إنك لم تتذوّق حنان الأبوة!..

  • PDF

* أبو اسماعيل خليفة  

يروى أنه في خلافة أبي جعفر المنصور أقبل ذات يوم غلام من العرب فسأله المنصور عن أبيه.
فقال الأعرابي: مرض والدي رحمه الله يوم كذا وكذا.. ومات رحمه الله يوم كذا وكذا.. وترك والدي رحمه الله كذا وكذا..
فانتهره الربيع وزير الخليفة قائلا: ما هذا الحُمق؟.
كيف توالي بالدعاء لوالدك وأنت بين يدي أمير المؤمنين؟.
فقال له الأعرابي: لا لوم عليك.. إنك لم تتذوق حنان الأبوة!!.
ذلكم ـ أحبتي ـ لأن الربيع كان مولىً للمنصور لا يعرف له أب فهو ابن أبيه وقد حُرم حنان الأبوة فلم يكتب لعينيه ان تريا غير هذا السواد وهذا ما جعله ينتقد الغلام حين ترحّم على والده..
فلو أن معاليه تذوّق أيام طفولته حنان الأبوة لكان من المعجبين بهذا الغلام..
فيا لَتعاسة الذين فقدوا حنان الأبوة إنهم في ضيق من الأرض وقد رحُبت يفقدون السعادة ولذة الحياة ولو ملكوا مقاليدها!.
ويا لَسعادة الذين هم تحت رحمة الأبوة وحنانها وإن كانوا في عسر من الحياة فهم يرون كل ما في الوجود جميلا!
وهنيئا للذين سبحوا ويسبحون في أرجائها... 
اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا -أحياء وأمواتا- كما ربيانا صغارا.. واجزهم عنا أحسن الجزاء..