هذه قصة الأرملة البيضاء

الأحد, 28 أكتوبر 2018


أخطر إرهابية في العالم
**
لا يزال الغموض يحيط بمصير الإرهابية البريطانية سالي جونز المعروفة بلقب الأرملة البيضاء رغم تقارير تحدثت عن مصرعها خلال غارة أمريكية على قافلة لداعش في سوريا قبل أكثر من عام.
ق.د/وكالات
كانت تقارير قد تحدثت عن مصرع الأرملة البيضاء في جوان من العام الماضي إثر غارة أمريكية بواسطة طائرة مسيرة خلال محاولة جونز الهروب من مدينة الرقة بسوريا وأوضحت التقارير أن ابنها الذي كان برفقتها قد قضى أيضا في تلك الغارة.
إلا أن أحد عناصر داعش أكد بعد أن أسرته قوات سوريا الديمقراطية في تصريحات نشرت الأسبوع الماضي أن جونز لا تزال على قيد الحياة وتقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي.
وقال محمد علي الذي يستخدم الاسم المستعار أبوتراب الكندي في تصريحات نقلها موقع برمنغهام لايف إن جونز تختبئ في شمال شرقي سوريا وأبو تراب الكندي محتجز لدى قوات سوريا الديمقراطية منذ نحو أربعة أشهر بعد أن ألقي القبض عليه في  مدينة رأس العين عند الحدود بين سوريا وتركيا.
من الروك إلى الإرهاب
وأصبحت سالي جونز أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم بعد أن اعتنقت الإسلام وانضمت إلى تنظيم داعش بسوريا عام 2013 مصطحبة معها طفلها جوجو ديكسون الذي كان يبلغ من العمر 10 أعوام في ذلك الوقت وقد غيرت اسمه إلى حمزة.
وباتت جونز تعرف بلقب الأرملة البيضاء بعد أن قتل زوجها المقاتل البريطاني جنيد حسين في غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في أوت 2015.
ويوضح موقع برمنغهام لايف أن جونز عاشت طفولة مضطربة في جنوب شرقي لندن بسبب انفصال والديها ثم انتحار أبيها لاحقا عقب تناوله جرعة زائدة من المخدرات وحاولت في شبابها البحث عن معنى لحياتها بعد أن اعتنقت الكاثولكية وانضمت إلى جماعات مسيحية شبابية لكنها سرعان ما قررت ترك الدراسة لتصبح مغنية روك وعازفة غيتار في فرقة عرفت باسم كرونيش .


وخلال تسعينيات القرن الماضي كانت سالي جونز شقراء جميلة ترتدي ملابس قصيرة وتشارك بحفلات فرقتها بحماس وأبدت اهتماما كذلك بعالم السحر الأسود بالإضافة إلى نظريات المؤامرة .
وعملت جونز أيضا كبائعة عطور في إحدى فروع شركة تجميل عالمية قبل أن تقرر أن تعتنق الإسلام في عام 2013 وكان عمرها آنذاك قد شارف على 46 عاما وتغادر إلى سوريا.
وقبل أن تغادر إلى سوريا تعرفت إلى زوجها المتطرف البريطاني حسين جنيد (20 عاما آنذاك) عبر الإنترنت ودعاها إلى الانضمام إليه في مدينة الرقة ضمن صفوف تنظيم داعش. 
واصطحبت جونز معها طفلها جوجو لكنها تركت في بريطانيا أخوه الآخر جوناثان وعندما وصلت إلى سوريا بدأت العمل مع زوجها في تجنيد مقاتلين أجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتهديد المصالح الغربية في أوروبا.
إخلاص للقتل والدمار
وفي الرابع والعشرين من أوت 2015 قتل زوجها في غارة أمريكية على أحد مواقع داعش في الرقة ولقبت جونز بعدها بـ الأرملة البيضاء وعبرت عن فخرها بمصرع حسين جنيد وأنها ستبقى مخلصة لذكراه على حد تعبيرها.
ووفق وثائق مسربة من داعش ساهمت جونز في تدريب العديد من المقاتلات الأوروبيات بغية إرسالهن إلى القارة العجوز لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية وقيل إنها كانت مسؤولة عن الجناح النسائي لـ كتيبة أنور العولقي وهي وحدة من المقاتلين الأجانب أسسها زوجها.
ولم تكتف جونز بذلك بل جعلت ابنها جوجو ينضم إلى ما يسمى أشبال الخلافة وليشارك بعدها قتل أسرى من الأكراد وعمره 12 عاما فقط وأيضا استطاعت عبر الإنترنت إقناع العديد من النساء البريطانيات بالانضمام إلى تنظيم داعش.
وعبّرت المخابرات البريطانية في عام 2015 عن خشيتها من تقارير تحدثت عن عودة الأرملة البيضاء إلى المملكة المتحدة  للقيام بعمليات إرهابية رفقة اثنين من الإرهابيين برمنغهام كما جرت ملاحقة أدلة أشارت إلى وجودها في مدينة غلاسكو دون العثور على أي أثر لها وأما آخر تغريداتها على موقع تويتر فكانت في ماي 2016 حيث كتبت لندن غلاسكو ويلز بوووووم .