قبسات من بساتين الشعر العربي

  • PDF

مراصد
إعداد: جـمال بوزيان

أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قبسات من بساتين الشعر العربي

ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم الـمبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم. 

الشاعر نور الدين العدوالي– الـجزائر
نعم أنا أستاذ.. ولا فخر

ثَلاثُونَ عَامًا فِي المَدارِسِ أَرْتَقِي
أُرَبِّي تَلامِيذِي بِقَوْل مُنَمَّقِ

ثَلاثُونَ عَامًا مَا أَزالُ مُتَيَّمًا 
بِفُصْحَى الثُّرَيَّا في البَديعِ المُعَتَّقِ

بِلَيْلِي سِجِلّاتِي أَبِيتُ أخُطُّهَا
لِيَرْقَى نَهارِي بِالبَلاغِ المُوَسَّقِ

سَلُوا دَفْتَرَ الأَعْباءِ عَنْ سِرِّ مُنْهَك
سَلُوا كُلَّ تَحْضِير جَدِيد وَمُسْبَقِ

نَقَشْتُ بِأَجْيالِي مَوَاعِظَ مِهْنَتِي
وَرَتَّلْتُ آياتِي بِصَوْت مُرَقَّقِ


ثَلاثُونَ عامًا وَالرِّمَاحُ تَحُزُّنِي 
بِرَمْيَاتِ قَنَّاص سَدِيد مُدَقِّقِ


ثَلاثُونَ عامًا..لَا أَزِيدُ تَفَضُّلًا
تَمُرُّ بِغابَاتِ الأَسِيرِ المُوَثَّقِ


وَمَا خِفْتُ غَيْرَ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ 
وَيَصْدُقُ قَوْلِي بِالسُّلُوكِ المُصَدَّقِ


وَخَرَّجْتُ طَيَّارًا وَزِدْتُ مُهَنْدِسًا 
وَعَلَّمْتُ شُرْطِيًّا كَلامَ المُحَقِّقِ


وَأَرْشَدْتُ دُكْتُورًا لِطَرْحِ رِسالَة
وَقُدْتُ إمَامًا بِالخِطَابِ المُرَوْنَقِ


وَجَاوَزْتُ بِالغَوّاصِ دُرَّ لَآلِئِي
وَعَلَّمْتُ تِلْمِيذِي فُنُونَ التَّعَمْلُقِ


وَرَبَّيْتُ مَسْؤُولًا وَنَبَّهْتُ نَسْلَهُ:
حَذَارِ..فَلَا تَنْهَبْ رَعَايَا وَتَسْرِقِ !


ثَلاثُونَ عَامًا كَمْ بَنَيْتُ مَدائِنًا
وَلَمْ أَبْنِ لِي بَيْتًا كَطَيْر مُحَلِّقِ!


فَمَنْ قالَ: إِنِّي أَبْتَغِي دُنْيا غَرُورَةً
وَأَلْهَثُ خَلْفَ المَوْجِ مِنْ غَيْرِ زَوْرَقِ؟!


وَمَنْ قالَ: طَمَّاعٌ وَيَهْوَى اسْتِزادَةً
كَنَسْر رَأَى ظِلًّا بِجُحْر لِخَرْنَقِ؟!


وَمَنْ قالَ: إِنِّي لَسْتُ كُفْءًا وَأَغْتَنِي
نَؤُومَ الضُّحَى فِي بُرْجِ ضَوْء كَلَقْلَقِ؟!


أنَا شاعِرٌ أبْنِي البِلادَ قَصَائدًا 
وَضَادِي هَوَايَ المُسْتَهَامُ وَبَيْرَقِي 


أَنا فَحْلُ إعْراب ونَجْلُ بَلاغَة
وَسَلْ مَغْرِبًا عَنِّي وَعَنْ شَمْسِ مَشْرِقِي 


أَنَا لَسْتُ طَرْطُورًا كَمَا يَدَّعِي الأُلَى 
-هَدَاهُمْ إِلَــهِي- أَنَّ دَرْسِي بِخَنْدَقِ


وَما نِلْتُ قِطْمِيرًا مِنَ المَالِ خِلْسَةً
وَلَا بِعْتُ وَهْمًا لِلصِّغَارِ بِنُمْرُقِي


فَكَيْفَ بِمَنْ كُنْتُ النَّصُوحَ لِأَجْلِهِ 
بِحُلْوِ لِسَان مِنْ نَدِيّ وَمُغْدِقِ؟!


وَمَنْ عِشْتُ أَسْقِي فِي صِبَاهُ فَسَائِلًا
وَأَزْرَعُ وَرْدًا مِنْ خُزَامَى وَزَنْبَقِ؟!


يَشُبُّ فَيَرْمِينِي سِبَابًا وَتُهْمَةً
وَيَقْوَى جَبَانًا فِي خَفاءِ المُبَقْبِقِ؟!


فَقَدْتُ كَثيرًا يَا رَئِيسُ صَلابَتِي
وَمَا عُدْتُ أَرْضَى أنْ أَعِيشَ كَبَيْدَقِ 


فَعَجِّلْ رَحِيلِي يَا رَئِيسُ فَإِنَّنِي
وَلَجْتُ زَمَانًا شَابَ رَأْسِي بِمَفْرِقِ


وَمَا عُدْتُ أقْوَى أنْ أَقُومَ سُوَيْعَةً
وَلَيْسَ لِعَجْزِي بَلْ لِسُوءِ تَمَلُّقِ 


فَقَدْ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ رِجَال وَوِلْدَة
يُسَاوُونَ مُرَّ الشَّوْكرانِبِفُسْتُقِ


يَثُورُونَ إِنْ صُغْتُ البَيانَ قَصيدَةً
وَلَكِنَّهُمْ يَهْوُونَ كُلَّ مُنَقْنِقِ!


سَأَتْرُكُ أقْسَامِي لِتَشْهَدَ سِيرَتِي
وَتَشْهَدَ أَجْيَالِي بِصِدْقِ تَفَوُّقِي


أُغادِرُ مِنْ بَابِ الكِبَارِ مَكَاتِبِي
وَأَعْرُجُ نَحْوَ الخَالِدِينَ بِمَنْطِقِي.






نَعَم أعْشَقُهَا 


خَلِيليَّ قُولَا..هَلْ أَبوسُ كِتابَهَا
فَقَدْ أرْسَلَتْ لَيْلَى إِلَيَّ جَوابَها؟! 


أَأَقْرَأُ بَدْءًا مَا يَبُوحُ فُؤادُها 
مِنَ الشَّوْقِ أمْ أَشْتَمُّ قَبْلًا خِطابَها؟!


أَأُخْفِي بِصَدْرِي كَالنِّساءِ هَدِيَّةً
وَأَهْرُبُ نَحْوَ الدّارِ أُوصِدُ بابَهَا؟!


خَلِيلَيَّ مَهْلًا.. لا تَلُومَا مُنافِحًا
يُرابِطُ عَنْهَا كَيْ يَفُكَّ اغْتِرابَهَا


أنَا صِنْوُهَا.. تَهْتاجُ لَيْلًا رَبابَتِي
فنَعْزِف لَحْنًا كَيْ نُقِلَّ عَذابَهَا 


وَأُدْرِكُ حَتْمًا أَنَّ لَيْلَى عَلِيلَةُ
فَيَقْوَى مُصَابِي لَوْ نَسِيمٌ أَصَابَهَا!


فَتَحْتُ -وَلا جَافَاكَ نَوْمٌ- رِسالةً
سَتَرْوِي خَفُوقًا إذْ تَصُبُّ رُضَابَهَا


سَتَرْضَى بِبَعْضِ الشِّعْرِ مِنْ قَرْضِ لَاحِن
وَتَكْفِي عَذابِي-مِنْ لِسان - عِتابَهَا


وَلَكِنَّهَا جَزَّتْ نَضِيدًا بِنَخْلَتِي 
وَضَاقَتْ بِأَشٔياع تَضُرُّ رِحَابَهَا 


تَقُولُ-وَشَيْبِي مِنْ شُوَاظِ دُمُوعِهَا
وَشُرْبِي حَمِيمٌ يَسْتَعيدُ شَبابَهَا-:


حَبِيبِي.. أَيَجْفُو أَهْلُ بَيْت حَبيبَةً
يَسُوؤُونَ نُطْقًا..يَهْتِكُونَ حِجابَهَا؟!


يَظُنُّونَهَا لَا تَلْحَظُ السُّمَّ نَاقِعًا 
إذَا عَقَّ عُرْبٌ فِي الكَلامِ كِتابَهَا!


أَيُعْقَلُ أَنْ يَنْأَى مُحِبٌّ عَنِ المَهَا 
وَعَيْنٌ تُمَنِّي لَوْ تَبوسُ تُرابَهَا؟!


أَيُعْقَلُ ألَّا تَحْتَويهِ بِطَبْعِهَا
وَذاتُ مَسَاحِيق تَسُوقُ هَبابَهَا؟!


تَمُدُّ جُذُورًا نَحْوَ بَدْءِ خَليقَة
وَتُمْطِرُ غَيْثًا حَيْثُ سَاقَتْ سَحَابَهَا 


تَمِيسُ كَطاوُوس يَسُوسُ عَشِيرَةً
ولَوْ فَجَّرَتْ عَيْنًا سَتُحْيِي يَبَابَهَا!


خَلِيلَيَّ عَابَ القَوْمُ عِشْقِي أمِيرَتِي
وَغَوْصِي إلَى غَوْر أَجُوبُ شِعابَهَا!


يَقُولُونَ: دَعْ عَنْكَ الهُيَامَ بخَيْمَة
تَلِيقُ لِبَدْو يَرْكَبُونَ رِكابَهَا!


وَسُقْنَا شَمَالًا حَيْثُ عَيْنُ حَضارَة
وَزَرْقاءُ لَحْظ نَسْتَشِفُّ لُبابَهَا 


تَحَوَّلَ قَوْمٌ عَنْ لِسان ومِلَّة
إَلَى أَلْسُن زَادَتْ شُعُوبًا خَرابَهَا 


أَنَا أَنْتَقِي مَا زادَ حُسْنِي أَناقَةً
وَأُمُّ لُغَات وَشَّحَتْنِي ثِيَابَها!


خَلِيلَيَّ قُومَا نَرْتَشِفْ عَذْبَ خَمْرِهَا
وَنَشْهَدْ بِلَذَّاتِ الشِّفاهِ انْسِكَابَهَا!


تَعَالَا مَعِي حَيْثُ البَيَانُ جَمَالُهَا 
وحَيْثُ بَديعٌ..كَمْ يَزيدُ عُجَابَهَا!


تَعَالَا إلَى ضَاد حَبَاهَا إِلَـهُنَا 
عَرُوسَ لُغات قَدْ أَجَلَّ كِتَابَهَا!


أَيَتْلُو عِبادُ اللّهِ آيَ كِتابِهِمْ 
بِضَاد جَنَى جِيلٌ عَلَيْهَا أَعَابَهَا؟!


بُعِثْتُ إلَى قَوْم يُضامُ فَصِيحُهُمْ
وَمَنْ يَحْتَقِرْ لَيْلَايَ يَرْقُبْ عِقابَهَا!


سَأبْقَى هُنَا أَحْمِي حُصُونَ أَميرَتِي 
وَإنْ أطْلَقَتْ بِيدٌ عَلَيَّ كِلَابَهَا!


سَأَحْيَا عَلَى قَرْضِ النَّسِيبِ لِعَيْنِهَا 
وَأَعْلُو بِأَشْعارِ الفُحُولِ قِبابَهَا 


فَقُومَا نُعِدْ لَيْلَى إلَى سدْرَةِ الهَوَى
وَمَنْ يَبْتَغِ العُلْيَا يُقاوِمْ صِعَابَهَا!


أَلَا يَا رِفاقَ الضَّادِ هَذِي حَبِيبَتِي 
أَجِلُّوا هَوَاهَا كَيْ تَنالُوا ثَوَابَهَا!


إذَا غِبْتُ يَوْمًا عَنْ حِيَاضِ عُرُوبَتِي
فَهَا دُونَكُمْ ضَادِي أَشِيعُوا خِطابَهَا 


وَرِثْتُمْ إذَا عَلَّمْتُمُوهَا مُرُوءَةً
وَنِلْتُمْ بِهَا في الشّامِخاتِ نِصَابَهَا 


فَطُوبَى لِأَجْيال تَعودُ لِحَرْفِهَا 
وَتَسْمُو بِحُسْنَى كَيْ تَنالَ مَآبَهَا 


هَنِيئًا لِمَنْ رامَ الثُّرَيَّا بِشِعْرِهَا 
وَمَرْحَى لِشَاد في الغَرامِ أَصَابَهَا!.




الشاعر عارف عاصي–جُـمهورية مصر العربية
أُمُّ الـلُّـغَـاتِ


فِي عِشْـقِـهاَ يـَهْوَى الجَمَالُ جَـمَـالا
فِـإِذَا الـحُـرُوفُ تَــنَـاثَــرَتْ أَفْـعَــالا


تَـهَبُ الجَـلالَ الـرُّوحُ فِـي أَقْدَاسِـهِ
فَـتَـمِـيـسُ بِـالـحُـــبِّ الـنَّـقِــيِّ دَلالا


تَـتَـعَـتَّـقُ الـكَـلِـمَاتُ فِي مِحْـرَابِـهَـا
فِـكْـراً سَـرَتْ تَـهَبُ العُـقُـول حَـلالا


طَــارَتْ بِـأَفَــاقِ الـبَـهَـاءِ حُـرُوفُـهَـا
فَـلَـعَـلَّ لـِلْـحَـرْفِ الــبَـدِيـعِ مَـقَـالا


حَمَـلَتْ جَـمَـالَ الكَوْنِ طَيَّ بَـنَـانِـهَـا
فَـالـرَّوْضُ أَزْهَـرَ وَالأَرِيــجُ تَــعَـالا


رَسَـمَـتْ مَشَـاعِرَ صَـفْـوِهَا بِـتَـأَنُّـق
كَـمَــلاكِ حُــبّ يَـكْــسِــرُ الأَغْــلالا


وَقَـفَتْ عَـلَى الأَوْجَاعِ فِي أَنْحَائِـهَا 
فَـالـقَـلْبُ فِـيـهَـا يَـحْـمِـلُ الأهْـوَالا


جَمُلَتْ بِعَـيْنِ الصَّبِّ عِشْقاً طَـاغِـياً
وَالـصَّـبُّ يَـهْـوَى بِالحَـبِـيـبِ مِثَـالا


وَالعَاشِقُونَ تَزاحَمُوا فِي وَصْـفِـهَا
صِـدْقَ الـحَــبِــيـبِ إِذَا أَرَادَ وِصَـالا


وَالكُلُّ فِي عِشْقِ الجِمَالِ تَسَابَـقُوا
وَتَـزَيَّـنُـوا بِـالْاِنْــتِــسَـابِ خِـصَــالا


وَتَـعَـدَّدَ الخُـطَّـابُ فِي مَـلَـكُـوتِـهَـا
طَافُـوا الـبِـلادَ جَـنُـوبِـهَـا وشِمَـالا


عَـشِـقُوا مَحَـاسِنَ دَلِّـهـَا بِقـُلُوبِـهِـمْ
وَتَـنَـافَـسُـوا عِشْـقـاً لَـهَـا وَنَـوَالا


وَمِنَ العَجِـيبِ فَعـَاشِـقُوهَا كُـلُّـهُـمْ
يَـرْضُــوُنَ عِـشْــقَ الآَخـرِينَ مَـقَـالا


أُمُّ الـلُّغَاتِ وَخَـيْـرُ مَا كَـتَبَ الوَرَى 
تَـهَـبُ الجَمَـالَ لَدَى المَـقَـالِ جَـلالا


رَسَـمْتْ بِـأُفْـقِ الكَـوْنِ زَهْـراً نَـادِيـاً
وَالـبَـحْـرُ بِـالـدُّرِّ الـجَـمِــيـلِ تَـلالا


فِـيـهَـا بِـحَـارُ بِـالـجَـمَـالِ تَـزَيَّـنَـتْ
تُـعْـطِي الخِـضَـمَّ مِنَ الأُجَـاجِ زُلالا


حَـمَـلَتْ كِـتَـابَ اللهِ بِـينَ ضِفَـافِـهَـا
فَـاقَــتْ بِــهِ كُــلَّ الـلُّـغَـاتِ جَـمَــالا


عَـجَـزَ الأُلَى رَامُـوا تَـبَـدُّلَ حَـرْفِـهَـا
لَـمْ يَـحْــمِـلُـوا بِـرِبُــوعِــهَــا أَثْــقَـالا


فَـالعَجْـزُ أَثْـقَـلَ سَعْـيَـهُمْ فِي دَرْبِهَا
لَـيْـسُوا سِوَى ضَـعْـف يَـزِيدُ هُـزَالا


يَا عَـاشِقاً سُبُـلَ البَدِيعَ عَلى المَدَى 
اِرْمِ الـشِّـبـاكَ لِـتَـحْــصُــدَنَّ غِــلالا


غُصْ فِي بِحَارِ الحَـرْفِ تَـلْـقَ دُرَّهَـا
وَاحْـفَـظْ بِــهِ عَـقْـدَ الـبَــهَـاءِ مَـآلا


لَمْ تَـخْـلُ مِـنْ دُرِّ البَـيَـانِ كُــنُـوزِهَـا
فَـاصْطَـدْ بَـدِيـعَ القَـوْلِ وَالأَمْـثَـالا


وَاغْرِسْ بُذُورَ الحَرْفِ تَحْصُدْ خَيْرَهَا
فَـاغْــنَــمْ حَـصَـاداً رَائِـعــاً وَنَــوَالا


قَـالُـوا عَـقِـمْـتِ فَـكَذَبَـتْ أَقـْوَالَـهُـمْ
أَفْـعاَلُ مَـنْ عَـشِـقَ الحُـرُوفِ فِـعَالا


فَبَـنَـاتُ حَرْفِكِ مَائِسَاتٌ فِي الـرُّبَى
بِـقَـصَـائِـد تَـهَـبُ الـعُـــقُـولَ مَـنَـالا


مَـنْ رَامَ هَــجْـراً رَامَ هَـدْمَ مَـبَـادِئ
فَـالـدِّيـنُ يَـحْـيَـا شِـرْعَـةً وَمَـقَـالا


وَالذِّكْـرُ مَحْفُوظٌ مِنَ الـرَّبِ العَـلِي
وَبِـحِفْـظِـهِ حُـفِـظَـتْ لَـنَـا إِجْـمَـالا.




الشاعر الدكتور عبد الملك بومنجل– الـجزائر
غريبةُ الدار!


لغتي التي حَفلَتْ بها الأمجادُ
وسَما بها الفُرسانُ والأجْوادُ
وجَرَتْ بأنهارِ الجَمالِ رشيقةً
وجرَى بها في الخالِدِينَ مِدادُ
وبَنَتْ بأحرفِها اللآلِئِ قلعةً
للعاشقين تَحُفُّها الأطوادُ
وحَمَتْ بأسوارِ الفخامةِ أمَّةً
من أن يُضارِعَ مَجدَها الأندادُ
وغَذَتْ بِسَلسلِها اللغاتِ جميعَها
فزُلالُها لم تَخْلُ منه بلادُ
وحَوَتْ براحتها العلومَ فغرَّدتْ
بلسانِها الأطيارُ والأعوادُ
جفَّتْ جوانحُها وهِيضَ جَناحُها
وغدت بأيدي العاجزين تُقادُ
وتَسَمَّرَتْ في الجُب حيثُ تُراثُها
قَمرٌ يُخانُ جمالُهُ ويُبادُ
واستَسْلمَتْ للماكرين بأرضِها
يُغرى بها السفهاءُ والأوغادُ
مِن كلِّ فَدْم ليس يُطرِبُهُ الشذَى
إن كان منبعَهُ الزكيَّ الضادُ
أما إذا سمِعَ اللغاتِ بَكِيَّةً
فيَكادُ يُسْلِمُها الفؤادَ يكادُ!
أو كلِّ وغْد منتهى أحلامِهِ
ألاّ يَرى قِمَمَ الجبالِ تُشادُ
في أمّة صنعَ الكِتابُ جلالَها
فرجالُها الأقمارُ والأطوادُ                      
تُرِكتْ منابِعُ سِحْرِها ليَدِ البِلى
حتى ذوى نبراسُها الوقّادُ
وعدا إلى ضرّاتِها أبناؤها
لَمَحوا السُّفوحَ رَخيَّةً فانقادوا
واليومَ يزعمُ من جفاها أنّهُ
حامِي الحمَى وكريمُها المِجوادُ
يُهدِي لها عيدا ويصدحُ في الورَى:
أمُّ اللغاتِ وخيرُهُنَّ الضادُ
فهل الفخارُ بها سيَرفعُ ذكرَها
أم هل ستَجْبُرُ كَسْرَها الأعيادُ؟.




الشاعر الدكتور أحمد جاد–جُـمهورية مصر العربية
لغة القرآن




لُغْةُ الْكِتَابِ حَبَاكِ الْلهُ مَنْزِلَةً
تَخْبُوْ بِجَانِبِهَا كُلُّ الْعَظِيْمَاتِ
كَمْ أَلْفَ عَام مَضَتْ وَيْدَاكِ عَامِرَةٌ
وُخُطْاكِ ثَابِتَةٌ رَغْمَ الْعَدَاءَاتِ
مَهْدُ الْلُّغَاتِ عَلَى الْأَيَّامِ بَاقِيَةٌ
مَاْ ضَاقَ مَعْنًى بِهَا ماض وَلَاْ آتِ
كَمْ مِنْ لُغَاْت غَدَتْ رَسْماً بِلَاْ كَلِم
وَأَنْتِ أَنْتِ وِعَاْءُ الْوَحْي مَوْلَاْتِيْ
لَوْلَا كِتَابٌ بِهَا قَدْ جَاءَ مُكْتَمِلاً
مَاْ كَاْنَ ذِكْرٌ لَهَاْ إِلَّاْ كَأَشْتَاْتِ
شَمْسُ الْلُّغَاتِ إِذَا أَبْدَتْ قَلَائِدَهَا
ذِيْنُوْرُ شَمْس وَذِيْ ضَوْءٌ بِمِشْكَاةِ.