وجوب التمسك بتعاليم الدين الحنيف.. دون الانجرار نحو المؤامرات

  • PDF

مراصد 
إعداد: جـمال بوزيان

أخبار اليوم ترصد آراء أساتذة حول تعليم أبناء المسلمين في فرنسا
وجوب التمسك بتعاليم الدين الحنيف.. دون الانجرار نحو المؤامرات

‏‏أعد ماكرون مشروع قانون سيعرض على البرلمان الفرنسي الشهر الجاري محتواه فرض قيود على كل من يعلم أبناء المسلمين في منازلهم ويعاقب مشروع القانون جميع المخالفين بعقوبتي السجن النافذ و الغرامة المالية .
سألنا أساتذة: ماذا يعني ذلك في دولة تدعي المساواة وحرية المعتقد وحرية الفكر وحرية الثقافة وحرية الرأي وحرية التعبير عن كل ذلك وألا يعد ذلك انتهاكا للخصوصية الفردية؟.ولِمَ كل ذلك؟ وما اقتراحاتكم للمسلمين في فرنسا الذين يجتهدون في تعليم أولادهم كل ما ينفعهم اليوم وغدا وينفع المجتمع الذي يعيشون فيه بالمشاركة في الحياة العامة؟.

الأستاذ نور الله عبد الحفيظ
العلمانية الغربية من نظرية فصل الدين عن الدولة إلى إلزامية فصل الدين عن الحياة..إضطهاد العلمانية للجالية المسلمة في فرنسا أنموذجا

قال الله تعالى: (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام) الآيتان رقم 36 و37 من سورة الزمر.
وقال: (..إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُم عَدُوًّا مٌّبِينًا).الآية رقم 101من سورة النساء.
من منطلق الآية الكريمة والمتأمل في ما يجري في الساحة السياسية العالمية اليوم خصوصا الدول الغربية التي فشلت في حل مشكلات بلدانها ليجد أنهم يجاهرون بعداوتهم للإسلام عبر الأزمان وتجدها اليوم في خطاباتهم الرسمية ويرمون الإسلام من قوس واحد وتتجلى العداوة في تشجيعهم لكل ماهو ضد الإسلام والمسلمين.
ومن أمثلة ذلك ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بالمسلمين هناك خلال حملاتها عبر الإعلام الحاقد كالمذيع الأمريكي المعروف بعداوته للإسلام نيل بورتز الذي كان من عشرة إعلاميين معروفين بعداوتهم للإسلام وقد اجتمعوا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبقجورج بوش الابن آنذاك وبعدها قام نيل بورتز بتقديم برنامج إذاعي يسخر فيه من المسلمين ومن الصيام ولقَى رواجا سياسيا كبيرا في بلده.
وفي فرنسا قام الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بمنع الحجاب في التعليم حينما كان وزيرا للداخلية منتهكا الحريات الدينية والخصوصيات الفردية.
ومن ألمانيا قامت إنجيلا ميركل بتكريم الرسام الدانماركي كيرت فيسترغاردصاحب الرسومات المسيئة للرسول صلى اللهعليه وسلم  بـ جائزة حرية الصحافة مكرسة الكراهية والمساس بالجاليات المسلمة والأمة الإسلامية جمعاء.
وقد منحت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية سلمان رشدي صاحب كِتاب آيات شيطانية المسيء بشدة للإسلام ولقب فارس لأنه بادر بتشويه الإسلام وظهرت شادةً على يديه ومشجعة له.
فمن خلال هذه المواقف المتكررة من الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا يتبين لنا الحقد الدفين الذي يضمرونه وقد أظهروه عنوة ضد الإسلام والمسلمين من خلال تسخير كل الوسائل المادية والبشرية ويحاولون كل مرة افتعال مشكلات مع الدول المسلمة والجاليات العربية المسلمة وبالتحديد في فرنسا التي توجد بها أكبر الجاليات العربية المسلمة والتي فاقت 6 ملايين نسمة وذلك بالتضييق عليهم وسن قوانين رادعة ضدهم ومنعهم من الحرية الدينية والحياة الاجتماعية الكريمة وفرض شروط على الأولاد في التعليم كي يجردوهم من هويتهم الإسلامية وذلك كي يخفوا عوارهم وإخفاقاتهم المتكررة وفشلهم الذريع في تسييس شعوبهم المترنحة في براثن العلمانية التي فرضوها عليهم والتي جرتهم لعديد الأزمات الأخلاقية والاقتصادية على حساب المسلمين والجاليات المسلمة المقيمة في أوروبا خصوصا الأشهر الأخيرة ومع ظهور جائحة كورونا 19 التي شلت الدول الغربية فأرادت توسيع الأزمة وذلك بالهجوم على الإسلام والمسلمين مرة أخرى وبشكل مباشر لأن الإسلام دين سلام ومساوات ورحمة وعدل كما قال شاعر فرنسا لامارتينعن الإسلام : هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يفي بمطالب البدن والروح معا دون أن يُعرِّض المسلم لأن يعيش في تأنيب الضمير وهو الدين الوحيد الذي تخلو عباداته من الصور وهو أعلى ما وهبه الخالق لبني البشر .
هذا واقع عملي يقطع عليهم مآربهم الخبيثة التي ترتكز على الجوانب المادية البحتة وعلى البهيمية القمئة التي تتطلع لإشباع رغباتهم وشهواتهم ولو أدى ذلك لوأد الضعفاء من شعوبهم أو إلى الحرب والتشريد والإبادة للشعوب الأخرى خصوصا المسلمة منها قال الله تعالى: (لاَ يَرقُبُونَ فِي مُؤمِن إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ المُعتَدُونَ). الآية رقم (10) من سورة التوبة.
والواقع يدل على همجية الدول الغربية المعادية للإسلام والمسلمين من منطلق عقدي بحت وحقد دفين توارثوه كابرا عن كابر ومع كل تلك الصفات الدنيئة التي اتصفوا بها والمكر الذي يكيدون به لأمة الإسلام تجد أن الإسلام الحنيف يحرم تلك الصفات ويجرمها تحت أي غطاء وتحت أي ذريعة فهو دين رحمة وأمان وعدل ومساواة خلاف الشرائع المحرفة الأخرى التي تتسم بالهمجية وكما قال الفيلسوف جورج برناردشو: ..الإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها ولا نجد في الأديان حسناته! ولقد كان الإسلام موضع تقديري السامي دائما لأنه الدين الوحيد الذي له ملكة هضم أطوار الحياة المختلفة والذي يملك القدرة على جذب القلوب عبر العصور وقد برهن الإسلام من ساعاته الأولى على أنه دين الأجناس جميعا إذ ضم سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي فانصهر الجميع في بوتقة واحدة.. .
وقد عجزت الدول الغربية أن تفعلها لاحتوائها على تلك النزعات المادية العلمانية الآثمة التي تدعي الحضارة والمساواة والحرية الاجتماعية والدينية وحرية التعبير وعلى رأسها فرنسا العجوز الكاهنة التي تطبق كل تلك الشعارات الرنانة مع كل الشرائع والطوائف عدا الدين الإسلامي الحنيف والمسلمين وبالأخص الجالية المسلمة القاطنة هناك ولاجرم أنها العداوة المستميتة الأبدية للإسلام والمسلمين التي جسدها الإليزيه بفرنسا وطبقتها عمليا بانتهاك الخصوصيات الفردية للمسلمين وذلك ظاهر من خلال حملاتها السياسية الشرسة الممنهجة والمتكررة والمدسترة بلا هوادة هذه هي فرنسا التي قال عنها العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله : .. إنَّ فرنسا عدو الإسلام في ماضيها كله وفي حاضرها فلم يكتب تاريخُها أنها جاوَرَتْه فأحسَنَت!أو قدَرت عليه فعَفَت! أو عامَلَتهُ فصدَقَت! أو حكمت أهلَه فعدَلت! ودل الواقع المشهود على أنه لم يَجْنِ منها إلا الكيدَ له بعيدًا والإضرارَ به قريبًا.. .من آثار محمد البشير الإبراهيمي 3-315.
لاغرابةفي ما تفعله الدول الغربية نحو الإسلام لأن الدول الغربية تكنحقداللإسلاموالمسلمينولاتتقاعسفيالكيدأبدامنمنطلقعقدي.
قالاللهتعالى: ﴿إِنَّهُمْيَكِيدُونَكَيْدًاوَأَكِيدُكَيْدًافَمَهِّلِالْكَافِرِينَأَمْهِلْهُمْرُوَيْدًا﴾. الآيات رقم 15 و16 و17 منسورةالطارق.
وقالاللهتعالى :﴿.. وَيَمْكُرُونَوَيَمْكُرُاللَّهُوَاللَّهُخَيْرُالْمَاكِرِينَ﴾. الآية رقم 30 من سورة الأنفال.
رغمكلالظروفالمحيطةبالمسلمين وأبنائهم في الدول الغربية أشدعلىأيديهموأدعوهمللصبرعلىالبلاءوالحفاظعلىالهويةالإسلاميةوالعربيةوغرسهافيالنشء معالحفاظعلىالاتزانوالصورةالحسنةلمبادئالدينالإسلاميوالثقافةالعربيةالأصيلةكمالقالالعلامةمحمدمحمودشاكررحمهالله: هذهالنُّذرالمُخِيفة..منهذاالصراعالمُربينثقافتناوثقافةعالمالاستعمار يوجبعليناجميعاأننعيدالنظرفيأساسالتعليمكلهمنالمدرسةالابتدائيةإلىالجامعة كمافعلتكلأممالحضارةالحديثةوكمافعلتكلالحضاراتالسالفة.. .
وواجبعليهمكذلكالاتحادوالتمسكبالدينالإسلاميالحنيفوبتعاليمهوعلىرأسهاالتوحيدالخالصلربالأرضوالسماء وأنلايهملواركنالولاءوالبراءلأنهأوثقعرىالإيمانوأنيحذرواكلالحذرمناستدراجالعدوالظاهرلهموالحرصمنأنلايقعوابينحبائلالعدوالخفيالداعمللعدوالظاهروأنيثبتواأمامكلفتنةهوجاءوألاينجرفواوراءكلحماقةوأنيعدواالعدةليتصدوالمنيريدأنيتطاولعلىعقيدتهمكماقالالعلامةمحمدالبشيرالإبراهيمي: ..إنالصهيونيةوأنصارهامصممون فقابلواالتصميمبتصميمأقوىمنه وقابلواالاتحادباتحادأمتنمنهوكونواحائطًالاصدعفيهوصفّاًلايُرقَّعبالكُسالى.. .




