قطاف من بساتين الشعر العربي

  • PDF


مراصد 
إعداد: جـمال بوزيان


قطاف من بساتين الشعر العربي


ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم الـمبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم. 




الشاعر بلقاسم عقبي – الـجزائر


مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ 


صَلَّـــى عَلَيْكَ اللهُ يَــا نُور الهُدَى
بِالوَحْــــــيَ نَادَاك العلِـــيُّ مُحَمِّدَا


يَــــــا أيُّهَـــا النُّورُ الذِي لاَيَنْطفِئ
عَبْرَ الزَّمَانِ وَفِـــي القُلُوبِ تَمَدَّدَا


وَجَلَى الغِشَاوَةَ بِالعُيُونِ فَأَبْصَرَتْ
سُبُلَ النَّجَاةِ لِمَـــنْ أَقَـــــامَ وَوَحَّدَا


وَبَنَى القُلُوبَ مَسَاجِـــدًا يُتْلَى بِهَا
آَيَاتُ رَبِّي فِــي الصَّلا إِذْ يَسْجُدَا


يَـــا مَــــــــنْ بِنُورِ اللهِ أَدْرَكَ أُمَّةً
قَبْــــــــلَ الهَلاَكِ وَبِالمَحَبَّةِ أَرْشَدَا


لِلْحَقِّ وَالتَّوْحِيــــدِ بَعْــــــدَ جَهَالَة
وَالنُّورَ فِــــــي تِلْكَ المَسَالِكِ أَوْقَدَا


حَتَّى غَدَتْ بَيْنَ الأَنَــــــامِ رِسَالَةً
لِلْخَيْـــــــــرِ تَدْعُو وَالنَّجَاةِ لِنَسْعَدَا.




دُعَاءٌ(إلَى كُلِّ مَرِيض )




إِلَيْكَ أَرْجُــو شِفَـــاءَ القَلْبِ وَالبَدَنِ
إنِّي أَعُودُكَ خَلْفَ الرِّيفِ وَالمُدُنِ


مَا مَــرَّ يَـــــوْمٌ وَبِالأَجْفَانِ دَمْعَتُهَا 
وَقَدْ تَوَارَتْ عَلَى الأَعْيَانِ وَالزَّمَنِ


وَبِالفُؤَادِ دُعَـــــاءٌ يَنْجَلِــــــي سَقَمٌ
عَنِ المَرِيضِ بِكُلِّ الكَوْنِ وَالوَطَنِ


لِكُــــــــــلِّ دَاء دَوَاءٌ يُرْتَجَى أَمَلاً
وَاللهُ يُجْلِي مِــــنَ الأَدْوَاءِ وَالدَّرَنِ


كُلُّ ابْــــــــنِ آَدَمَ لاَ تَخْلُو جَوَانِحُهُ
مِنْ كُلِّ دَاءِ وَلاَ يَخْلُو مِنَ الحَزَنِ


كَمْ كَفَّرَ اللهُ ذَنْبًا فِــــــي مَوَاجِعِنَا؟
طَهُورُ نَفْس إِذَا مَا النَّفْسُ تَفْتِنُنِي


للهِ شَـــــأْنٌ بِعَبْد هُــــــــــوَ خَالِقُهُ
إِنْ شَاءَ يُشْفِي مِنَ الأَحْقَادِ وَالفِتَنِ


شَفاكَ اللهُ شِفَاءً مَــــــا لَــــهُ تَبَعٌ
مِنَ الجِرَاحِ وَيرْوِي القَلْبَ بِالسَّكَنِ


يَا رَافِعَ الرَّاحِ تَرْجُو اللهَ يُجْبِرُهَا
لاَ تَحْزَنَنَّ جَوَابُ اللهِ كُـــنْ يَكُنِ.












