نرفض إيقاف الدراسة لأن عواقب هذا الخياروخيمة جدا

  • PDF

مراصد 
إعداد: جـمال بوزيان

أخبار اليوم ترصد آراءأساتذة حول احتمال غلق المؤسسات التعليمية
نرفض إيقاف الدراسة لأن عواقب هذا الخياروخيمة جدا

كثر الحديث عن مواصلة المؤسسات التربوية والتعليمية لعملها أو إيقاف الدراسة بسبب تفشي كوفيد 19 .. وقد تباينت الآراء.
سألنا أساتذة عنأولويات الاهتمام بكل ما تحتاجه المؤسسات التربوية والتعليمية في هذا الظرف وهو تحمل المسؤولية كاملة ومقاومة عدوَى الفيروس وعدم غلقها وتوفير كل عوامل نجاح العملية التربوية والتعليمية وعن أخطار إيقاف الدراسةعلى الجيل الحالي والمجتمع والبلد حيث تبدو أكثر مما تفرضه الجائحة.

الأستاذ حشاني زغيدي
على السلطة الوصية تفعيل خطط الوقاية المستدامة في أبعادها الشاملةودعم المنظومة التربويةوالتعليمية لتواكب الظروف المستجدة

إن الحدث اليوم يفرض نفسه ليقي بظلاله في موائد النقاشات والدراسات ويفرض نفسهليكون حديث الساعة لأنه يرتبط أساسا بمستقبل الأجيال ومستقبل الحافظ على حياة الإنسانية وفي حديثي مع صحيفتي وقرائي  سيكون حديثا موضوعيا بعيدا عن العواطف أو ردود الأفعال فالحديث عن مواصلة المؤسسات التربوية والتعليمية وعودتها لأداء أدوارها المنشودة أو الميل لإيقاف الدراسة خوفا من تفشي كوفيد 19 أمر  واجب والتفكير فيه بل هو من صميم  واجب الاهتمام بشؤون الأمة لأنه  فريضة دينية وضرورة إنسانية. أقول بتوفيق من الله وعونه الكل يعلم أن العالم يعيش اليوم وضعا لا يحسد عليه بسبب جائحة كوفيد 19 يعيش وضعا أضر بجميع مناحي الحياة حتى أصبح الوضع مقلقا جدا وأصبح وضعا لا يطاق ونحن نرى العالم برمته يبحث عن النجاة وأصبح العالم المتقدم الذي يمتلك المنظومات الصحية التي تتحكم فيها تكنولوجيات متطورة ويملك بنيات صحية متقدمة وكوادر علمية نابغة يقف عاجزا عن احتواء الأزمة فما بالك من هم دون ذلك؟ وأعني بها الدول المتخلفة أو قل الفقيرة أو السائرة في طريق النمو الكل تأثر بهذه الموجة العنيفة غير المألوفة التي هزت أركان العالم ونحن نرى ونبصر الآثار السلبية التي ظهرت بوجه خاص فيالنواحي الاستراتيجية والمهمة فتراجعت عجلة النمو الاقتصادي والتجاري كما ظهرت آثاره السلبية مضاعفة على الصعيد التعليمي-الذي يخص حديثنا- فدخلت المدارس والجامعات والمعاهد في عطلة طويلة طوعية  دامت شهورا وقد أضرت بمستقبل المنظومة التربوية. إن غلق أبواب المؤسسات التعليمية في بداية الأزمة كان طبيعيا لخطورة الوضع النفسي والصحي الذي يعيشه العالم بسبب المخاوف والأخطار الناجمة على صحة الإنسان. يكفي لبيان خطورة الوضع متابعة الإحصاءات والأرقام المخيفة التي تصدرها المراكز المتخصصة فكل   التقارير الأولية تشير إلى عدد الإصابات في الأطقم المباشرة لجائحة كوفيد 19 . وإن تأثير تلك المخاوف طبيعي لأن العالم لم يتأقلم مع الجائحة وأخطارها كما هو حرص على صحة تلاميذناوأُسرهم والأطقم الساهرة..حرص يفرضه نقص جوانب تأهيل الأطقم والموارد والهياكل الصحية بما فيها الخدمات الصحية. وقد زاد العبء المسجل على رعاية الفئات الفقيرة ذات الأجور الضعيفة حيث أصبح أولياء التلاميذ ملزمينبشراء الكِمامات والمعقمات نتيجة عجز الكثير من المؤسسات توفيرشروط البرتوكول الصحي المفروض وزاد على ذلك حاجة الطلاب للوازم المدرسية جعل الأُسر منهكة بحمل يفوق طاقتها. وأما إذا عدنا إلى الوضع الذي تعيشه المؤسسات التربوية ومنظومتها التربوية فإن الحديث عن الوضع ذو شجون! نظرا للواقع الذي تعيشه المدارس فهو واقع مقلق جدا..ضغط في البرامج ضخامة في الحجم الساعي وتذبذب في تنظيم جداول الخدمات وانعدام الاستراحات البيداغوجية للتلاميذ فالتلاميذ محبوسون في الأقسام ستة حصص أو تفوق   كأنه حظر للتجول.. إن التعليم والتعلم في ظرف العزلة الاجتماعية بسبب جائحة كوفيد 19 ينجم عنه العنف الجسماني بين التلاميذ بسبب الضغوط لأن علمية التربوية تفاعلية نشطة.  وما يزيد من سوء الوضع تدمر الكثير الأطقم التربوية لفقدان الأمان والخوف الطبيعي من العدوَى وإن جميع هذه الآثار تجعلنا أكثر حذرا وحيطة وأن هذه الآثار تجعلنا أكثر إدراكا ووعيا للمخاطر لأن رأس مال أي نظام أو دولةهو الحفاظ على الأرواح وأن الصحة رأس مال مهم وأن تحصيل الوقاية أمر مهم جدا وأن تحقيق   التعافي من هذه الجائحة سيد الأهداف وأرفعها. لهذا.. أقدم نصيحتي بصفتي أستاذا ومسيرا تربويا قضى زهرة عمره في قطاع التربية وأقترح جملة من التدابير التي أحسبها خادمة: - الالتزام الحرفي بالبرتوكول الصحي في المدارس التعقيم اليومي للمدراس توفير الكِمامات والمعقم مجانا للتلاميذ توفير حماية كافية للأطقم التربوية جميعها تخفيف المناهج والبرامج الاكتفاء بالمواد الأساسية في التدريس تمكين التلاميذ من استراحة بيداغوجية بين الحصص منح الأساتذة استراحة بيداغوجية يومي السبت والجمعة منح المفتشين والمديرين مرونة في تكييف جداول الخدمات تكيفا مع وضع الجائحة تفعيل تقنية التحاضر عن بعد في التنشيط التربوي التكويني إشراك كل الفاعلين في التربية في المشاركة بما فيهم شريحة المتقاعدين تفعيل وحدة الكشف والمتابعة لأداء أدوارها وتوفير حماية بطاقم طبي فاعل. ختاما.. على السلطة الوصية تفعيل خطط الوقاية المستدامة في أبعادها الشاملة منظومة تواكب الظروف المستجدة تكوين الأطقم التربوية وكواردها على تكنولوجيا العصر وتفعيل الشركاء الاجتماعيين من المرافقة في تقديم يد العون والمساعدة خدمة للأجيال وتحصينا وحماية للوطن. 


