التسويق الالكتروني ينتعش في الجزائر

الثلاثاء, 22 مارس 2022

أسهل طريق لترويج مختلف السلع 
التسويق الالكتروني ينتعش في الجزائر  

تضاعف عدد المواقع الالكترونية المختصة في البيع عبر الأنترنت خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد إطلاق خدمتي الجيل الثالث والجيل الرابع في الجزائر بالإضافة إلى إصدار قانون يؤطر هذه السوق التي باتت تجذب المواطنين أكثر فأكثر نحو هذا النمط من المعاملات التجارية المريحة.
خ. نسيمة/ق. م 
مسّ التطور المستمر للتكنولوجيات الرقمية في الجزائر العديد من القطاعات لاسيما قطاع التجارة الذي شهد منذ بداية سنة 2010 انتشارا لمواقع البيع عبر الانترنت أطلقتها مؤسسات تمارس التجارة الالكترونية فحسب.
وقد ساهم انتشار التدفق العالي جدا للأنترنت الثابت والنقال عن طريق الجيلين الثالث والرابع (أكثر من 34.5 مليون مشترك في الانترنت خلال سنة 2017) بشكل كبير في إطلاق العشرات من مواقع البيع عبر شبكة الأنترنت في الجزائر. وحسب خبراء فإن دمقرطة الأنترنت في البلد شرط أساسي لنجاح مثل هذا النوع من المعاملات التي تُجرى بواسطة الحاسوب أو الهاتف الذكي.
كما أن القانون المتعلق بالتجارة الالكترونية الصادر في شهر أفريل 2018 الذي طالما انتظره فاعلو القطاع من شأنه دفع هذا المجال أكثر إذ سيؤطر هذا النص القانوني الجديد السوق من خلال العديد من الإجراءات التي تسمح بضمان أمن التجارة الالكترونية مع تحديد التزامات المزودين بخدمات الانترنيت والمستهلكين.
ويحدد النص الذي يقيد نشاط التجارة الالكترونية بالتسجيل في السجل التجاري المعلومات التي يجب أن ترافق العرض التجاري الالكتروني (التعريف الجبائي العنوان رقم الهاتف رقم السجل التجاري الضمان التجاري ...). كما يمر طلب المنتوج أو الخدمة عبر ثلاثة مراحل إجبارية وهي: ضمان الشروط التعاقدية للمستهلك الالكتروني والتحقق من تفاصيل الطلبية من قبل هذا الأخير وكذا التأكيد على الطلبية الذي يؤدي إلى إعداد العقد.
من جهة أخرى اعتبر مسيرو مواقع تجارية أن تعدد بطاقات ما بين البنوك الالكترونية مثل البطاقة الذهبية التي أطلقتها مؤخرا مؤسسة بريد الجزائر سيسمح بمضاعفة المعاملات المالية على الخط وعلى الرغم من ذلك إلا أن فاعلي هذا الميدان لم ينتظروا مثل هذه الاجراءات من أجل غزو الأنترنت إذ باشروا منذ بداية 2010 إنشاء مواقع للبيع على الأنترنت معتبرين هذا المجال الجديد سوقا مربحة كما بدأ هذا القطاع يتسم بشكل تدريجي بالاحترافية بدفع من مقاولين راهنوا منذ البداية على نمو سريع لهذه السوق الجديدة بعد أن تم رفع كل العوائق التكنولوجية والتشريعية.
وقد تم في هذا الصدد إنشاء مواقع لبيع مختلف المنتوجات عبر الأنترنت بدءً من الأغذية والألبسة والفن والديكور إلى الأدوات الكهرومنزلية والالكترونية والخدمات.
و للإشارة فإن موقع البيع على الخط هو متجر افتراضي يمكنه أن يكون عاما (يقدم عدة منتوجات) أو مختصا (في الالكترونيك مثلا) بحيث تكون معاملاته مضمونة حسب مواقع الإعلان مثل ouedkniss وdlalaonline.dz وvitamine.dz وتجرى فيه المعاملات بين المواطنين أو بين المواطن والمتجر عن طريق الهاتف من أجل بيع أو شراء منتوجات أو عقارات وحتى سيارات.
الشراء عبر الانترنت يستقطب الزبائن
بدأ المستهلك الجزائري يهتم تدريجيا بهذا النمط الجديد من المعاملات بالتوجه أكثر فأكثر نحو طلب المنتوجات والخدمات عبر الانترنت متفادين بذلك مشقات الحياة اليومية مثل الازدحام ومشكل ركن السيارة وكذا نقص الوقت واصبح الكثيرون يفضلون استخدام الانترنت لاقتناء المشتريات أو التسوق أو دفع الفواتير أو طلب سائق أو وجبة وبدأ التسويق الالكتروني يدخل بشكل تدريجي في العادات الجزائرية.
وتجدر الإشارة إلى أن المعاملات المالية على الخط بالجزائر لا تتم حاليا سوى بالنسبة لدفع فواتير الهاتف والكهرباء والغاز والماء وكذا بالنسبة لبعض الخدمات الأخرى على غرار التأمينات والنقل. وفي سنة 2017 تم القيام بحوالي 100.000 دفع الكتروني لتسوية الفواتير في حين أن الدفع نقدا لا يزال سائدا.
كما أن غياب تشريع لعدة سنوات يؤطر ويؤمن هذه السوق ونقص استعمال الجزائريين للبطاقات ما بين البنوك قد حفز التجار الالكترونيين على اقتراح خيارات أخرى مثل الدفع لدى الاستلام نقدا أو بالبطاقة الالكترونية أو التحويل البنكي أو عبر الحساب الجاري البريدي أو بقسيمة الشراء.
وعليه فقد سجل لدى أحد ممارسي التجارة الالكترونية بالبلاد Jumia.dz قرابة 1 مليون زائر للموقع شهريا سنة 2017 أي بزيادة 50 بالمئة مقارنة بـ2016 حسب المؤسسة (التي استقرت سنة 2014 بالوطن) التي لم يمنع الدفع نقدا لها عدد الطلبيات من الارتفاع بشكل مستمر و زيادة رقم الأعمال مسجلة ما بين 10.000 إلى 20.000 طلبية شهريا .
وبخصوص الموقع الـ100 بالمئة جزائري Batolis.com الذي أسس سنة 2015 فان المؤسسة التي تعتبر أرقامها مشجعة تقترح عددا من المنتوجات التي توزعها وتسلمها عبر التراب الوطني حسب ما أوضحه أحد مؤسسي الموقع الذي تأسف لكون الزبائن يفضلون دائما الدفع نقدا وهو حل محفوف بالمخاطر بالنسبة للصفقات الالكترونية بسبب الطلبيات الزائفة وبهذه المناسبة دعا إلى الإسراع في نشر نصوص تطبيقية للقانون الخاص بالتجارة الالكترونية وهو اجراء من شأنه أن يمنح ثقة أكبر للزبائن في استعمال بطاقات الائتمان عن طريق الخط المباشر لشبكة الانترنيت بخصوص عمليات الشراء.


