قصة قصيرة المطلَّقة

  • PDF


المطلَّقة 
بقلم: عقيلة بلاّمين


مع الأذان الثاني للفجر استيقظت متعبة لم تكن نامت جيدا عيناها منتفختان من دموع انهمرت منهما قبل أن تغرقا في نوم مضطرب. بعد أن كانتا تشعّان حياة قرأت فيهما حزنا عميقا وهي تنظر إلى وجهها في المرآة كانتا تترقرقان وكأنهما تحكيان ألما دفينا.


- رن.. رن.. آه إنها خالتي خديجة.
- صباح الخير خالتي.
- صباح الخير كيف أصبحت؟
- بخير أشكرك.
- سأمر عليك في العاشرة تماما تجمَّلي حاولي أن يكون مظهرك في قمة اللقاء. 
- سأكون عادية خالتي يكفي أن أظهر بمظهر لائق فالمبالغة في الهندام ليست من طبعي الأهم سيرتي وعملي.


وصلت حنين وخالتها إلى مقر المجلة فوجدتا الحاجب عند الباب فاستأذنت الخالة لمقابلة المدير.


- من فضلك سيدي ينتظرنا المدير في الحادية عشرة.
- من قِبل من سيدتي؟
- السيدة رجب من فضلك.
- حسنا تفضلا بالقعود سأبلّغه.


بعد بضع دقائق أذن المدير للحاجب بإدخال الضيفتين. دخلت حنين وخالتها قاعة فسيحة وأنيقة يتقدمها مكتب عريض وعلى جانبيه أريكتان مريحتان فوقف المدير جبريل مرحّبا بالزائرتين وصافحهما وهو يبتسم ابتسامة عريضة.


- مرحبا بك سيدة رجب تفضلي. تفضلي آنستي كذلك وأومأ إليهما بالقعود. لم تكن حنين تبدو في الرابعة والثلاثين من عمرها من يراها يخالها تخرجت من الجامعة لتوّها فقعدت وهي تسرّح تنورتها الزرقاء المستقيمة بحركة خفيفة. كان وجهها السمح يمهّد لابتسامة مورَّدة زادتها وقارا وهي تستمع لخالتها التي كانت تبالغ في شكر السيد جبريل.


- أقدّم لك ابنة أختي حنين لقد عملت في القطاع الخاص مدة طويلة.
- مرحبا بك حنين معنا.
- أشكرك سيدي.
- أوصاني بها صديقي عصام قال إنه وزوجك المرحوم سيدتي كانا قريبين جدا.
- أجل فرحات وعصام لم يفرقهما إلا الموت بعد أن غدرت بزوجي أيد خائنة.
- عصام أخ لي لقد تربينا معا في سوسطارة لا أستطيع أن أرفض له طلبا. والتفت إلى حنين قائلا:
-  أنت محظوظة بنيتي مرحبا بك في مجلة الشباب .
- أشكرك سيدي.
- وفي أي قسم تخصصتِ؟
- في الحقيقة لم أكتب كثيرا لم أزد على أربعة أشهر في القسم الثقافي ولكني أحب التدقيق اللغوي.
- تقولين التدقيق؟
- نعم سيدي.
- حسنا فليكن.
- أشكرك كثيرا سيدي.
- مرحبا بك حنين ومرحبا بك سيدتي أيضا شرفتني معرفتك وراح يصافح كليهما مرافقا إياهما إلى باب مكتبه.
- كل الشكر لك سيد جبريل قالت السيدة رجب.


بعد أن خرجتا من البناية راضيتين تعجبت الخالة من اختيار قريبتها:
- لِم لَا تريدين الكتابة؟
- ليس الآن خالتي.
- ولماذا؟
- أنا متعبة لا بد أن أرتاح لأستجمع أفكاري.
- ولكن لقب الصحفية أفضل.
- لستُ أبحث عن الألقاب أريد أن أتعلم عليَّ أن أقرأ كثيرا وأتكوّن ثم ألجأ للكتابة.
- ولكنك تستطيعين الجمع بين الاثنين.
- لم يحن الوقت بعدُ خالتي أشكرك على سعيك معي جزيل الشكر.
- لا تشكريني هذا واجبي.


***




- صباح الخير.


سلّمت حنين على زملائها جميعا ولزمت مكانها وشرعت في العمل مباشرة.
- إي.. إي خلود انظري إليها تبدو متكبرة.
- يا إلهي لا تضحك حتى!
- بل هي مخيفة وجهها يحمرّ كثيرا هل يكون خجلا أم أنها معقدة؟
- ها ها ها. 


كانت حنين تقرأ النصوص على الآلة وتصحح ما فيها من أخطاء لغوية أو تركيبية من غير أن تحدّث أحدا. كانت تحاول التركيز ولكن كلام الزملاء بالصوت العالي تارة والهمس أخرى كان يشوّش عليها فتتشتت أفكارها لتجد نفسها تعيد القراءة مرات عدة باحثة عن خيط الأفكار المتسلسلة.


- سارة سمعتِ عن رقية؟ إنها ستتزوج من صديقها المتزوج وعدها بأن يطلّق زوجته لأجلها.
- الماكرة لا تستحي! فعلتها؟!
- أجل قالت هو أو لا أحد.
- وزوجته أَلم تفكر فيها؟
- ماذا قلتِ؟ تفكر فيها؟ هل جُننتِ؟ هل تريدينها أن تبقى عانسا؟ إنها في التاسعة والثلاثين.
- ها ها ها.. عجوز.. ألم تريْ كيف تمسح بيدها على شعرها ظانة أنها جميلة؟!
- يا لها من غبية!
- أجل وحمقاء أيضا.
- تقول إن عرسها بعد شهر وإن شهر العسل سيكون في برشلونة.
- أوووه.. يا للحظ!
- سارة.. اُنظري إلى هذه الوافدة علينا لا تكلم أحدا من تظن نفسها؟
- إنها متكبرة.
- لا تخافي سنضغط عليها ونزعجها حتى تكره وتنسحب كما انسحب قبلها كثيرون.
- إنها تُظهر جانبها الطيب فقط أظن أنها تخفي جانبا مظلما اُنظري إليها تبدو حزينة.
- رقية هل تعلمين رأيتها يوما تدقق على الآلة فدمعت عينها.
- لا بد أنها تخفي أمرا ما.
- أظن أن معي فكرة.
- وما هي؟
- سأصاحبها وأتودد إليها حتى أعرف سرها.
- نعم فكرة.


***




- حنين أنا أدعوك للغداء هَيَّ رافقيني.
- شكرا لك وسام.


دعت وسام حنين إلى أحد محلات الأكل السريع وسط المدينة.. كان ميول كليهما إلى الأكل متشابها كانت الاثنتان شرهتين تحبان كل ما هو لذيذ وشهي من بيتزا وجبنة وحلويات فرنسية ومثلجات كانتا تفضلان أن ترتاحا في مكان جميل وتتلذذا بأكلهما.


- رغم هدوئك تبدين حزينة دوما لم نعتد في العمل على هذا النوع من الزملاء لِم لستِ مثل الجميع؟ نحن جميعا نتبادل الحديث ونضحك كثيرا إلا أنت لِم لا تفعلين مثلنا؟
- هكذا أنا ولكلّ طبعه. 
- ألا تحبين الجموع؟
- لا.
- ولماذا؟
- أحب الوحدة هي تريحني وأفضّل مصاحبة الكتب لا يحزنني أن أكون وحدي على العكس أحب مصاحبة نفسي أحتاج لأن أبقى لوحدي مدة طويلة هذا يريحني.
- هل أنتِ متزوجة؟
- مطلقة.
- مطلقة؟!
- نعم.
- هذا مؤسف!
- لا.. لِم تتأسفين؟! هذي هي الحياة.
- وكيف عرفتِ زوجك؟
- في دار خالي.
- هل هو من أقربائك؟
- أجل.
- إذن تعرفينه؟
- لا لم أره قط من قبل إنه من العائلة البعيدة والده ابن عم والدتي وشقيقها من الرضاعة.
- وكيف تعرفت إليه؟
- تقابلنا عند خالي كانت أول مرة أراه فيها. في الحقيقة هو كان يريد الزواج أو بالأحرى والداه أرادا أن يتقربا من عائلتي لتزويج عماد فلما رآني عرّفني بنفسه وكذلك فعلت وبقينا على اتصال. وبعد أسبوع أراد أن يتقدم لخطبتي فوافقت.
- هكذا؟ بهذه السرعة؟
- أجل.
- وكيف قبلتِ مباشرة من غير تعرف أكثر؟
- كان يبدو طيبا وجادا كما إن شكله مقبول وله عمل قار.
- وهل كنتما تسكنان مع أهله؟
- كان هذا شرطه.
- وهل وافقتِ؟
- أجل.
- آآه.. لِم تسرعتِ؟
- لا أدري كنت أرغب في الزواج وكان حسن الخَلق والخُلق فوافقت.
- ثم؟
- ثم الحياة في ذلك البيت البعيد كانت مستحيلة. لم أتقبل أن يملي عليَّ كل واحد من أهله حياتي. لم يكن لي صوت أو حضور فلم أتحمل. يجوز أن أكون متسامحة جدا ولكني لستُ غبية لا أقبل أن يلغي أحد شخصيتي فلكلّ وزنه في هذه الحياة.
- وهل بينكما أولاد؟
- لا.
- كم بقيتما معا؟
- لم نُتمم الحول.
- لا للأسف! هل كنتِ تعملين؟
- في الحقيقة لم أكن أرغب في العمل بعد الزواج قلت سأبقى في البيت لكن مادمت لم أعتد على المكوث في البيت شعرتُ بالملل وبأن حياتي صار لا معنى لها فقررت العمل من جديد وهنا بدأت المشاكل.
- كيف ذلك؟
- حماتي لم توافق على عملي.
- وزوجك؟
- لا زوجي لم ير في عملي مانعا لكنه خشي من موقف والدته.
- وكيف كان موقفها؟
- ما إن رأتني وعماد نتهيأ للبحث عن عمل حتى شرعت في هستيريا قالت إنه لا يحق لي أن أغير قراري محكوم عليَّ أن أبقى في البيت وألبّي طلبات أهله حتى ابنتها المتزوجة فكرت في أن تجعل لبناتها مربية وأن أكون أنا هي. وبين إملاءاتهم وميولاتي ما كان عليَّ إلا أن أختار فاخترتُ حياتي. كنت أظن أنني بزواجي أستقلّ وزوجي بحياتنا لكنه لم يقف إلي جانبي وتركني لأهله يقررون وما كان عليه إلا أن يتركني.
- ألم يسترجعكِ؟
- لا بعد أن حكمت القاضية برجوعي واستقلالنا ببيت منفرد طلّقني ثانية وانتهى ميثاقنا.
- ولكن لِم لَم تصبري؟
- تعلمين في تلك اللحظات رأيت حياتي تمر بين عينيَّ أنا التي أحب الحياة وأنشد السعادة يأتي أحدهم ليسد في وجهي نور الشمس لا هذا لن يحدث أبدا!


***




كانت تصحح كعادتها على الآلة من غير أن تحدّث أحدا.
- مرحبا صباح الخير كيف حال الجميع؟
وقف سليمان مبتسما يتبادل الحديث مع الزملاء حتى وصل إلى مكان حنين فابتسمت إليه واستمرت في العمل حتى سمعته وراءها يردّد:
- السلبي.. السلبي!.. وأخرج مفتاحا راح يحمله كما تُحمل التمائم متشائما برؤيتها فأخذت زميلاتها مفاتيحهن يقرعنها بين أيديهن كأنهن يطردن جانّا وسطهن وكذلك كن يفعلن في حضورها ويقلبن أطراف أثوابهن أمامها حتى لا تلحق بهن لعنة الطلاق!
***


- حنين أدعوك لحفل زفاف أختي.
- أشكرك وسام هذا لطف منك.
تجملت حنين لحضور الحفل وأحضرت معها هدية كانت سعيدة جدا مذ تطلقت تخلت عنها صديقاتها وصرن يتفادينها كلما قرب زفاف إحداهن عسى أن تصيبهن عدوى الطلاق! وكذلك فعل الأقارب لا يرغبون في حضورها حفلاتهم. 


- مرجانة أنا أدعوك لحفل زينب ستتزوج هذا الجمعة حضورك سيفرحنا قالت صفية زوجة الخال ذلك أمام حنين غير مبالية بها وكأنها لم تكن معهما.
- مبارك على زينب خالتي أتمنى لها السعادة قالت حنين ذلك وولّت القهقرى وعيناها مغرورقتان حتى انسحبت لكن زوجة الخال لم تبال واسترسلت مع مرجانة:
- هل تودين أن أُطلعك على بعض الأكسسوارات التي سنستعين بها في الحفل؟ وراحت تريها طقم المناديل التي يزيّنون بها الموائد وعلب الحلوى غير آبهة بحنين.
لما عادت حنين إلى البيت استلقت على فراش والديها الذي كانت تحب أن ترتاح فيه مفضلة مكان والدها حيث يغمرها النعاس فنامت وهي تبكي. 
- ماذا نائمة؟!
- انهضي هَيَّ قلت انهضي ألا تستحيين؟! أ لم تري أن أمك تعمل وأنت تنامين؟!
- أبي أنا متعبة.
- متعبة؟! وممَّ التعب؟! أمك تعمل وأنت لا تبالين؟! عليك أن ترتّبي كومة الملابس هذه.
كانت الغرفة مليئة بالأغراض التي بدأت الأم في جمعها حتى يتمكن الدهّان من صبغ البيت في اليوم الموالي ولكن حنين لم يكن في وسعها فعل شيء كل ما كانت تريده أن تنام وترتاح.
- قلت لك انهضي.. ألا تسمعين؟! هَيَّا اعملي..
كان التعب قد بلغ من حنين كل مبلغ فأخذت هاتفها واتصلت بخالتها:
- ألو.. مساء الخير خالتي.
- مساء الخير بنيتي هل أنت تبكين؟
- أجل.
- ماذا هناك؟
- هل أستطيع أن أبقى عندك يومين؟
- هذا مؤكد لكن لِم تبكين؟
- أبي لا يدعني أرتاح وأنا متعبة جدا.
- سآتي لآخذك حالا.


