وفرة البطاطا تتحول إلى مشكلة!

  • PDF

بين غضب الفلاحين وإجراءات الحكومة
وفرة البطاطا تتحول إلى مشكلة!

ف. زينب
وفرة البطاطا تُغضب فلاحي الجزائر وتؤرق الحكومة هذا هو العنوان الذي اختاره موقع العربي الجديد لتقرير نشره عن أزمة وفرة البطاطا وهو سيناريو عاد ليتكرر للعام الثالث على التوالي ما دفع بالفلاحين لكسر حاجز الصمت والتعبير عن غضبهم وخوفهم من كساد إنتاجهم إلى درجة غلق الطرق السريعة المؤدية نحو العاصمة الجزائر بأطنان من البطاطا كطريقة للاحتجاج. 
وفي وقت اتخذت فيه الحكومة إجراءات استعجالية لإمتصاص غضب الفلاحين وسط تجدد السجال والجدال حول ضرورة دعم الدولة لعملية تصدير الفائض نحو بعض الدول العربية.
ويعيش عدد كبير من سكان ولاية عين الدفلى (150 كيلومتر غرب العاصمة) المقدر عددهم بـ 850 ألف نسمة من مداخيل زراعة البطاطا. وعقد الفلاحون في الولاية اجتماعات دورية من أجل إيجاد حل لمخزونهم من البطاطا التي تحولت وفرتها إلى نقمة على الفلاحين بفعل انخفاض حاد في الأسعار الذي وصل إلى 7 دنانير للكيلوغرام الواحد في أسواق بيع الخضر بالجملة. وهو سعر يصفه الفلاحون بـ الكارثي وسيتسبب لهم بخسائر فادحة بفعل ارتفاع تكلفة الإنتاج وغلاء أسعار البذور.
ووصف الفلاح جمال عبد الباقي حالة منتجي البطاطا قائلا إن الحلول التي من شأنها إنقاذ محصولهم هذه السنة محدودة إن لم نقل منعدمة نتيجة الوفرة الهائلة ودخول ولايات أخرى على خط الإنتاج ذاته .
وفي ظل غياب ضمانات واضحة لعدم تكرار سيناريو الموسم الزراعي الماضي الذي قدرت فيه وزارة الزراعة والتنمية الريفية والصيد البحري حجم الإنتاج الوطني من البطاطا بنحو 5 ملايين طن تتزايد مخاوف الفلاحين من عدم الوفاء بسداد الديون المستحقة لصالح موردي البذور والأسمدة والعمّال كما هو حال الفلاح جمال الذي قال إنه مدين بمبالغ كبيرة وينتظر انفراج المشكلة وتحصيل عائدات بيعه البطاطا للوفاء بالتزاماته.
وعكس باقي الفلاحين تمسك جمال برفض بيع محصوله بالأسعار الحالية واقترح رفع سعر الكيلوغرام الواحد على الأقل 5 دنانير لضمان هامش بسيط من الربح وعدم الوقوع في فخ الخسارة.
وأمام هذه الوضعية قررت الحكومة اتخاذ اجراءات مستعجلة تتمثل في فتح غرف التبريد مجانا أمام المنتجين واقتراح بيع المحاصيل لشركة برودا العمومية المختصة في تسويق المنتجات الزراعية مع دراسة امكانية دعم عملية النقل نحو الموانئ تمهيدا لتصدير جزء من البطاطا المنتجة نحو بعض الدول العربية.
وفي السياق كشف أحسن قدماني رئيس شعبة منتجي البطاطا أن طاقة استيعاب غرف التبريد العمومية لا تغطي حجم البطاطا المنتجة هذه السنة. أما عن شركة برودا فالكثير من المنتجين يرفضون التعامل معها بسبب ديون السنة الماضية التي لا تزال عالقة . وأضاف أن التوقعات تشير إلى إنتاج 6 ملايين طن مع نهاية شهر أفريل المقبل .