بسبب سوء معاملة الأبناء وتفاقم الخلافات آباء وأمهات في قفص الاتهام..

الأربعاء, 06 يناير 2021


نور دباش
شهدت العديد من الأسر والعائلات اختلالا في توازن العلاقات بين أفرادها نتيجة عدة أسباب نذكر منها سوء معاملة الآباء لأبنائهم وهي ظاهرة قديمة تأخذ عدة أشكال وصوراً بتعاقب الأجيال وهذا ما أدى إلى تساؤل العديد من الأخصائيين في علم الاجتماع والخبراء في التربية حول سبب تفاقم هذه الاختلالات.
طرح بعض الباحثين فرضيات عديدة قد تكون هي السبب في الخلافات الأسرية كعدم الثقة بين الزوجين فهذا ينعكس سلبا عن الأبناء وتكون هناك الكثير من النقاشات والتخاصمات العائلية والزواج المبكر وهو إشكالية صارت شائعة ومن غير المستبعد أن ينتهي بالطلاق يضاف إلى ذلك سوء التواصل بين عائلتي الزوجين واتخاذ القرارات الخاطئة أو الغير صحيحة فمن عقوق الآباء على أبنائهم عدم توفقهم في اختيار الأم أو الزوجة المؤهلة لحمل المسؤولية. 
وأكد الأخصائيون والدكاترة في علم النفس والتربية وعلم الإجتماع أن الأخطاء الشائعة للآباء على أبنائهم تتمحور أساسا حول سوء معاملتهم وإهانتهم أمام الأهل والزملاء خصوصا أمام أقرانهم. فهذا قد يُفقد الطفل ثقته وتولد لديه الشعور بالضعف والنقص من ذاته. 
وفي هذا السياق يعتبر المختصون أن عبارة الآباء أو الوالدان دائما على حق مهما كانت أفعالهم بالرغم من أنها تلامس شيئا من الحقيقة إلا أنها في جوهرها قد تحمل بعض الظلم للأنباء الذين يجدون أنفسهم دائما في قفص الإتهام حتى ولو كانوا على حق. 
فمن جهة أخرى إذا كان للأب أو الأم عادات سيئة فالغالب سيقوم أولادهم بفعلها عاجلا أم آجلا فالولد الصغير هو ثمرة تربية الوالدين (الأسرة) ويدعم هذه الفكرة عالم الإجتماع واطسن الذي يقول إن: الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء فالعائلة هي التي تربي الطفل وتمنحه الشخصية التي يعيش بها وتجعل منه اما صالحا أو غير ذالك بما فيها تصرفاته وغيرها سواء معهم أو مع باقي الأشخاص الذين يصادفهم والمتواجدة في حياته.
ويضيف بعض الأساتذة أن من بين المشاكل وكثرتها هو عدم التواصل بين أفراد الأسرة وعدم وجود الاهتمام من طرف الوالدان بأولادهم. فلا يوجد ما يسمى بالنقاش الأسري أو التحاور بينهم حول فعال أو حدث مهم في حيات الطفل من الأمور الصغيرة إلى الكبيرة قد يكون الإبن متورط في قضية ما أو منخرط في عصابة إجرامية... وهذا كله من إهمالهما له وعدم معرفة ما يدور في حياته. كما قال الشاعر احمد شوقي: 
ليس اليتيم من انتهى أبواه من 
هم الحيات وخلفاه ذليلا 
إن اليتيم هو الذي تلقى له 
أما تخلت أو أبا مشغولا 
زيادة على ذلك لا يمكن إغفال دور الأم في الأسرة فهذا السبب لا يقل أهمية من غيره فالأم هي الصدر الحنون لأولادها وزوجها وبيتها والتي تؤويهم تحت جناحيها من كل أذى في هاته الدنيا إن ضاعت ضاعت الشمعة التي تنير ظلمة كل فرد من عائلتها. هنالك زوجات لا يظهرن الإهتمام الكافي للأسرة فهن غير مستوعبات بعد لحقيقة دور الذي يفرضه الوضع الأسري أو غير مؤهلات لحمل المسؤولية العائلية وهنا يكمن الإشكال الكبير. فهي حاضرة جسديا فقط إنما يجب أن تكون حاضرة روحيا ووجدانيا مع كامل أسرتها ولا تفرق بين أحد في العناية بهم فلكل فرد عناية خاصة يجب أن توفق بينهم. 
ونتيجة لهذه الأسباب والتصرفات هنالك عواقب متعددة ومختلفة التي يطغى عليها الجانب السلبي بداية من الآثار النفسية العميقة والثغرات التي تتطور مع تقدم في السن ليصل إلى تحطمه نفسيا وقد يلجأ معظمهم إلى مسالك غير مشروعة يراها من وجهة نظره وسيلة للتخفيف من أوجاعه أو مسلكا للهروب من واقعه المعيشي إلى عالمه الوهمي. وفي كثير من الأحيان من شدة تراكم المشاكل عليه من كل الجوانب (الأسرية محيطه من الأصدقاء إلى الدراسة والعمل ) قد يبرر لنفسه اللجوء إلى ما يمكن أن يعتبر انتقاما ممن يراهم المسببين. 
بالمقابل ليس الأولياء فقط الملامون على أخطاء أبنائهم فكثير منهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه دون أن يمنع ذلك من انحراف أبنائهم فمثلا قد يتمرد البعض عن دائرة السلطة الأبوية. 
وتستحق الأخطاء التي يرتكبها الأبناء في حق آبائهم أن نفرد لها موضوعا آخر قريبا وسنحاول من خلاله الغوص في الحلول الممكنة للإشكالات المعقدة.