تفاصيل صادمة عن حرب أمريكا المدمرة في العراق

الأربعاء, 13 يناير 2021


30 سنة على واحدة من أكبر الأكاذيب في التاريخ
 تفاصيل صادمة عن حرب أمريكا المدمرة في العراق
قبل 30 عاما أعلن الكونغرس الأمريكي تفويض الرئيس جورج بوش الأب بشن الحرب على العراق واستخدام القوة لإخراج قواته من الكويت ولم تمض سوى أيام قليلة على التفويض حتى أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن انطلاق حرب الخليج الثانية في 17 جانفي 1991.
ويفرض الدستور الأمريكي على الرئيس الحصول على تفويض الكونغرس قبل شن الحرب على أي دولة لم تهاجم المصالح الأمريكية بشكل مباشر لكن مهمة بوش داخل الكونغرس لم تكن صعبة ولم يواجه معارضة كبيرة قبل تفويضه.
*تفويض باستخدام القوة
قرار الكونغرس الأمريكي باستخدام القوة العسكرية لإخراج القوات العراقية من الكويت تضمن إعطاء الرئيس العراقي صدام حسين مهلة حتى 15 جانفي 1991 لسحب قواته من الكويت بحسب الخبير الإستراتيجي الدكتور فارس تركي.
ويبين تركي أن الكونغرس قرن موافقته بضرورة اتباع كل الوسائل الدبلوماسية والسلمية لتجنب الحرب وأوضح أنه سيسحب دعمه وموافقته إذا استمرت الحرب لفترة طويلة أو تسببت بخسائر فادحة.
ويشير تركي إلى أن الرئيس الأمريكي بوش الأب لم ينتظر موافقة الكونغرس بل قام وقبل 5 أشهر من تفويض القوة بإرسال حوالي نصف مليون جندي إلى منطقة الخليج استعدادا للحرب.
ويعزو أسباب التدخل الأمريكي إلى الأهمية الاستثنائية لمنطقة الخليج العربي بوصفها أكبر منتج ومصدر للنفط على مستوى العالم فضلا عن علاقة المصالح بين أمريكا ودول الخليج كما أن واشنطن -التي كانت تريد فرض هيمنتها المطلقة- لن تتسامح أبدا مع فعل بحجم اجتياح الكويت وفي منطقة شديدة الحساسية.
*الخيار الدبلوماسي
بعد اجتياح القوات العراقية الكويت في 2 أوت 1990 ومنذ اليوم الأول للأزمة كانت الولايات المتحدة تطالب العراق بالانسحاب من الكويت إلا أنها وفق الحسابات الاستراتيجية ترغب بالعكس وقد ساعدتها القيادة العراقية في تنفيذ الاستراتيجية بحسابات خاطئة بعيدة عن المنطق والواقع كما يقول رئيس قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل الدكتور ميثاق خير الله جلود.
ويكشف جلود أنه في 4 اوت 1990 قررت القيادة العراقية الانسحاب من الكويت وذلك بعد تدخل إيجابي من ملك الأردن آنذاك الحسين بن طلال بشرط ألا يصدر قرار عربي يدين العراق إلا أن الرئيس المصري محمد حسني مبارك وبعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش سارع إلى إدانة العراق مما حدا بصدام حسين للعدول عن قرار الانسحاب.
ويعرب جلود عن اعتقاده بأن دول الخليج في بداية الأزمة كانت تريد انسحابا عراقيا فقط وما يؤكد ذلك أن القيادة في السعودية كانت مترددة في استقبال القوات الأمريكية في بادئ الأمر.
وأشار إلى أن صدام أبدى في منتصف أكتوبر 1990 استعداده لإجراء حوار مع السعودية والولايات المتحدة وفي مبادرة حسن نية أعلن العراق بعد 3 أيام أنه سيسمح للرعايا الأجانب بمغادرة البلاد لكن الإدارة الأمريكية لم تتجاوب مع المبادرة العراقية.
بعدها دفعت واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرارات متلاحقة ضد العراق هي الأقسى عبر تاريخ هذا المجلس بحسب جلود فيما أفضت جهود الفرصة الأخيرة للحل السلمي إلى الاتفاق على لقاء بين وزير الخارجية العراقي طارق عزيز ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر في 9 ديسمبر 1990 في جنيف إلا أن اللقاء لم يكن سوى تجديد للمواقف السابقة.
*ضرب العراق
وشنت طائرات التحالف الدولي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملته كله من الشمال إلى الجنوب كما يفيد الخبير العسكري عبد الخالق الشاهر.
ويضيف الشاهر أن التحالف شن 109 آلاف و867 غارة جوية خلال 43 يوما أي بمعدل 2555 غارة يوميا واستخدم خلالها 60 ألفا و624 طنا من القنابل الأمر الذي أدى إلى تدمير الكثير من البنى التحتية العراقية.
ويسترسل الشاهر بالقول بعد تدمير التحالف الطائرات والدفاعات الجوية ومراكز الاتصال العراقية بدأت الغارات تستهدف قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز الأبحاث العسكرية والسفن الحربية والقطاعات العسكرية الموجودة في الكويت ومراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز الاتصال الهاتفي ومراكز تكرير وتوزيع النفط والموانئ العراقية والجسور والسكك الحديدية ومراكز تصفية المياه .
ويرى الخبير العسكري العراقي أن توسيع الضربة لتشمل مواقع كثيرة كان هدفه شل أي مؤسسة ممكن أن تخدم العمل العسكري بغية إضعاف القوات المسلحة العراقية والتأثير على معنويات الشعب العراقي مما يقلل خسائر القوات الغازية وتدمير البلد.