الشاعر جلال طه الـجميلي – العراق
مولد الـماحي


وافى الربيعُ فقالوا هات يا صاح ..
ماذا ستتحفنا في مولد الماحي..؟
فقلت والنفسُ حيرى من تهيبها..
لم يبقَ حسان من قول لمدّاح..
ما بين (كعب ) لـ(شوقي) ألفُ خالدة ..
تهزُ أعطافها شوقا بلا راح..
حسبي من الأُنسِ في ذكرى ولادته..
أني ملأتُ من الإيمان أقداحي..
وأنني رغم أن الهمَّ يعصرني
عصراً نسيتُ بهذا اليوم أتراحي.
أمجاد العراق


أعَرتُكَ سمعي فلتُحَدِّثْ بما جرى..
وحدّقتُ في الألواحِ ماذا عسى أرى؟
قرأتُكَ حرفاً في كتاباتِ متقن ..
لِما أبدعتْ كُلُ الحضاراتِسطّرا
فأيقنتُ للتأريخِ لوعاتُعاشق ..
يرى في ثرى محبوبهِ..أنّهُ الثرى
وإنّكَ يا هذا..عراقُ مآثر ..
توخّاهُ كفٌّ للخلودِ..فحبّرا.




رحلة


أزمعتَ عن تلكَ الديار رحيلا
أمْ لم يَعُدْ للقائلينَ.. مقيلا؟
أَوَلستَ تدري أن واسعةَ المدى
لم تُغنِ عن تلكَ الرِحابِ فتيلا؟
والخطوة الأولى بأقسى رحلة
لو قستها كانت وحقِكَ ميلا
مَن لم يزدْهُ هُدى الكِتاب هدايةً
أتُراهُ سوفَ يُرتّل الإنجيلا؟.








الشاعر عبد النور عبد الحفيظ - الجزائر


أرض المفاخر 


إن الجــــزائر قـــد تعاظم شأنها 
أرض البطولة والمفاخر سرمدا
فلتفخــــروا أهل الجزائربالهدى 
 إن الهدى في أرضها قد مجـــدا
ولتذكـــروا فخــرالعروبة أرضنا 
 أرض العقيدة والعزيمة والنـدى
ولتذكروا مجد الجزائرفي الـورى 
ولتهنأوا نسل الأشاوس بالفـــــدا
ولتحرسوا أرض الكـرامة إخوتي 
 ولتحفظوا عهد الشهادة إن غـــدا
إن الشهـــــادة عــــزة وكــــرامة 
وهي الوســــــام الطاهرالمتقلدا
ولتذكــروا مجــــدا تليدا قد مضى 
 ولترفعـوا علم الجـــزائــــر سيدا
ولتحفظوا حوض المهـــــابة والإبا
ولتحرقوا ثوب المهانة والـــــردى
ولتشهــــروا سيف المغــاور عاليا 
ولتـدحـــــروا حِلف الخيانة والعدا
ولتعـلنـــوهــــا صيحـــة صداحــة
 تحيا الجـــزائـر دائما طول المدى.




جراحات الأمــــــــة


سأخفي الجراح وصوت الدما
وشكل الدموع ولون الوجـع
وأوهم طفلي أني سعيـــــد
وأحكي لطفلي حياة البجـع
وأسرد رونق تلك الحـــــياة
وروح الأماني وطيف الدلـع
ألملم جمرالحروب بقلــــبي
وأرقب فجرا يزيح الهلــــــع
وأصنع خبزا بقمح الأســـــى
لعل الذئاب تمج الجشــــــــع
وأضحك للبؤس ملء الشــفا
لعل الشفاه تزيل الجــــــــزع.








الشاعر عامر الرقيبة – العراق
سقط القناع


يتطاولون على الجـبال عـزيـزةً
ويـكـادُ يـدفـنُ عـقـلـَهـم سِــــردابُ!


خاضوا بأعراض النبيّ فـديـتــُه 
وكذا يـَطـِنُّ على الضّـريبِ ذُبـابُ


فـإلى مَ ينـخـدعُ الهـِزبرُ بثعـلب  
وإلى مَ تـَكْـذبُ عـيـنـَـهـا الأهــدابُ؟


أفمِنْ عمى الألوان أم مِنْ غـفلة  
يــتــآخــيــــان الـبَّــــرُّ والـكـــذّابُ؟!


أم تحسبون الشحمَ فيمن شحمُهم 
ورَمٌ ومَـنْ أجـســامُهـم أخـشـــابُ؟


يـتـنـــافـخـون بحـبّ آل مـحـمَّـد  
لـكـنّــهـم عـن هــديــهـم غُــيّــــابُ


ولو أنّ كـلَّ رؤوسـهـم بمـخـارز  
طُعنتْ لـسـال الجـهـلُ لا الألـبــابُ


مثـل القـطـيع وراء كـلّ نطـيـحة  
يَجـْـرون جــرْياً والـبـــلادُ خــرابُ


مَـنْ ذا رأى غـنـَمـاً بشـكل أوادِم  
تـجـتــرُّ حـقــداً عـمــرُهُ الأحـقــابُ؟.






الشاعر أمين بوشيخي – الـجزائر
في مزرعةِ الأعرابِ


في مَسرَحِيّةِ الأعرَابِ فَقَط 
جُمِعَت الأموالُ مِنَ النَّاسِ ظُهرًا 
لبِنَاءِ مساجِدَ ذاتَ عَمَد   
تُغلَقُ بَعْدَ العِشَاء 
ثُمَّ يَدخُلُها نَفسُ النَّاسِ حُفَاةً عَصرًا 
يَدعُونَ رَبَّهُم بَيتًا / يقيهم بَردَ الشِتاء 
 

في مَسَاجِدِ الأعرَابِ فَقَط 
يُصَليِّ الإمَامُ بِالمؤَذِنِ فجرًا 
وتُملَأُ المسَاجِدُ زَوَالاً   
لِتَغييرِ الزرابيّ وتَجدِيدِ الطِلاَء 
يَعصُونَ اللّهَ لَيلاً ويُسَبِحُونَهُ نَهارًا 
أليسَ رَبُّ الصَبَاح هُوَ نَفسه ربَّ المَسَاء 
 



في مزرعةِ الأعرابِ فقط
يَبيعُ الرَاعي اللَّبَنَ 
لِيَشتَرِي بِثَمَنِهِ خَمرًا
كي لا تَصحُو النِعَاجُ أبدًا 
مِن سُكْرِ الغَبَاء


غَابَت القطعَانُ عَنِ المرَاعِي شَهرًا
فَاشتكَى الذِئبُ 
الجُوعَ ونقصَ الغِذَاء
وأرسَلَ تَغييرًا دُستُورِيًا لِلكَلبِ سِرًّا
ألم تَقُل أنّنا إخوَةٌ 
في السَرَّاءِ والضَرَّاء


فاعتَذَرَ الكَلبُ 
وأصدَرَ عَلَى الفَورِ أمرًا لكُلِّ الدِيَكَة
بِإلقَاءِ خُطَبِ تَوعِية ضِدَّ الفَحشَاء


ثمّ أفنَى البَيطَرِيُّ نِصفَ القَطِيعِ نَحرًا
بِتُهمةِ نَشرِ الرَذِيلةِ في مُجتَمَعِ الظِباء
والنِصفُ الآخَر..
قُطِعَت ألسِنَتُهُم بَترًا
جَزَاءَ انتِقَادِهِم حُكمَ الرَاعِي/ 
ودارَ الإفتَاءِ/ 
وقِطَاعَ القَضَاء


*
في بُنُوكِ الأعرَابِ فَقَط
تُستَثمَرُ أموَالُ المشَارِيعِ 
تَقَشُفًا وحذرًا
وتُصرَفُ الملاَيينُ 
عَلَى الرَقصِ والغناء
يَنثُرُ الأغنِيّاءُ المالَ 
في السَهَرَاتِ نَثرًا
ويُعطُونَ لِلجَمعِيّاتِ 
بَقشِيشًا مِنْ بَابِ الرِيَاء
كَالذي يَمسَحُ بِيَمِينِهِ 
دُمُوعَ المَكوِيِّ جمرًا
وشِمَالُهُ يَنفُثُ السُمَّ
وقَدَمُهُ تَركُلُ الدواء
*


في اقتِصَادِ الأعرَابِ فَقَط
يَزدَادُ الفُقَرَاءُ فَقرًا
وتَربَى ثَروَةُ الدَجَالِ مِنْ غَيْرِ عَنَاء
دَجَالٌ بِمئَةِ عَين لَيْسَ أَعوَرًا
كُتِبَ عَلَى جبهتِهِ خَائِنْ
يَقرَؤُها الأُمِيُّونَ قبل القُرَّاء


يأمُرُ البُنُوكَ فَتُخرِجُ كُنُوزَهَا فَورًا
فَيتبَعُهُ نُوَّابُ البَرلَمان
وسَبعُونَ مِنَ الوُزَرَاء
كما أنّه شَيَّدَ بِسوِيسرَا قَصرًا
تَحُفُهُ جِنَانٌ 
تُسقَى مِنْ آبارِ الصَّحرَاء
ويجرِي وَسَطَ جَنَتيهِ نَهْران
بِرائِحَةِ البِترُول/ 
وذَوقِ الخَمرِ/
ولَونِ الدِمَاء.






الشاعر محمد براح – الـجزائر
أختنا في الله مريم


ماعدت صوفي أيها الناس اعلموا 
وأنا الجديدة في الهداية مريم


فاضبط حروفك في الخِطاب فربما 
ما تزال يا مكرون لا تتعلم 


واضبط كلامك إن نطقت بجملة 
وأنا لهجت بما يقول المسلم 


الله ربي والنبي محمد 
فاضبط حسابك حينما تتكلم 


لم تغرني باريس بعد تشهدي 
أبدا ولايغري الذي تتوهم


سأعود حيث ولدت أجمل مولد 
مالي بها هذا الفؤاد مهيم 


أسلمت يا عذب الشهادة في فمي 
لذ الشراب بها ولذ المطعم


هذي خُطَى الإسلام تزحف نحوكم
ولذا أرى ماكرونهم يتأزم.






نشيد الناجحين 


رغم الآلام مع المحن 
سنديم الفرحة للوطن 


فرحا بنجاح نحسبه 
يحمي الأوطان من الوهن 


رغم الأسقام وقتلانا 
قاومنا أعباء المحن 


ورفعنا القلم بيمنانا
غرد ياطير على الفنن


يانشء أعد مجد الماضي 
ماغاب سناه ومن زمن 


بالحبر نعيد تألقنا
ونحطم أغلال الوثن 


وبأقصى الصوت نقول لهم 
وطني وطني غالي الثمن 


والريح ستجري نجبرها 
وكما ستريد لها سفني 


ونقول هنا نحيا وهنا 
بالعلم نثور على الفتن 


معنا الأستاذ يعلمنا
يا أشرف جهد في المهن 


والصبح قريبا يحضننا
بالضحكة في وجه الحزن 


في الدِّين ملاذ سعادتنا
قلنا في السر وفي العلن 


إسلامي نهج حررنا 
يسمو بالعقل وبالبدن 


ونقول إلى الناس الحسنى
والأحسن أفضل من حسن 


يجري الإحسان على يدنا 
لاحاجة في اللفظ الخشن 


والأقصى يدعو منقذه 
من ظلم المغتصب النتن 


فجميعا ننشد في جذل 
وطني وطني طول الزمن 


وطني وطني غالي الثمن 
نفدي بالروح وبالبدن.






الشاعرة مديحة طوقي - الـمملكة الـمغربية
فلسطين


في وسط عتمات سقطت دموع
في جوف هذياني وسط صقيع


أمواج من البغضاء غمرت ضوءا
إذ ما لاح ذكرك طاب خشوعي 


على شطآن بحرك كم ترامى؟ 
قلب يهوى إلى ثراك رجوعي 


تبارك من حياك بأقصى قدس 
له تهفو القلوب نبض ولوع 


لهفي على أرض تدنس طورها
بمن سعى إلى صلب يسوع 


لئن طالت عليك الليالي عتما 
سيشرق ضوء الفجر في سطوع.




طيف يلاحقني


في رياض الكون سارت خطوتي 
فرأيت ما قد سكن داخل مهجتي 


كم تألقت في الحدائق زهرة؟ 
سلبت لبي وسبت نظر حدقتي 


ما ذلك السر كيف غاب شوكها؟
بل كيف ذاع عطرها في نشوة؟ 


والصمت يسري والسكون ملامح
والريح تعصف منها بكل بتلة 


الحسن في الروض تبدى آية 
من زهرة حتى دموع الغيمة 


فلَكم َتوق إلى الجَمال تحسرا؟
عم تحذر بالدنى نبض قسوة.