الأستاذ والمفتش الإداري عبد الحفيظ بوزكري
أملنا كبير فيحل السلطات الوطنيةوالمحلية للمشكلات الجوهرية التي يتكبدها الأساتذة والتلاميذ في حُجْرة الدرس 


انطلاق الدراسة هذا الموسم رغم التأخر المسجل في الموسم الفارط وتبعاته السلبية على مردود التلاميذ وتأخر تنفيذ المناهج التعليمية كان له الأثر السلبي العميق في انطلاقة متعثرة ومحتشمة بكل المقاييس في ظل إعداد ترسانة من البروتوكولات الصحية المُعَدة من الدولة سعيا منها في الوصول إلى تحقيق دخول مدرسي يكفل للمتعلم ورجل التربية عموما دخولا مدرسياآمنا وفي ظروف احترازية شديدة الحساسية..هذا كان على المستوى النظري فحسب أي الإجراءات والمقترحات المفترضة والمناشير والتعليمات التي تتهاطل يوميا على المؤسسات دون أن نجد لها تجسيدا حقيقيا في الميدان.. هذا الذي يوصف بالبروتوكول الصحي الذي أسال الكثير من الحبر وروج له في كل وسائل الإعلام الثقيلة والخفيفة لم يشهد له أي نجاح خصوصا في ظل تبعية المدارس الابتدائية تحديدا للبلديات..هذه التبعية التي أورثت نتائج وخيمة وبمعنى أدق أنها عجزت عن توفير أدنى المستلزمات الضرورية في البروتوكول الصحي إلا ماندر حيث كان دخولا ارتجاليا محضا لولا المبادرات الشخصية والمساعي الحثيثة لمديري المدارس الابتدائية في إجراء دخول مدرسي على حسابهم الخاص وتضامن الأساتذة وبعض أولياء التلاميذ والجمعيات الخيرية في بعض المؤسسات في اقتناء بعض اللوازم الضرورية لإجراء دخول مدرسي محتشم لا يرقى إلى ما نظر له على المستوى الرسمي ولا حتى إلى طموحات الأولياء..كيف لا ونحن لا نزال نستقبل تلاميذ دون كِمامات ولا معقمات حيث عجزت معظم المؤسسات التربوية عن تنفيذ هذا البروتوكول خصوصا في مراحل التعليم الابتدائي.
أما الحديث عن المراحل التعليمية الأخرى فالأمر يختلف فهي أقل ضررا نظرا لتخصيص ميزانيات ونفقات كفيلة بأن تحقق الحد الأدنى من مستلزمات الوقاية كالكِمامات والمعقمات وغيرهارغم المحاولات الجادة لتطبيق البروتوكول البيداغوجي في كل المؤسسات التعليمية والتفويج والتخفيف من المناهج وتكييف التواقيتكما لا يخفى على الجميع.
أما سؤالكم فيما يتعلق بإيقاف الدراسة من عدمها.. فالدراسة مستمرة بكل صورها لكننا اليوم أمام تحد كبير وصارخ مفاده: قلة الوسائل والمستلزمات التي صارت تقف حَجَر عثرة أمام أي تحسن في سير الدراسة..لكننا في كل الأحوال نحيي رجالات التربية بمختلف أطيافهم على المجهودات الاستثنائية المبذولة فيالميدان.. والمراجعات اليومية للمخططات البيداغوجية والتواقيت الأسبوعية من الوزارة زيادة ونقصانا وحذفا ودمجا التي لم تستقر على حال..وهذا ما يؤكد في تقديري حالة التخبط التي عليها الوزارة اليوم من صعوبة إيجاد صيغ مناسبة لاستمرار التمدرس من جهة والاستجابة لمطالب رجل التربية من توفير الحماية الكاملة وكل الشروط الصحية والبيداغوجية في حُجُرات الدرس فالأمر حقا ليس هينا على دولة كالجزائر خرجت من نفق مظلم وورثت تبعات تركة ثقيلة من الأزمات المختلفة..