بإصلاحها بسنن الله المرضية التي أرشد إليها عباده الصالحين وليترقى الإنسان في درجات العبادة ليبلغ ما قدره الله له من الكمال بهذه العبادة.
وتابع: وليصلح الإنسان نفسه بعبادة ربه التي اشتملت على جميع الأعمال الصالحات وحفظت العبد من الخبائث والشرور والمهلكات وضمنت له نعيم الآخرة في الجنات فقد تكفل الله لمن قام بعبادته بالنجاة في الآخرة من العذاب ذي الدركات ولأن عبادة الله هي التي تحفظ حقوق الله وهي الوسيلة إليه وتحفظ حق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تحفظ حق الوالدين وحق ولي الأمر وحق الأقرباء وحق الخلق على بعضهم. 
وخلص في نهاية خطبته للقول أن جزاء من قام بهذه العبادة ما قال الله عز وجل: يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ* يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَاف مِّن ذَهَب وَأَكْوَاب   وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ .