معاناة السوريين بالمخيّمات تتفاقم

الجمعة, 31 مارس 2023

قتلى وجرحى في عاصفة مدمرة
معاناة السوريين بالمخيّمات تتفاقم
توفيت طفلة ورجل وأصيب 6 مدنيين بينهم 3 أطفال في عاصفة عمقت جراح المنكوبين السوريين بعدما ضرب مخيمات المنكوبين شمال غربي سوريا.
ق.د/وكالات
اقتلعت العاصفة أكثر من 230 خيمة ضمن 15 مخيماً واقتلعت العديد من الأشجار. ولم تقتصر آثار العاصفة على مخيمات التهجير ومراكز إيواء الناجين من الزلزال بل امتدت إلى معظم مدن وبلدات شمال غربي سوريا وأدت لانهيار جدران عدة في أبنية متصدعة جراء الزلزال أو الأبنية القديمة والمباني التي تعرضت للقصف من قوات النظام وروسيا خلال السنوات الماضية من عمر الحرب.
تزامناً أدانت وزارة الخارجية السورية هجوماً صاروخياً من الاحتلال وقع ليلاً على منطقة بالقرب من العاصمة دمشق مما أدى إلى إصابة جنديين وأضرار مادية. ونقل التلفزيون الرسمي للنظام عن مصدر عسكري قوله إن عدداً من الصواريخ أُطلقت من مرتفعات الجولان وأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت بعضها وفق وكالة رويترز.
*خامس ضربة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا حسب الوكالة نفسها إن هذه هي خامس ضربة يشنها الاحتلال على سوريا هذا الشهر. ورفضت سلطات الإحتلال التعليق. ولم تحدد السلطات السورية طبيعة المنطقة التي تعرضت للقصف. 
ويشن الاحتلال منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا. وقال مصدر من المعارضة السورية إن الضربات استهدفت سيارة كانت تقل أفرادا موالين لإيران بالقرب من مبنى أمني سوري قريب من كفر سوسة.
ونددت وزارة الخارجية بالهجوم في بيان صدر في وقت لاحق قائلة إنه محاولة من الاحتلال للهروب من الانقسام الداخلي في إشارة فيما يبدو إلى الاحتجاجات الأخيرة التي شهدت احتشاد مئات الآلاف ضد التعديلات القضائية التي تم تأجيلها في نهاية المطاف.
وفي 22 مارس أدت غارة من الاحتلال بالقرب من مطار حلب في شمال البلاد إلى خروجه من الخدمة لفترة وجيزة. وقالت مصادر استخباراتية إقليمية إن الهجوم أصاب مستودع أسلحة إيرانياً. وأطلقت جماعات مدعومة من إيران بعد ذلك صواريخ على قاعدة تستضيف قوات أمريكية في شمال شرقي سوريا مما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر وعدد من القوات. وردت الولايات المتحدة بضربات جوية على منشآت في شرق البلاد قالت إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني. ورسخ مقاتلون مدعومون من طهران من بينهم جماعة حزب الله اللبنانية تواجدهم حول العاصمة السورية وفي شمال البلاد وشرقها وجنوبها حيث ساعدت الرئيس بشار الأسد في الحرب التي اندلعت في بلاده في عام 2011.
واستهدفت هجمات أخرى العاصمة في الأسابيع القليلة الماضية. وفي 19 فيفري أصابت غارة من الاحتلال مبنى في حي كفر سوسة بوسط دمشق مما أسفر عن مقتل خمسة. وقالت مصادر لرويترز إن الغارة أصابت منشأة كان يجتمع فيها مسؤولون إيرانيون بهدف تطوير برامج تعزز من قدرات الطائرات المسيرة أو الصواريخ التي يستخدمها حلفاء إيران المسلحون في سوريا. وكتب سكان في دمشق على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح الخميس أنهم سمعوا دوي سلسلة من الانفجارات في بعض الأحياء.
*أوضاع مأساوية
نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية منير المصطفى وصف أوضاع المتضررين في تصريح لـ القدس العربي بـ المأساوي . 
وقال: الوضع مأساوي اليوم لأن الأضرار الكبيرة وعدد كبير من الخيام في مراكز الإيواء قد تضررت وأضاف ما في خيمة لم يلحقها الضرر بسبب العاصفة الهوائية مع تفاوت في هذه الأضرار وأضاف: تسببت العاصفة بإجلاء النازحين في مخيم الفداء غربي مدينة إدلب إلى مدرسة قريبة غير مؤهلة لاستقبال المتضررين الذين فقدوا آخر مأوى لهم وسط انخفاض درجات الحرارة.