أن تنجح في تنظيم دخول مدرسي متشعب المشكلات..وقد كانت شبه مغامرة وجرأة أن انطلقت الدراسة بإمكانات متواضعة جدا وذلك بفضل تكاتف وتضامن جهود الأسرة التربوية استطعنا أن نمنح لأبنائنا فرصة العودة إلى مقاعد الدراسة من جديد بعد غياب طال أمده حيث أنساهم حتى أبجديات القراءة والكتابةبعد مرور قرابة عام دون الاستماع إلى صوت المعلم وربما تصفح كتاب ما بالكم بالدراسة؟ وهذا في حد ذاته يعد نجاحا باهرا وقفزة نوعية.
وبصفتنا رجال تربية لا نزال نرفض غلق المؤسسات وإيقاف الدراسة لأن عواقب هذا الخياروخيمة جدابالنظر إلى التأخر الفادح في دراسة أبنائنا وتراكمات المشكلات ونحن مصممون على العمل لكن بالمقابل نناشد السلطات المعنية الاهتمام أكثر بظروف تمدرس تلاميذ التعليم الابتدائي تحديدا نظرا لما تعانيه من صعوبات جمة أهمها: قلة الموارد المُرصَدة لها واستقلاليتها ماليا عن الجماعات المحلية والتكفل التام خصوصا بالطبقات الهشة التي عجزت عن توفير حتى مستلزمات الدراسة فما بالك بالكِمامات والمعقمات الطيبية وغيرهما؟ رغم المجهودات المبذولة من جميع الأطراف تظل ظروف التمدرس حرجة في غياب حماية شاملة وتكفل تام بتجسيد البروتوكول الصحي.
وأملنا كبير في أن تلتفت السلطات الوطنية عموما والمحلية بصفة أخص للمشكلات الجوهرية التي يتكبدها الأساتذة والتلاميذ في حُجْرة الدرس.. وتتجاوز الوعود الواهمة من أجل استمرار التمدرس في ظروف أحسن..اللهم ارفع عنا هذا الوباء.


الأستاذة زهرة سايب
عمل المدرسة الجزائرية لابد أن يستمر.. والتعايش مع هذا الوباء ضرورة


إن فتح المدارس زمن كورونا 19 يعد تحديا كبيرا وجهادا عظيما يجب اتباع الطريق الأقل ضررا بمعنى أن غلق المدرسة يعد خطرا حقيقيا يهدد مصير الجيل بأكمله وفتح المدرسة أيضا يعد خطرا على صحة القطاع والمجتمع ككل.
إن المدرسة الجزائرية تعاني.. ويمكن القول إنها مريضة.. الظروف مزرية جدا لذلك فإن العقل يقف متسائلا: كيف يمكن توفير التدابير الوقائية وتطبيق البروتكول الصحي في مناطق غير مهيأة؟ وكيف يمكن النجاح في مثل هذه الظروف؟.
لنفترض أن الوسائل متوفرة فهل يتوفر الوعي الكافي بخطورة هذا الفيروس؟وهل التلميذ والولي لهم حرص كبير على الوقاية التي هي أهم من العلاج؟.
من الغرائب أني سمعت تلميذة تحدث أمهاباستهزاء أن المعلمة تقول لهم : ترادف .
وبعد اللمس والقرب تطلب منهم أن يتباعدواداخل القسم وهناك من يجلس بجانب زميله ملتصقا به عبر وسائل النقل وبمجرد الدخول إلى القسم يجب التباعد!.
الأمر يتطلب وعيا ومسؤولية أكثر الكل من منبره مسؤول عن سلامته وسلامة غيره.
إن عمل المدرسة الجزائرية لابد أن يستمر.. والتعايش مع هذا الوباء ضرورة لابد من تظافر الجهود وتطبيق التدابير الوقائية على أرض الواقع.


يتبع