عن الخصوصية.. ولِمَ غطيناه إذن؟

  • PDF

عن الخصوصية..  ولِمَ غطيناه إذن؟

إن من أسوء العادات وأقبح الأفعال والتصرفات ظاهرة الفضول والتطفل على حياة الغير وإنها لدليل على الانحطاط الأخلاقي وانحدار المستوى الحضاري والثقافي سواء للأفراد والمجتمعات..
قال أحدهم: ماغلبتني إلا جارية كانت تحمل طبقا مغطى.
فسألتها: ماذا يوجد في الطبق يا جارية؟.
فقالت: ولم غطيناه إذن؟.
قال: فأحرجتني!.
لا أقول حكمة اليوم بل حكمة كل يوم إن احترام الخصوصيات من أعظم المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية وهي من أخلاق المؤمنين ومزية المثقفين وصفة المهذبين وشعار الناجحين والسعداء... 
فلا تهدروا هذه المنقبة الإسلامية والقيمة الحضارية السامية وتذكروا أنهم قالوا: من راقب الناس مات هما .
وقال القرطبي في التفسير: قال بكـر بن عبد الله المزني: إذا أردت أن تنظـر العيوب جملة فتأمل عيّـاباً فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب. وقيل: من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره.
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا * فيهتك الله سترا عن مساويكا 
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكـروا *ولا تعـب أحـداً منهم بما فيكا
أعانني الله وإياكم على ستر عوراتنا والإنشغال بما ينفعنا ورزقنا حسن استغلال الأوقات وجنبنا فضول الملذات.. إنه قريب مجيب الدعوات..

* الشيخ أبو إسماعيل خليفة