ارتفاع ضغط الدم.. كيف تواجهه؟

الاثنين, 10 يناير 2022

لم يعد يشكل مصدر خوف
ارتفاع ضغط الدم.. كيف تواجهه؟

مع أنه مرض شائع إلا أن ارتفاع ضغط الدمّ لم يعد يشكل مصدر خوف بعدما اعتاد الناس عليه. لفترة طويلة ارتبط ارتفاع ضغط الدم بالرجال أكثر من النساء إلا أن النساء بتن اليوم ضحية له أيضاً. تتعدد أنواع العلاجات التي يمكن لمرضى ارتفاع ضغط الدم اعتمادها مع الإشارة إلى أن البعض يرتفع ضغط دمه وينخفض من دون إصابته بالمرض.
لحسن الحظّ لا يعاني مرضى ارتفاع ضغط الدم جميعاً ارتفاعاً خطيراً بل ينحصر ضمن الضغط الذي يرتفع ليتخطى الحدود الطبيعية العادية.
لا ينجح الأطباء غالباً في تحديد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم حتى وإن كان معلوماً أن نمط الحياة الخالي من الحركة يحفّز الإصابة به. إلا أن لدى 5 إلى 10 بالمائة من الحالات يحدد الأطباء سبب الإصابة كتصلب الشرايين أو مشاكل الكلى هنا يكون ارتفاع ضغط الدمّ ثانوياً إذ يُعتبر نتيجة لمشكلة أخرى.
يُستدلّ على الإصابة بارتفاع ضغط الدمّ من ارتفاع الضغط الشرياني بشكل مزمن. يذكر أنه لا بدّ من أن يكون الضغط مزمناً أو دائماً ليقرر الطبيب إحالة المريض إلى العلاج.

يصيب الرجال والنساء
كمعدل متوسط يزيد ضغط دمّ الرجل عن ضغط دمّ المرأة على الأقل حتى بلوغها مرحلة انقطاع الطمث. بعد ذلك تنقلب الآية بسبب الهرمونات وتقدّم الشرايين بالعمر. لذلك يتعين على النساء الخضوع لمراقبة خاصة عند بلوغهن سن الخمسين. بالإضافة إلى ذلك قد يسبب الحمل ارتفاعاً في ضغط الدمّ.
مشاكل القلب والأوعية الدموية السبب الأول الكامن وراء وفيات النساء في فرنسا حتى قبل السرطان. لحسن الحظّ يمكن للنساء الوقاية من المرض أكثر من الرجال إذ يزرن باستمرار عيادة الطبيب النسائي الذي يحرص على قياس ضغطهن عند تناولهن حبوباً لمنع الحمل على سبيل المثال.
لطالما كانت المرأة خارج دائرة الاهتمام إلا أنها دخلت اليوم دائرة الخطر أياً كان عمرها. منذ بلوغها الثلاثين تُصاب بارتفاع ضغط الدم بسبب قلة النشاط الجسدي وعادة التدخين...

أعراض غير كافية
من الضروري قياس ضغط الدم من وقت إلى آخر في ظلّ غياب الأعراض التي تدلّ على ارتفاعه لذا يصف الأطباء ارتفاع ضغط الدم بالمرض الصامت. لا يعاني المريض أعراضاً معينة إلا حين يصل ارتفاع ضغط الدمّ إلى مستويات عالية بشكل يستدعي علاجه ومراقبته. في الحقيقة قلةٌ هم الأشخاص الذين يولون آلام الرأس أو طنين الأذنين المؤقت أو التعب العام اهتماماً حين تكون الحالة الصحية جيدة عموماً إلا أن هذه الأعراض قد تشير إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدمّ.
لا يعرف الأشخاص شيئاً عن ضغط دمهم إلا إذا خضعوا لفحص على يد طبيب الشركة حيث يعملون على سبيل المثال. عندما يتبيّن للطبيب وجود خلل ما يسارع إلى إجراء فحص للتأكد من أن الأمر عرضي. لذا من الضروري الاستفادة من الفرص المتاحة لقياس ضغط الدم.

إجراءات يسهل اتخاذها
معروف أن ضغط الشرايين ينخفض في أوقات الراحة ويرتفع في أوقات التوتر وهو أمرٌ لا يطرح أي مشكلة حين تكون بصحة جيدة وشاباً لكنه يصبح خطيراً إذا كانت الشرايين ضعيفة. يتعين عليك معرفة تأثير تاريخ العائلة عليك فإذا تضمن أمراضاً مثل ارتفاع ضغط الدمّ وأمراض القلب والشرايين تكون أكثر عرضةً للإصابة بها.
يمكن حماية نفسك من خطر الإصابة بأمراض مماثلة وتحسين العوامل التي تؤثر عليك باستثناء العمر والجنس والعوامل الوراثية من خلال تدابير عملية وفاعلة في حال تمّ اتخاذها في مرحلة عمرية مبكرة:

الراحة
عندما يرتفع ضغط دمك احرص على نيل قسط من الراحة كخطوة أولى وبسيطة للتهدئة. يُعتبر النوم أفضل ترياق في حالات مماثلة. أجبر نفسك على النوم باكراً لمدة ثماني ساعات يومياً.

