مسيرة العودة متواصلة بغزة

الجمعة, 12 أكتوبر 2018

الضفة تتأهب والاحتلال يستنفر
**
تواصلت مسيرات العودة الشعبية فعاليتها المختلفة في قطاع غزة للجمعة التاسعة والعشرين على التوالي في ظل حالة استنفار أمني صهيوني على السياج الأمني الفاصل مع القطاع وفي مختلف مدن الضفة الغربية بحثا عن منفذ عملية إطلاق النار قرب سلفيت الأحد الماضي.
ق.د/وكالات
أطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار على اس الجمعة جمعة انتفاضة القدس مشددة على أهمية تحويل حواجز الاحتلال بالضفة لساحات اشتباك مفتوحة التحاما مع مسيرات العودة في غزة ودفاعا عن الثوابت والمقدسات وإسقاطا لصفقة القرن وتصديا لسياسات الاستيطان والتهويد .
وأكدت في بيان لها أن مسيرات العودة مستمرة برغم محاولات النيل منها وإضعافها موضحة أن الزخم الشعبي المتصاعد يرد على هذه المحاولات البائسة ويثبت أن شعبنا مصمم على الخلاص وعقد العزم على كسر الحصار وإنهاء الاحتلال وسياساته العنصرية وكل أشكال وجوده على أرضنا .
وأضافت أن الجماهير الثائرة أثبتت أنها قلعة صلبة متينة عصية على الاختراق وستتحطم على أسوارها كل محاولات إفشال  مسيرات العودة وكسر الحصار مؤكدة أن تحقيق حلم العودة  صار أمرا حتميا لا مفر منه وكسر الحصار أضحى على مرمى حجر .
ولفتت إلى أن تعامل قوات الاحتلال مع مسيرات العودة الشعبية يدل على مدى وحشيتهم وإجرامهم بحق المشاركين وهو ما يتطلب تحركا عاجلا من قبل المؤسسات القانونية والحقوقية الدولية لفضح إرهاب الاحتلال واستهدافه المتعمد .
ودعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني إلى الزحف والمشاركة الفاعلة في فعاليات الجمعة عقب صلاة العصر في جميع مخيمات العودة المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة وذلك لتوجيه رسائل قوية بأن المقاومة والانتفاضة مستمرة حتى تحقيق أهدافنا الوطنية مطالبة بـ توسيع الفعاليات الشعبية لتشمل الداخل والشتات .
من جانبه أوضح رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي أن مسيرات العودة بغزة لا تزال تشكل إحدى أهم الوسائل النضالية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية .
عمليات مقاومة