التجارة الالكترونية الموازية 
لا تنحصر التجارة الالكترونية بالجزائر في المؤسسات الممارسة للتجارة الالكترونية فقط حيث أن مئات المواقع التي تقترح بيع منتوجاتها على الخط تتكاثر على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك فنجد محترفي البيع على الخط على غرار المؤسسات الممارسة للتجارة الالكترونية وكذا متاجر على الخط تفلت من الرقابة إضافة إلى المواطنين الذين يقومون بعمليات بيع عبر الفايسبوك مقترحين منتوجات مختلفة ينافسوا بها المواقع التي تنشط قانونيا.
فنجد بعض الصفحات التي أنشأها مواطنون يبيعون من خلالها منتوجات في غياب الشرعية ينافسون بطريقة غير شريفة المواقع التي تدفع ضرائب ويصف المختصون هذا النوع من الصفقات الالكترونية ب التجارة الموازية .
ويصرح مواطنون أنهم يؤيدون الشراء الالكتروني على المواقع التجارية المحترفة التي يؤطرها القانون لأنها الأنجع لاقتراح منتوجات بضمان خلافا للصفقات التي تتم بين خواص على فايسبوك دون أي تأمين غير أن بعض المواطنين الذين قاموا بعمليات شراء الكترونية عبر مواقع الكترونية قانونية حتى وان أبدوا ارتياحهم للخدمات المقدمة تأسفوا لغياب بعض الضمانات مثل الفواتير والتأخر في التسليم أو غياب الخدمات ما بعد الشراء أو الوسيط في حالة شكوى.
و حسب عمر أحد المعتادين على الشراء عن طريق المواقع الالكترونية فانه في غالب الاحيان لا يتم احترام مفهوم التسليم في ظرف أسبوع بعد تسجيل الطلب من طرف بعض المواقع.
وتبقى التجارة الالكترونية سلاح ذو حدين بين ايجابياتها وبعض سلبياتها.