الأستاذة سامية بن يحيى
تعليم أطفال المهاجرين المسلمين وغير المسلمين في فرنسا


لايزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عازما على المضي قدمًا في خططه لمكافحة ما يراه انفصالية إسلامية هذه المرة يبدو أن التركيز سيكون أكثر على المنظومة التعليمية من أجل تعزيز المبادئ الجمهورية العلمانية في فرنسا ففي عام 2018 أدخلت الحكومة الفرنسية قانون جاتيل الذي غيّر سن التعليم الإلزامي من 6 إلى 3 سنوات وجعل فتح وتشغيل مدرسة خاصة مستقلة أكثر صعوبة كما نص مشروع القانون على أن مديري المدارس إلى جانب معلمي المدارس الإعدادية والثانوية يحملون الجنسية الفرنسية وهي مادة يقول البعض إنها تؤثر بشكل غير متناسب على المدارس الإسلامية ناهيك عن قانون منع ارتداء الحجاب أو الحجاب الإسلامي في المدارس الفرنسية وقد أثارت هذه الحادثة أيضًا جدلاً حول ارتداء الأمهات للحجاب في رحلات مدرسية عندما لا يُسمح للمعلمات بذلك مما أدى ذلك إلى تعرض وزير التعليم لانتقادات واسعة بسبب إشارته إلى أن الحجاب غير مرغوب فيه وقد تم فرض حظر على الحجاب الإسلامي وغيره من الرموز الدينية البارزة في المدارس الحكومية في فرنسا عام 2004 وفي عام 2011 أصبحت فرنسا أول دولة أوروبية تحظر الحجاب الإسلامي الكامل للوجه في الأماكن العامة في حين ظلت البدائل مثل الحجاب الذي يغطي الرأس والشعر قانونية.
فالإصلاحات الجديدة تفترض أن نظام المدارس العامة الفرنسي شديد المركزية هو الخيار الصحيح لجميع الشباب الفرنسي وأن الحد من خيارات التعليم البديلة - وخاصة المدارس الإسلامية - سوف يحوط من التطرف والانفصال والتعاليم التي تتعارض مع الأعراف الجمهورية الفرنسية العلمانية كما صرح دارمانين لصحيفة لو فيجارو يجب أن ننقذ أطفالنا من براثن الإسلاميين حيث نجد حوالي 70 بالمائة من المدارس المستقلة غير دينية بينما 17 بالمائة كاثوليكية وحوالي 5 بالمائة مدارسة إسلامية ومن هنا فإن فرض قيود على التعليم في المنزل وعقوبات أقسى لمن يرهب المسؤولين الحكوميين كانت لأسباب دينية وسياسية حيث يتم تقديم رقم تعريف وطني (INE) لجميع الأطفال ويتم استخدامه بموجب القانون لضمان التحاقهم بالمدرسة وبالتالي هذه الأرقام موجودة بالفعل داخل النظام المدرسي ولكنها ستشمل أيضًا الأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المنزل وأولئك في بعض المدارس الخاصة في حين قد يواجه الآباء الذين يخالفون القانون عقوبة تصل إلى ستة أشهر في السجن بالإضافة إلى غرامات كبيرة. 
ومن هنا فالمتتبع للتعليم الإسلامي في فرنسا يجد أن أول مدرستين ابتدائيتين للمسلمين تم افتتاحهما عام 2001 لتصل اليوم إلى حوالي 70 مدرسة مقابل 7500 كاثوليكية و200 يهودية وأكثر من 30 بروتستانت -حسب الإحصاءات المقدمة من الحكومة الفرنسية 2019- حيث تدرس المدارس الإسلامية في فرنسا مواد مدرسية نموذجية بالإضافة لتوفير التعليم الديني والبيئة كما أن الغالبية العظمى من المدارس الإسلامية ليست ممولة من طرف الدولة وتنطبق الإصلاحات المدرسية المقترحة على جميع المدارس التي تحاول فتح أو التقدم بطلب للحصول على تمويل حكومي.
مع ذلك يمكن التفاؤل والقول إن المسلمين حققوا بعض المكاسب في التحصيل التعليمي خلال العقود الأخيرة حيث ارتفعت نسبة المسلمين (الذين تبلغ أعمارهم 25 عامًا فأكثر) الذين لديهم بعض التعليم الرسمي على الأقل بمقدار 25 نقطة مئوية في الأجيال الثلاثة الماضية من أقل من النصف (46 بالمائة) كما ضاقت الفجوة بين الجنسين في التحصيل العلمي في جميع أنحاء العالم وحسب دراسة ديمغرافية بعنوان الدين والتعليم حول العالم ديسمبر 2016 نجد ما يقرب من أربعة من كل عشرة (36 بالمائة) من البالغين المسلمين لا يزالون بدون تعليم رسمي على الإطلاق وهذا يشمل 43 بالمائة من جميع المسلمات و30 بالمائة من الرجال المسلمين و8 بالمائة من البالغين المسلمين - بما في ذلك 10 بالمائة من الرجال المسلمين و6 بالمائة من النساء المسلمات - حاصلين على تعليم ما بعد الثانوي.
أما على الصعيد العالمي يبلغ متوسط عمر البالغين المسلمين 5.6 سنوات في الدراسة وعلى المستوى الإقليمي يتراوح المتوسط بين 13.6 عامًا بين المسلمين في أمريكا الشمالية ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان من 3 ملايين إلى 10 ملايين شخص بحلول عام 2050 إلى 2.6 عامًا فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث من المتوقع أن يتوسع إلى 670 مليونًا بحلول منتصف القرن ومع ذلك نجد ما يقرب من أربعة من كل عشرة (36 بالمائة) من البالغين المسلمين لا يزالون بدون تعليم رسمي على الإطلاق. وهذا يشمل 43 بالمائة من جميع المسلمات و30 بالمائة من الرجال المسلمين و8 بالمائة من البالغين المسلمين بما في ذلك 10 بالمائة من الرجال المسلمينو6 بالمائة من النساء المسلمات حاصلين على تعليم ما بعد الثانوي.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما يقرب من ثلثي المسلمين البالغين (65 بالمائة) ليس لديهم تعليم رسمي وينطبق الشيء نفسه على ما يقرب من أربعة من كل عشرة بالغين مسلمين في ما يسمى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (42 بالمائة) وثلاثة من كل عشرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (32 بالمائة) وبالتالي فإن جميع المسلمين البالغين تقريبًا الذين يعيشون في أمريكا الشمالية و95 بالمائة من هؤلاء في أوروبا لديهم على الأقل بعض التعليم الرسمي ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد المسلمين إلى أكثر من 70 مليونًا في عام 2050. 
ختاما ما يمكن قوله إن التعليم في فرنسا سيشهد توسيع الهوة بين المسلمين وغير المسلمين طالما أن الإصلاحات الجديدة قد تم ربطها بتسييس الخطاب المتصل بالتطرف الإسلامي أو الانفصالية مما سيؤدي أكثر إلى وصم مسلمي فرنسا فضلاً عن تزايد عدم الثقة والشك في المدارس الإسلامية وهذا بدوره يؤدي إلى تضييق الخناق على الجالية المسلمة.