لبست حنين عباءة خفيفة وجهّزت بعض حاجياتها وقالت لوالدها:
- خالتي تنتظرني في السيارة لقد وصلت سأبقى عندها يومين.
كانت حنين في عطلة طلبت بعض الأيام للراحة بعد أن أحست بالإرهاق الشديد فمكثت عند خالتها بضعة أيام أحست فيها بتحسن حيث تعيش الخالة لوحدها فابنها الوحيد استقل ببيته وهو كثير السفر لذلك غالبا ما تبقى نعيمة وحدها فأسعدها أن تؤنسها حنين. دخلت نعيمة الغرفة فوجدت حنين غارقة في أفكارها وعيناها تذرفان.
- لِم تبكين؟ لا أحب أن أراك تبكين الناس لا يحبون رؤية الحزين لا يهمهم بل يتفادونه أغلبنا يميل إلى السعداء أما الحزين فالكل يجتنبونه. اسمعي حنين زوجة خالك هاني دعتنا إلى بيتهم على الشاطئ علينا أن نستغل العطلة لا بد أن تغيري هذه الملامح حتى لا تفسدي علينا ساعات الترفيه. كان وقع كلام الخالة على حنين قاسيا ولكنها كتمت ذلك.
**


- حنين خذي هذا الكرسي لك. أخذت حنين عن خالها كرسي الشاطئ ووضعته بجانب زوجته صفية التي كانت خرجت ونعيمة من البحر وهما تنشفان جسميهما من الماء حتى تستمتع بالبحر والشمس والحديث.
- لا حنين أعطنيه. حملت صفية الكرسي وقدمته لتقعد هي خلف حنين على كرسيها الصيفي المصنوع من القماش ذي الأرجل الحديدية وراحت تخوض في الحديث مع نعيمة عن النساء الغنيات من أصهارها الأجانب الذين هاجروا إلى كندا تقارن بين ما تملكه هي من عقارات وبين ما جادت عليهن الدنيا من حظوظ غير مباليتين بحنين وصماتها حتى أحست حنين من تحت قدميها على الرمل الساخن بسائل دافئ في اتجاهها ففهمت أن زوجة الخال تبولت عليها. حياءُ حنين جعلها تكتم دموعها متظاهرة بأنها لم تحسَّ بشيء وراحت تمسحها في خفاء.


***


- السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم
فرغت حنين من صلاة العصر في مكتب المصورين الذي كان فارغا وراحت تلبس حذاءها وتعيد السجادة إلى مكانها في الخزانة.
- أ لم تنته بعد؟
- لا ليس بعد.
- وماذا تفعل؟
- صلاة التراويح.. هاهاها.
- ولِم تفعل هذا؟ أوَ تتظاهر بالخشوع؟
- لو كانت طاهرة ما كانت تطلقت... ها ها ها.
وأخذ سليمان وسفيان يستهزئان بالحديث عن حنين وهما ينتظران أن تخرج من القاعة حتى يصليا بدورهما. كانت حنين سمعت حديثهما فاغرورقت عيناها فمسحتهما وخرجت من المكتب غير مبالية بزميليها اللذين كانا يمرقانها بازدراء وهما يتغامزان. رجعت إلى مكانها وراحت تكمل عملها.
- وسام..
- نعم سليمان.
- نِعمتِ المرأة التي حافظت على زوجها أنتِ.. وراحا يضحكان.


**


كانت دموع حنين لا تكاد تنقطع تقرأ كتابا فيُبكيها وتصعد الحافلة فتنقاد لأفكارها وتبكي وتخرج إلي الحديقة لترفّه عن نفسها حتى تجد دموعها تبلل وجهها لتمسحها في خفاء ولكن الدموع لا تكاد تتوقف.


- أنتِ تمرين بمسلسل اكتئاب حادّ بنيتي قال طبيب الأعصاب لحنين. أنصحك بأن تفكري في كل ما هو جميل أنت شابة تستطيعين البداية من جديد لا تستسلمي للحزن سأصف لك بعض مضادات الاكتئاب.
- وهل سيطول العلاج دكتور؟
-  عامين يا ابنتي.
- وإذا توقفت قبل ذلك؟
- لا.. لا تفعلي ستكون عواقب ذلك سيئة أنصحك بالاستمرار وسأساعدك حتى تشفي تماما.
- حسنا.. شكرا دكتور.
- سأراك إذاً في الأسبوع القادم.
- نعم دكتور.


استجابت حنين لنصيحة الطبيب وقررت أن تشفى وتتخلص من الحزن الذي لازمها طويلا وراحت تتعالج بالدواء والتفاؤل والكتابة.


الجزائر في ٠٤ فيفري ٢٠٢١