خفف من التوتر
من الضروري تجنّب مصادر التوتر إذا أمكن أو على الأقل تعلم بعض التقنيات لتسيطر عليه بشكل أفضل. ومن ضمن مصادر التوتر المعروفة الضجيج الذي يؤدي إلى الغضب والتوتر والخوف . لذلك يُدرك الأطباء أن المرضى يعانون ارتفاعاً بسيطاً في ضغط دمهم لدى زيارة الطبيب وقد يرتفع أكثر حين يقصدون المستشفى لإجراء فحوص وتحاليل لا سيما أن الأماكن الطبية تحمل دلالات سلبية.

حافظ على وزنك
الوزن الزائد والسمنة يؤديان إلى ارتفاع ضغط الشرايين. يضر الوزن الزائد بالصحة عموماً لذا حافظ على وزنك من باب الحفاظ على صحتك أي أن يناسب مؤشر كتلة جسمك عمرك. يكفي أن تتبع حمية غذائية صحية لتتجنّب علاجات قد ترافقك مدى الحياة.

حذار عرق السوس
تتميز النباتات بخصائص فاعلة قد تجعل منها أدوية شافية لبعض الأمراض أو سموماً وفقاً لكلّ شخص وحالته والجرعة التي يتناولها. إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم تجنب تناول عرق السوس أو تناول كميات قليلة منه إذا كنت من محبي الحلويات أو الشراب بنكهة عرق السوس.

خفف من استهلاك الملح
يزيد الملح من الضغط لذلك ينصح الأطباء بالتخفيف من استهلاكه أو حتى إلغائه من الطعام علماً أن هذا التدبير يبقى نادراً وقليل الفاعلية وصعب التنفيذ وثمة أشخاص يتناولونه بكميات معتدلة منذ الطفولة.

مارس الرياضة بحذر
قد تكون ممارسة الرياضة مصدر متعة وسعادة لكن إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم يُستحسن أن تتخذ تدابير وقائية. في الواقع تزداد سرعة نبض القلب ويرتفع ضغط الدمّ عند ممارسة الرياضة لذلك من الضروري أن تهتم بنوع الرياضة الملائم لك والأفضل أن تكون سهلة ولا تتطلب مجهوداً قد يزيد من نبض القلب كالسكواش والجري السريع... في المقابل تؤثر قلة النشاط سلباً على الضغط لذلك مارس نشاطاً جسدياً خفيفاً كالمشي.

اترك التدخين
قد لا يرتبط التدخين ارتباطاً مباشراً بارتفاع ضغط الدم إلا أن ثمة رابطاً غير مباشر بينهما إذ يسرّع الشيخوخة وتصلّب الشرايين.

علاجات طبيعية
يُقال إن الثوم متعدد الخصائص وأوراق الزيتون التي تتوافر على شكل حبوب في الصيدليات تترك أثراً فاعلاً على ارتفاع ضغط الدمّ. كذلك يمكن أن تعتمد نمطاً غذائياً ستجد فيه طريقةً بديلة للعناية بصحتك وصحة قلبك وشرايينك لا سيما إن كان عنوانه الأساسي مأكولات خفيفة. ينصح أخصائيو التغذية باستهلاك كميات كافية من أوميغا 3 من خلال تناول الأسماك الدهنية أو المكملات الغذائية التي تعتمد على زيت السمك.
يعيش مرضى ارتفاع ضغط الدمّ أفضل من غيرهم وفقاً لدراسة أميركية. طبعاً لا يُعزى الأمر إلى ارتفاع ضغط الدمّ إنما بكلّ بساطة إلى زيارة المريض المستمرة إلى الطبيب وتغيير العلاج الذي يتبعه من وقت إلى آخر الأمر الذي يبقيه تحت المراقبة!

كيف يتمّ قياس ضغط الدم؟
يعتمد ضغط الدمّ الذي يُقاس بسنتمتر زئبق على قيمتين: الضغط الانقباضي والضغط الدياستولي.
الضغط الانقباضي: يقيس قيمة الضغط عند الانقباض البطيني وهو الرقم الأعلى.
الضغط الدياستولي: يقيس قيمة الضغط في وقت الراحة البطينية.
ارتفاع ضغط الدم والعمر: يميل الهرم السكاني إجمالاً إلى الشيخوخة لذلك من المحتمل أن يطاول ارتفاع ضغط الدمّ عدداً أكبر من الأشخاص. 
والألزهيمر: استناداً إلى بعض الدراسات يؤسس ضغط الدمّ حقلاً خصباً لمرض الألزهايمر أو بعض أشكال الخرف. يتيح العلاج حماية الشرايين كذلك الدماغ. 

8 أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدمّ
- الأدوية المدرة للبول.
- مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2.
- الأدوية الحاجبة لمستقبلات البيتا.
- مضادات الكالسيوم.
- مثبطات أنزيمات التحول.
- الأدوية الخافضة للضغط المركزية.
- الأدوية الحاجبة لمستقبلات الألفا.
- مثبطات الرينين المباشرة.