وأكد الشوربجي في حديثه أن المسيرات نجحت في تحريك المياه الراكدة وتشكيل أداة ضاغطة على الاحتلال دفعته لتحريك الأطراف من أجل التوسط لاستعادة الهدوء على جبهة غزة .
ونوه الشوربجي إلى أن كل المحاولات والمساعي التي تهدف لتنفيس الحصار عن غزة لا يحركها سوى أدوات الضغط على الاحتلال المتمثلة بفعاليات مسيرات العودة المختلفة وذلك في إشارة منه لسماح الاحتلال دخول الوقود القطري إلى غزة رغم معارضة السلطة الفلسطينية.
ورأى أن صور البطولات النموذجية في مسيرات العودة وفي مقابلها صور الإجرام الصهيوني شكلت رافعة نضالية انسحبت على ساحة الضفة الغربية وترجمت إلى عمليات مقاومة (إطلاق نار وطعن) لا تزال تفاعلاتها جارية حتى الآن .
وذكر رئيس معهد فلسطين أن هذا يدلل على وحدة الشعب الفلسطيني وتلاحمه في أماكن وجوده كافة رغم محاولات الفصل والتفرقة بين الضفة وغزة عبر سلسلة العقوبات التي يتعرض لها القطاع المحاصر .
ووقعت عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين الأحد الماضي قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة وما زالت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ولليوم السادس على التوالي تقوم بعملية مطاردة وتمشيط واسعة بحثا عن منفذ العملية.
كما نفذ فلسطيني الخميس عملية طعن شمال الضفة المحتلة أصيب خلالها مستوطنان اثنان بجروح مختلفة أحدهما جندي احتياط في جيش الإحتلال وبعد ساعات تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال منفذ عملية الطعن وفق ما ذكره موقع وللا العبري.
وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة بغزة إلى ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 198 شهيدا والجرحى لأكثر من 21 ألف مصاب بجراح مختلفة وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 مارس الماضي تزامنا مع ذكرى يوم الأرض وتم إقامة خمسة مخيمات مؤقتة على مقربة من الخط العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
منظمة حقوقية: الاحتلال يسعى لتحويل أطفال فلسطين لمعاقين
في غضون ذلك قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين إن الاحتلال يحرم أطفال غزة أحلامهم ويسعى إلى تحويلهم لمعاقين وذلك في بيان لها.
وقالت الحركة العالمية إن قوات الاحتلال تسعى إلى تحويل أطفال فلسطين إلى معاقين من خلال تعمد استهدافهم بالرصاص الحي والمتفجر.
وأوضحت الحركة أنها وثقت من خلال باحثيها الميدانيين عدة حالات في قطاع غزة لأطفال أصيبوا بإعاقات دائمة جراء استهدافهم بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية.
واستعرض البيان حالات عديدة لأطفال تعرضوا لإعاقات نتيجة الإستهداف مع تصريحات منهم.
وقال البيان إن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تؤكد أن القانون الدولي الإنساني يلزم دولة الاحتلال بفتح تحقيقات جدية ومهنية وشفافة ومحايدة في كل حوادث إطلاق النار مشددة على ضرورة محاسبة جنود الاحتلال الذين يستهدفون الأطفال بقصد قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم.
وأضافت أن ما يجري من استهداف للأطفال بقصد قتلهم أو التسبب في إعاقات دائمة لهم هو دليل على أن جنود الاحتلال يستمدون تغولهم من عدم مساءلتهم ومن مظلة الحماية التي توفرها دولة الاحتلال لهم.
ودعت الحركة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى حث الأمين العام للأمم المتحدة على إدراج قوات الاحتلال الإسرائيلي في تقريره السنوي حول الأطفال والصراعات المسلحة لارتكابها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال خلال النزاعات المسلحة (الاحتلال) خاصة عمليات قتلهم وتشويههم لضمان تحقيق العدالة للأطفال الفلسطينيين ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.
هنية: نسعى للتوصل إلى تهدئة مقابل رفع حصار غزة
من جهته أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية صباح  أمس الجمعة أن حركته تسعى مع أطراف عديدة من أجل التوصل إلى تهدئة مع الاحتلال في غزة مقابل رفع الحصار عن القطاع.
جاء ذلك في كلمة مسجلة لهنية خلال جلسة افتتاح المؤتمر الدولي أمة رائدة للقدس عائدة الذي انطلقت فعالياته أمس بمدينة إسطنبول التركية بمشاركة أكثر من 700 شخصية عربية وإسلامية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.
وقال هنية: نسعى اليوم مع أطراف عديدة بينها مصر وقطر والأمم المتحدة من أجل التوصل لتفاهمات يمكن أن تقود إلى تهدئة (مع الاحتلال) في قطاع غزة مقابل كسر الحصار عن القطاع .
وأضاف: أي تهدئة يمكن أن نصل إلى تفاهمات بشأنها هي بهدف كسر الحصار عن غزة ولن يكون لها أي أثمان سياسية ولن تكون جزء من صفقة القرن ولن تكون على حساب التوحد بين الضفة الغربية وغزة .
وينظم المؤتمر الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين في دورته العاشرة بالتعاون مع مركز علاقات تركيا والعالم الإسلامي.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين إلى إعادة القضية الفلسطينية للضوء في ظل مخاوف من صفقة القرن وتراجع الثورات بالعالم العربي ومحاولة إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بحسب المنظمين.