لكن المشكلة الأساسية وفق المسؤول في الدفاع المدني هي أن هذه المأساة عمرها 12 سنة وتتكرر كل شتاء بينما تتضاعف معاناة النازحين في مخيمات الإيواء أو مخيمات المهجرين حيث فاقم الزلزال كارثتهم. وأضاف: بالأصل لا يوجد قدرة على استيعاب المتضررين بعد 12 سنة من الدوران في دوامة مفرغة لن تنتهي إلا بعودة الناس إلى بيوتها ومعاقبة بشار الأسد ومحاسبته وروسيا على الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين. وفي بيان رسمي قال الدفاع المدني السوري إن عاصفة هوائية مصحوبةٌ بالأمطار ضربت مناطق شمال غربي سوريا وضاعف معاناة المنكوبين بعد الزلزال كما خلفت قتلى وجرحى من المدنيين في المخيمات أدت إلى وفاة طفلة ورجل وإصابة 6 مدنيين بينهم 3 أطفال نتيجة تهدم خيام المهجرين.
واقتلعت العاصفة ملاذ النازحين الأخير بعد أن تدمرت وتصدعت منازلهم جراء الزلزال المدمر لتبدأ رحلة جديدة من القهر تضفي على أجواء رمضان قساوة وحزناً يعمق الجرح الذي يرافقهم لسنوات وزادها تشريدهم بعد كارثة الزلزال والرياح إذ توفيت طفلة بانهيار جدار عليها في مخيم الحويجة في قرية باتنتة شمالي إدلب وتوفي رجل أيضاً بحادث مشابه في قرية كورين جنوبي إدلب وأصيبت طفلة وشاب بانهيار جدران متصدعة في مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي وأصيب طفلان بالسبب نفسه أيضاً في قريتيّ باتنتة وسرمين وأصيب رجل أيضاً بانهيار جدار في بلدة محمبل غربي إدلب بينما أصيبت امرأة جراء اقتلاع الرياح القوية خيمة بالقرب منها وإصابتها بدعائم الخيمة الحديدية. ووفقاً لبيان الدفاع المدني السوري فقد استجابت فرق الإنقاذ لـ 15 مخيماً تضررت فيها أكثر من 320 خيمة للمهجرين والمنكوبين من الزلزال وتوزعت بين أضرار كلية باقتلاع الرياح لأكثر من 120 خيمة بشكل كامل وأضرار جزئية بسقوط دعائم الخيام.
*اقتلاع الأشجار
وشملت أضرار العاصفة الأراضي الزراعية حيث اقتلعت الرياح عدداً من الأشجار في الحقول والأراضي الزراعية القريبة من الطرقات بالإضافة لضرر كبير لحقت بمنظومة للطاقة الشمسية يستخدمها المزارعون في ري مشاريع الزراعي في قرية كورين جنوبي إدلب. ودخلت العاصفة مناطق شمال غربي سوريا بسرعات رياح فوق المتوسطة واشتدت بشكل تدريجي لتبلغ ذروتها بعد الساعة الرابعة عصراً. واستجابت فرق الإنقاذ للعاصفة وأسعفت المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج وساعدت في إجلاء من فقدوا خيامهم وإعادة تثبيت الخيام المتضررة كما أزالت الأنقاض الناجمة عن تهدم عدد من الجدران وأمنت الجدران الآيلة للسقوط.
وتعرضت مناطق شمال غربي سوريا لعدد من العواصف الشتوية المطرية منها والثلجية والعواصف الهوائية كان آخرها العاصفة المطرية في 18 آذار والتي أدت لتضرر أكثر من 650 خيمةً في 40 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال وأصيب جراءها طفل بجروح طفيفة وانهارت محلات تجارية إضافة لانقطاع عدد من الطرقات في المدن والبلدات. وكانت عاصفة هوائية ضربت شمال غربي سوريا مطلع شهر آذار الجاري ما أدى لوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب بانهيار 4 جدران كانت متصدعة بالزلزال وألحقت العاصفة ايضاً أضراراً في مخيمات التهجير ومراكز الإيواء للمنكوبين من الزلزال.
وتعكس آثار المنخفضات الجوية الأخيرة استمرار الواقع المأساوي في المخيمات في ظل غياب حلول فعالة لواقع المهجرين وفاقمت كارثة الزلزال المدمر من معاناة المدنيين بعد اضطرار أكثر من 40 ألف عائلة للعيش في مخيمات الإيواء بسبب فقدانهم لمنازلهم جراء الزلزال. وأضاف البيان: مأساة مرّ عليها 12 عاماً عاش فيها السوريون أوضاعاً إنسانيةً صعبة في بنية هشّة من المخيمات التي احتضنت طفولة الآلاف من أبنائهم بسبب تجاهل المجتمع الدولي للحل الجذري لمأساتهم المتمثل بحقهم بالعودة الآمنة لمدنهم وبلداتهم التي هجروا منها.